مدونات

القصبي والشمراني في "مخرج 7" يُهينان القضية الفلسطينية!

تامر العطاري
تامر العطاري
كانت وما زالت القضية الفلسطينية هي القضية الأسمى والأنقى على وجه الخليقة، وهي القضية الأوحد التي استطاعت أن تلُم شمل الأُمة العربية أجمع، مُسلمين ومسيحين أو حتى علمانيين في صفٍ واحد، للدفاع عنها. فالأرض هي حقٌ مُتجذِّر للشعب الفلسطيني، والأقصى هو مسرى نبينا، ولن نتهاون ولن نكُف يوماً عن الدفاع عنه ولو بأضعف الإيمان.

غير أنَّهُ أطَّلَ علينا في رمضان هذا العام النجمان السعوديان ناصر القصبي وراشد الشمراني، بمسلسلهما الجديد "مخرج 7" الذي يُعرض على شاشة mbc وتحديداً في الحلقة الثالثة، بمحتوى بعيد كل البُعد عن المهنية أولاً والعروبة والإنسانية ثانياً.. مشهد جسد كمية الغِل والحِقد الذي يحمله "البعض" للفلسطينيين ولقضيتهُم الشريفة، التي هي قضية كل العرب منذُ الأزل. فـمنذُ فترة ليست بالبعيدة ونحن نرى تهجم بعض النُشطاء السعوديين على الشعب الفلسطيني ونعته بأسوأ الصفات، واتهامه بجلب الكثير من المشاكل لبلادهم، وإهدار المال عليهم بغير وجه حق.

ذلك المشهد التمثيلي كان بمثابة رسالة وجهها كاتب هذا السيناريو، لإثارة الرأي العام السعودي للوقوف إلى جانبه في هذا الطرح غير الأخلاقي. مع التأكيد؛ على أن هناك أيضا الكثير من السعوديين والخليجيين من اعترضوا على ذلك المحتوى، مؤكدين وقوفهم إلى جانب إخوتهم الفلسطينيين في حروبهم المستمرة ونضالهم ضد العدو الصهيوني الغاصِب.

في المشهد قال "الشمراني" إن "العدو الحقيقي ليس إسرائيل، بل فلسطين؛ التي دفعت لها السعودية الكثير من المال ووقفت إلى جانبها كثيراً بلا فائدة"، وأن "الشعب الفلسطيني ناكِر للجميل ويشتم السعودية وأهلها ليلاً نهاراً". وهُنا حاول "القصبي" ثنيه عن كلامه ولكن لم يكن منه إلا أنه زاد الطين بلة.

مشهد مؤلم حقيقةً، لا يُمثِل إلا من شارك في عرضِه وساهم في نشر تلك الرسالة السخيفة والبغيضة، فالسعوديون وأهل الخليج دائماً كانوا في مقدمة الداعمين للقضية الفلسطينية.

فالمملكة العربية السعودية، هي موطن للكثير من اللاجئين الفلسطينيين الذين تشردّوا من أراضيهم، فما وجدوا أنفسهم إلا وهم يعملون في تلك المملكة، يتعلمون في مدارسها، ويستثمرون في شركاتها، ويأكلون مما تُنبِت أرضها. وحتى يومنا هذا ما زالت السعودية تضُم الكثير من الفلسطينيين، تهتم بأمورهم وترعى مصالحهم، وتقف إلى جانبهم. ولن نسمح لأي برنامجٍ تلفزيوني سخيف أن يُهدِّم تلك العلاقة الجميلة بين الشعبين.
التعليقات (0)