هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "أ بي ثي" الإسبانية تقريرا بينت فيه أن القرار المفاجئ الذي اتخذه الرئيس الإيراني بزيادة 50 في المئة من سعر البنزين أجّج الاحتجاجات في شوارع البلاد.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه بعد أسبوع من الإعلان عن اكتشاف "حقل نفط كبير وجديد" في جنوب غرب إيران مع احتياطيات تقدر بنحو 53.000 مليون برميل من النفط الخام، مما يجعله ثاني أهم حقل نفط في إيران، قرر حسن روحاني زيادة قدرها 50 في المئة في سعر البنزين والحصص التموينية. كان قرار الرئيس، الذي دخل حيز التنفيذ يوم الجمعة، سببًا في إشعال شوارع البلاد، حيث قُتِل متظاهر واحد على الأقل في اشتباكات مع قوات الأمن التي تكررت لليوم الثاني في المدن الكبرى.
وقد نقلت وكالة "إيرنا" الرسمية مقاطع الفيديو المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل المحتجين الذين ينددون بقرار السلطات في شوارع المدن الإيرانية مثل طهران، وجرمسار، وجورجان وسنيار.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجمهورية الإيرانية تُعد من إحدى أهم الدول التي تدعم الوقود. وقد ارتفع سعر لتر البنزين العادي من 10.000 ريال إلى 15.000 (أي أقل بقليل من ثمانية سنتات)، ولا يحق لكل سيارة خاصة التزود بأكثر من 60 لترًا من الوقود المدعم شهريًا، في حين كانت الكمية سابقًا تصل إلى 250 لترا. وعلى هذا النحو، يمكن أن تصل تكلفة لتر البنزين غير المدعم إلى 30.000 ريال (0.24 يورو) وهو ما يمثل زيادة قدرها 300 في المئة.
وأفادت الصحيفة بأن روحاني، الذي تعاني بلاده من آثار العقوبات التي فرضها دونالد ترامب، يسعى للحصول على دخل استثنائي يسمح له بجمع الأموال "لإعادة توزيعها على الإيرانيين الذين يواجهون صعوبات اقتصادية". ووعد حسن روحاني بأنه "لن يذهب ريال واحد إلى خزينة الدولة"، مؤكدا أن الدفعة الأولى سيتم منحها للأسر المحتاجة في "غضون عشرة أيام". وبهذه الطريقة، يسترجع الرئيس صيغة استخدمها سلفه محمود أحمدي نجاد، الذي انتقده لأنه "شجّع الفساد".
داخل البرلمان، انتقدت المعارضة قرار الرئيس ونبهته إلى أنه سيتم تذكيره به عندما يكون على أبواب الانتخابات التشريعية في شباط/ فبراير. في تصريح أدلى به أمام التلفزيون الوطني، أفاد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، النائب مجتبى زونور بأن "العديد من أعضاء المجلس يعارضون هذا الإجراء وسيتم طلب إلغاؤه".
وأضافت الصحيفة أن عقوبات ترامب تمنع الإيرانيين من بيع النفط الذي يُعد مصدر دخلهم الرئيسي. وقد بلغت صادرات النفط 2.5 مليون برميل يوميًا قبل فرض العقوبات، لكن في الوقت الحالي تم تخفيضها بشكل كبير بسبب العقوبات التي فرضتها واشنطن. كما وعد روحاني بأن الاقتصاد سوف يتحسن بفضل توقيع المعاهدة النووية لسنة 2015، لكن بعد أربع سنوات، كان لعقوبات ترامب تأثير مدمر. وفي السنة الماضية، ارتفع التضخم إلى أكثر من 40 في المئة وفقد الريال ثلثي قيمته.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)