هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بعد
مرور 15 عاما على الوفاة الغامضة للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، والتي لم يكشف سرها
حتى اليوم، تسلط "عربي21" الضوء على آخر مجريات التحقيق في
"اغتياله"، في ظل مطالبات فلسطينية للكشف عن قاتل "أبو عمار"،
في وقت تؤكد فيه قيادات فلسطينية، أن قاتله كان ممن حوله.
حجم الجريمة
وأحيا
فلسطينيون في مناطق مختلفة، الذكرى الـ 15 لرحيل الرئيس عرفات "أبو
عمار"، الذي توفي يوم 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، في ظروف غامضة عن عمر
ناهز الـ (75عاما) بمستشفى "كلامار" العسكري بالعاصمة الفرنسية باريس.
وحول
آخر المستجدات ونتائج ومجريات التحقيق في "اغتيال" الرئيس الراحل أبو
عمار، أكد اللواء توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"،
ورئيس لجنة التحقيق الخاصة بوفاة عرفات، أن "الذي يقف وراء قتل أبو عمار هي
إسرائيل، ولكن نحن نبحث عن الأداة".
وأوضح
في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "جريمة بحجم جريمة اغتيال الرئيس
عرفات، ليس بالسهولة أن تصل إلى أداتها؛ خاصة عندما تكون خلفها دولة كإسرائيل،
لديها الإمكانيات والأجهزة الأمنية المختلفة، التي قامت بمثل هذه الأعمال سابقا،
واغتالت الكثير من قيادتنا؛ سواء في الدول العربية أو في أوروبا".
وأضاف
الطيراوي: "نحن مستمرون في التحقيق إلى أن نصل إلى هذه الأداة ونعلنها لشعبنا
الفلسطيني"، لافتا إلى أن "هناك مؤشرات كثيرة وإيجابية، ولكن علينا
الصبر، لأن التحقيق في مثل هذه الحالات وفي حجم قضية اغتيال الشهيد القائد أبو
عمار، لا تقاس بالزمن، ولكن تقاس بالنتائج".
ورأى ، أن "على أهلنا
وشعبنا الفلسطيني والعربي أيضا، التحلي بالصبر، وعندما نصل إلى أس شيء جديد سنعلنه
لكل شعبنا"، مؤكدا وجود "تقدم دائم في مجريات التحقيق في اغتيال الشهيد
أبو عمار، ولكن في كثير من الأوقات تتقدم وتصل إلى حائط مسدود، ثم تحفر بالحائط
وتتقدم وتصل لحائط آخر".
أسماء
ذات تأثير
وأكد
رئيس لجنة التحقيق، أن "هناك الكثير من العقبات التي تم تذليلها ولا زالت
هناك عقبات نقوم على تذليلها".
وفي
رسالته بذكرى وفاة عرفات، قال عضو اللجنة المركزية بـ"فتح": "في
ذكرى استشهاد القائد أبو عمار، علينا أن نكون أوفياء لكل الشهداء والقادة العظام
وأسرانا الأبطال، وفي رباط حتى نحصل على استقلالنا وقيام دولتنا الفلسطينية"
على حد وصفه.
وتابع:
"مطلوب منا أن نكون موحدين، وأن ننهي الانقسام ونتطلع إلى أماني شعبنا
الفلسطيني من أجل تحقيقها، وأيضا العمل الدؤوب لخدمة شعبنا والحفاظ على أرضنا من
الاغتصاب وسلبها من قبل الاحتلال الصهيوني".
من
جانبه، طالب القيادي البارز في حركة "فتح" محمود حسين، لجنة التحقيق
بـ"الكشف والإفصاح عن ما لديها من معلومات توصلت إليها حول استشهاد الرمز
عرفات"، مضيفا: "يجب أن يعرف الجميع من تآمر وقتل أبو عمار".
واستهجن
في تصريح خاص لـ"عربي21"، "الظروف التي ما زلت غامضة، وعدم الكشف
عن جريمة قتل الشهيد أبو عمار، ومن خطط وأدار هذه العملية"، مؤكدا أن
"لدى لجنة التحقيق معلومات وإشارات واضحة، ولكن يبدو أن هناك أسماء ذات تأثير
وقوة في السلطة الفلسطينية، لا تستطيع لجنة التحقيق الإفصاح عنها".
ونوه
القيادي حسين، المحسوب على تيار القيادي المفصول من "فتح" محمد دحلان،
أن "هذا الأمر مناط بقوة تلك اللجنة، أن تفصح بعد 15 عاما، عن من دبر مقتل
الشهيد أبو عمار"، مضيفا: "ما زال الشعب الفلسطيني وما زلنا ننتظر، أن
تفصح هذه اللجنة عن ما لديها من معلومات".
