هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن تنصت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وكذلك على كل ما يدور في إدلب السورية من خلال طائرة استطلاع متطورة.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، أنه تم رصد طائرة "تو-214"، وهي تطير إلى روسيا عبر الأراضي التركية مؤخرا، في حين أن الأمر يسمح للطائرة وفق مميزاتها بالاطلاع على جميع المكالمات الهاتفية لا سيما لأردوغان.
ولفتت إلى أن الطائرة كانت تطير عادة عبر المجال الجوي الإيراني أو العراقي، وتتجنب التركي.
ويأتي تقرير الصحيفة في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات التركية الروسية توترا كبيرا بسبب التطورات في إدلب السورية.
اقرأ أيضا: أكار: مباحثات مع موسكو لفتح المجال الجوي بسوريا "للمسيّرات"
وأشارت الصحيفة إلى أن تحليق الطائرة فوق تركيا، جرى رغم علم السلطات التركية، التي كانت على دراية بالهدف الحقيقي لهذه الطائرة.
وأثارت الصحيفة نقطة هامة، هي أن طائرة الاستطلاع المذكورة، تتشابه بشكل شبه تام مع الطائرة المدنية من طراز "تو-214/204".
وطارت طائرة الاستطلاع في الوقت ذاته فوق إقليم إدلب، ثم توجهت فوق البحر الأبيض المتوسط قبل أن تصل إلى قبرص، ثم هبطت عند القاعدة الجوية الروسية في حميميم في اللاذقية السورية.
والطائرة التي ذكرتها الصحيفة هي "تو-214"، التي تعد أكثر طائرات الاستطلاع الجوي الروسية تطورا وتنتمي إلى مديرية المخابرات الرئيسة، مشيرة إلى أنه تم إنتاج اثنتين منها فقط في عامي 2009 و2014. كما أنه يتم استخدام هذه الطائرة في حالات استثنائية، مثلما يحصل الآن في سوريا.
وقالت الصحيفة إن طائرة الاستطلاع "تو-214" والموجودة حاليا في قاعدة حميميم الجوية، شوهدت سابقا مرتين في سوريا، في شباط/ فبراير سنة 2016.
وبطبيعة الحال، لم يتم الإعلان عن طبيعة المهام المنجزة. لكن، بالنظر إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمر في 15 آذار/ مارس سنة 2016، ببدء انسحاب القوات الرئيسية للوحدة العسكرية الروسية من سوريا، فقد كانت هناك حاجة إضافية للاستطلاع الجوي.
اقرأ أيضا: هذه رسائل روسيا من استهداف تجمع تركي بإدلب ومصير علاقاتهما
وأفادت الصحيفة بأنه في الوقت الراهن، أصبحت الحاجة إلى طائرة الاستطلاع مهمة للغاية، خاصة مع الأخذ بعين الاعتبار لاشتباكات الجارية في محافظة إدلب، حيث تواجه الوحدات الروسية والسورية، الوحدات التركية.
كما أن هناك احتمالا كبيرا لمواجهة الطيران الروسي للقوات التركية "الصديقة". وبناء على ذلك، فإن من الواضح أن علاقات التركية-الروسية ستشهد توترا حادا بسبب الوضع في إدلب.
مهام الطائرة
وأشارت الصحيفة إلى أنه في خضم هذه الأحداث، ستشمل مهام "تو-214" مهام مراقبة الوضع على الأراضي السورية، واستطلاع الأهداف والتجسس على موقع الجيش التركي والوحدات الموالية له. وفي الوقت ذاته، ستتمكن هذه الطائرة من اختراق المحادثات الهاتفية من أجل معرفة الأوامر التي يصدرها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى رجاله.
وأفادت الصحيفة بأنه من الواضح أن "تو-214" مزودة بمركب رادار متعدد الترددات إم آر كا-411، ويتكون من عدة محطات رادار مع صفائف الهوائي المرحلي النشط، ذات الرؤية الجانبية، التي توفر معلومات سواء في الوضع النشط أو الساكن.
ويسمح هذا الجهاز باختراق الاتصالات اللاسلكية. ومن المثير للاهتمام أنه تم تجهيز الطائرة بنظام فراكشن (كسر) عالي الدقة للألياف الضوئية، الذي يقع في الجزء السفلي من جسم الطائرة ويسمح باستقبال الصور السطحية في الوقت الفعلي، في النطاقات المرئية والأشعة الحمراء.
في الحقيقة، يوفر هذا النظام الذي طورته شركة "تي بي كا لينكوس"، ومقرها موسكو، إمكانية المسح الاستطلاعي على مساحات كبيرة. وبفضل وجود رادار مخترق للأرض، فستكون طائرة الاستطلاع قادرة على اكتشاف الأشياء الخفية أو الموجودة تحت الأرض.
وأوردت الصحيفة أنه تم إنشاء طائرة "تو-214" تتميز برادار متكامل وهندسة إذاعية واستطلاع إذاعي، كما أنها قادرة على الاستطلاع المرئي. وعلاوة على هذه الوظائف، فإنه يمكن استخدام هذه الطائرة كنقطة مراقبة قتالية وتوجيه أسلحة إلى الأهداف التي تم اكتشافها.
مميزاتها
وتتميز هذه الطائرة بالقدرة على الاستطلاع على الأرض ضمن مساحة تصل إلى 250 كيلومترا من ارتفاع 9 أمتار إلى 12 كيلومترا، من أجل اكتشاف الأهداف في خطوط العدو الخلفية، تحت غطاء طائراته وأنظمة الدفاع الجوي.
وتستطيع هذه الطائرات اكتشاف أي رادارات من خلال أنظمة الرادار الخاصة بها، أو غيرها من الأجهزة القادرة على تحديد المواقع. فضلا عن ذلك، فإنه يعد الجهاز قادرا على اعتراض الاتصالات اللاسلكية للعدو. وطورت الطائرة وسائل لإرسال واستقبال المعلومات، بما في ذلك أنظمة اتصالات الأقمار الصناعية.
وختمت الصحيفة بأنه توجد لهذا النوع من الطائرات نسخ مشابهة. والمثير للاهتمام أن هذا النوع من الطائرات يحتوي على معدات التطوير الرقمي ورادار عرض جانبي مزود بمعدات توليفية وأجهزة الأشعة تحت الحمراء. كما توفر الطائرة إمكانية مسح الأهداف العسكرية في دائرة يصل نصف قطرها إلى 9- 12 كيلومترا، وارتفاع يبلغ 250- 400 كيلومتر، للكشف عن معدات الاتصالات وإشارات الراديو التي تصل إلى نقاط السيطرة القتالية.