هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت كاتبة إسرائيلية إن "اعتزال وزير المالية الإسرائيلي، موشيه كحلون، سيترك فراغا كبيرا في السلطة الفلسطينية؛ لأنه كان الوزير الإسرائيلي الوحيد الذي يلتقي كبار قادة السلطة في رام الله والقدس وتل أبيب، وتحول مع مرور الوقت لقناة الاتصال الأساسية بين مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ومحمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية".
وأضافت تال شاليف، المراسلة السياسية لموقع ويللا الإخباري، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن "كحلون أجرى عشرات اللقاءات مع المسؤولين الفلسطينيين في قضايا مالية واقتصادية، خاصة مع حسين الشيخ وزير الشؤون المدنية، خلال السنوات الخمس الأخيرة، وفي أول لقاء جمعهما أبلغه كحلون أن المغنية اللبنانية فيروز غنت أغنية على اسمه "كحلون"، وفي اللقاء التالي أحضر الشيخ أسطوانة تحمل الأغنية".
وأشارت إلى أن "الانفصال الوشيك بين مسؤولي السلطة الفلسطينية وكحلون يعود إلى أنه رغم أعبائه الاقتصادية الداخلية الإسرائيلية، لكنه تحول لاعبا سياسيا أساسيا، لأنه في الوقت الذي شهدت فيه المفاوضات السياسية الفلسطينية الإسرائيلية جمودا كاملا منذ 2014، وقاطعت رام الله الإدارة الأمريكية منذ عامين بسبب نقل السفارة الأمريكية للقدس، أقام كحلون اتصالات مكثفة على مدار الساعة مع كبار قادة السلطة الفلسطينية".
وأكدت أن "أكثر من عشرين لقاء ومباحثات تمت بصورة أسبوعية تقريبا، وفي ظل القطيعة السياسية بين رام الله وتل أبيب لم تكن هناك مصلحة للطرفين بتغطية اللقاءات بينهما بصورة علنية، وتصوير الكاميرات، لذلك أجرى كجلون كل لقاءاته مع الفلسطينيين من وراء الكواليس، وباتت اللقاءات أكثر تخصصية، تعالج مسائل حساسة بين رام الله وتل أبيب في سنوات العقد الأخير".
وأوضحت أن "الحوار الثنائي الفلسطيني الإسرائيلي بدأ في 2015، باتصال هاتفي تلقاه كحلون من نظيره الفلسطيني شكري بشارة، لكن اللقاء الأول وجها لوجه تم مع حسين الشيخ، أحد المقربين جدا من أبو مازن، وخلال عدة أشهر تواصلت اللقاءات، وارتقت سلما زيادة مع رامي الحمد لله رئيس الحكومة الفلسطينية السابق، الذي استضاف كحلون مرتين في مقر المقاطعة".
وأضافت أنه "حتى في زمن وزيرة الخارجية السابقة، تسيفي ليفني، لم يصل أي وزير إسرائيلي للمقاطعة، ولم يوافق أي وزير فلسطيني على دخول مكاتب الوزارات الإسرائيلية، وكانا يلتقيان في مناطق محايدة مثل الفنادق، لكن الشيخ وبشارة وصلا بصورة دورية لغرف الوزارات الحكومية الإسرائيلية، فيما اجتاز كحلون حاجز بيتونيا في الطريق إلى رام الله عبر موكب رسمي".
وأشارت إلى أن "الفلسطينيين دأبوا على لقاء رئيس جهاز الأمن العام- الشاباك ورئيس الإدارة المدنية، بزعم أن الاتصالات الاقتصادية استطاعت منع اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، حيث ركزت نقاشات كحلون مع الفلسطينيين على قضايا مدنية، ووقّعا سلسلة من الاتفاقيات الاقتصادية في مجالات الكهرباء والضرائب والبنوك، وزيادة أعداد العمال الفلسطينيين المتوجهين لإسرائيل من الضفة الغربية، ونقل البضائع، والأموال عبر البنوك".
وأوضحت أن "كحلون كان مسؤولا عن تطبيق اتفاقية باريس الاقتصادية الذي يربط مصير السلطة الفلسطينية بإسرائيل، وفجأة تحول هذا الليكودي اليميني باحثا عن تطوير أوضاع الضفة الغربية، ولأن الاقتصاد مرتبط بالأمن مباشرة، فقد انتقلت المباحثات الاقتصادية إلى مجالات الأمن والسياسة، وسعى عدة مرات لمحاولة امتصاص غضب الجانبين؛ منعا لتدهور الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية".
وختمت بالقول إنه "في كل لقاء يعقده مع الفلسطينيين، كان كحلون ينقل رسائل من رئيس الحكومة ومجلس الأمن القومي والشاباك وهيئة الأركان، موجهة للفلسطينيين، فيما دأب على نقل رسائل من الفلسطينيين يعيدها إلى هذه الجهات ذات العلاقة؛ لأنه في الكثير من اللقاءات الثنائية كانت تعقد بناء على طلبات فلسطينية".