من
قتل عرفات؟
وعبر
عن استيائه أن يتم إحياء ذكرى عرفات الذي "رهن حياته للقضية الفلسطينية،
وحركة فتح في حالة انقسام، وللأسف من يقود هذا الانقسام هو رأس الحركة (محمود
عباس)"، مضيفا: "هناك من يحاول أن يدمر هذا التاريخ، من خلال الإقصاء
وفرض العقوبات على الشعب الفلسطيني وتحديدا على حركة فتح (تيار دحلان)، مما شرذم
وأضعف قضيتنا".
ودعا القيادي، عباس وقيادة
"فتح"، إلى "تغليب الحكمة وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية،
بداية بتوحيد فتح ولم شملها، وتحقيق الوحدة التي كان ينادي بها عرفات".
بدورها، أكدت القيادية
بـ"فتح"، النائبة نجاة أبو بكر، أن "لجان تقصي الحقائق التي تبحث
في مقتل الشهيد عرفات، مقصرة"، منوهة أنها "لا تستطيع أن تجيب على سؤال:
من قتل عرفات؟، الذي أرسى قواعد النظام السياسي الفلسطيني الحقيقي".
وأضافت
في تصريح خاص لـ"عربي21": "لقد مضى على مقتل الشهيد عرفات عدة سنين،
وهم يقولون أن لديهم معلومات ولا يريدون أن يفصحوا عنها"، مطالبة لجنة
التحقيق بـ"الإفصاح عن هذه المعلومات، كي يعلم الجميع من قاتل عرفات".
ونوهت القيادية أبو بكر، أن
"إسرائيل شاركت في قتل عرفات، ولكن من هي الأدوات من حول عرفات، التي استخدمت
لقتله؟، هذا سؤال يحتاج إلى إجابة"، مؤكدة أن "من قتل الرمز أبو عمار،
هم من كانوا حوله".
التحقيق
مستمر
وعن
دلالة عدم الكشف عن قاتل عرفات المباشر حتى الآن، قالت: "هذا يشير إلى أن
هناك تواطؤا، بين من يعلم وبين الاحتلال، وأيضا يشير إلى أن من لا يسير في ركب
الاحتلال، يكتب عليه؛ إما أن تنهى حياته السياسية أو أن تستخدم الوسائل التي تنهي
حياته بكل تفاصيلها"، مضيفة: "الشرفاء والشهداء لا يرحلون".
من
جانبه، أوضح القيادي في حركة "فتح"، ونائب مفوض العلاقات الخارجية،
عبدالله عبدالله، أن "القرائن تقول أن الشهيد أبو عمار، استشهد مسموما، ولا
يقوم بهذه العملية إلا اعداء عرفات والوطن والشعب، الذين حاولوا تصفيته أكثر من
مرة في السابق؛ عبر العملاء لدس السم له، أو ومحاولة اغتياله عبر القصف،
وغيرها".
وأضاف
في تصريح خاص لـ"عربي21": "كل هذه المحاولات لم تنجح في اغتيال
الشهيد عرفات في ذلك الوقت"، معتبرا أن "المستقبل كفيل بأن يكشف الأسباب
الحقيقية التي أدت إلى استشهاده".
ونوه
عبدالله، أن "الدلائل المادية حتى الآن غير متوفرة، فقط القرائن"، مؤكدا
أن "ملف اغتيال أبي عمار سيبقى مفتوحا والبحث جاريا، إلى أن تتكشف
الحقيقة".
يشار
إلى أن أبا عمار الذي حاط الغموض حياته، ولد في 4 آب/ أغسطس 1929، واسمه بالكامل
"محمد ياسر" عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني.
وتلقى
تعليمه في القاهرة، وشارك، بصفته ضابط احتياط في الجيش المصري، في التصدي للعدوان
الثلاثي عام 1956، وتخرج من كلية الهندسة بجامعة فؤاد الأول بالقاهرة، أسس في
الخمسينيات، مع مجموعة من الفلسطينيين، حركة "فتح"، والتي وأعلنت
انطلاقتها في الأول من كانون الثاني/يناير 1965، بتنفيذ عملية فدائية عرفت
بـ"عملية عيلبون"، وفي 20 كانون الثاني/يناير 1996 انتخب ياسر عرفات
رئيسا للسلطة الفلسطينية.