صحافة دولية

ميدل إيست آي: هكذا اخترق النظام السعودي "تويتر"

ميدل إيست آي: السعودية اخترقت "تويتر" بالرشاوى وساعة ذهبية- أ ف ب
ميدل إيست آي: السعودية اخترقت "تويتر" بالرشاوى وساعة ذهبية- أ ف ب

نشر موقع "ميدل إيست آي" تقريرا أعدته دانيا العقاد، حول جهود السعودية في اختراق شركة "تويتر"، مشيرة إلى أن لائحة اتهامات من 25 صفحة قدمت لمحكمة في ولاية كاليفورنيا أظهرت أن موظفين سابقين في الشركة تبادلا المعلومات بالمال.

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن مفتشة مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي"، ليتيا واو، وقفت في العام الماضي داخل بيت أحمد أبو عمو الجديد في سياتل، وهو الشخص الذي استخدم منصبه قبل ثلاثة أعوام، عندما كان موظفا في شركة "تويتر" للتجسس نيابة عن الحكومة السعودية، على حسابات المشتركين في الخدمة من السعوديين. 

 

وتكشف العقاد عن أن أبا عمو حصل على مكافأة لجهوده ساعة ذهبية قيمتها 20 ألف دولار و300 ألف دولار على الأقل من المسؤول الذي تعامل معه، التي تم نقلها أحيانا خلال حساب قريب له في لبنان، أو أرسلت على شكل دفعات صغيرة استخدمها لشراء بيته الجديد. 

 

ويورد الموقع نقلا عن أبي عمو، قوله للمفتشة واو بأنه نظر في التفاصيل الشخصية لمستخدمي "تويتر" السعوديين، خاصة "المستخدم رقم 1"، الذي كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عنه، وهو حساب مجتهد، الذي يديره شخص مجهول ولديه متابعون بالملايين، لكنه لم يحصل إلا على 100 ألف دولار على الاستشارات التي قدمها للعميل السعودي، بالإضافة إلى الساعة الذهبية، ولم تكن سوى ساعة بلاستيكية زهيدة السعر لا تتجاوز قيمتها 500 دولار. 

 

ويستدرك التقرير بأن المفتشة واو لم تصدق ما قاله لها أبو عمو، رغم أنه قدم لها صورة عن برقية المبلغ الذي تلقاه ليثبت ما قاله لها، مشيرا إلى أن قصة أبي عمو عن الساعة كانت غير صحيحة، ولم تكن من نوع "هالو"، بل من نوع "هابلوت يونيكو بانغ كينغ"، التي حصل عليها بناء على سجلات، وحاول بيعها على موقع "كريغليست" بقيمة 35 ألف دولار. 

 

وتلفت الكاتبة إلى أن النقطة الرئيسية والقاتلة هي عرض أبي عمو على المفتشة واو تقديم فواتير تظهر دفعة ثانية حصل عليها عندما ترك "تويتر" بقيمة 100 ألف دولار، ودخل غرفة نومه، وطلب منها عدم متابعته هناك، حيث قام بتصميم فاتورة ثم بعثها بالبريد الإلكتروني لها، ومن ثم إلى "أف بي آي"، الذي تبين من خلال البيانات الأولية أنها صممت في اليوم ذاته. 

 

وينوه الموقع إلى أن هذه كانت واحدة من الأحداث التي كشفها التقرير من 25 صفحة ضد أبي عمو ومواطنين سعوديين آخرين، وهما أحمد المطيري وعلي الزبارة، ما يثير مخاوف حول الطريقة التي تحمي فيها شركة "تويتر" بيانات المشتركين في الخدمة، بالإضافة إلى أنها تلقي ضوءا على الأيام الأولى لمحمد بن سلمان في الحكم.

 

ويفيد التقرير بأن المذكرة القضائية تصور كلا من أبي عمو والزبارة على أنهما شخصان مستعدان للتشارك في المعلومات المضرة حول المعارضين وآخرين مع الحكومة السعودية مقابل المال والتأثير والحصول على مكافآت، مشيرا إلى أن أبا عمو كتب في تغريدة مباشرة للمسؤول السعودي: "معا وبنشاط وبشكل استباقي سنقضي على الشر، يا أخي". 

 

وتذكر العقاد أنه في الوقت الذي حصل فيه أبو عمو على تعليمات من مسؤول أجنبي، إلا أن الزبارة كان تحت مسؤولية المطيري، الذي وصف نفسه "بالرجل المهم جدا جدا وعلى علاقة مهمة مع العائلة المالكة"، وفي أيار/ مايو 2015، كتب الزبارة إلى زوجته يقول لها إن المطيري استدعاه لمقابلة مسؤول في الديوان الملكي "في مكانه الآن" في واشنطن، حيث قال لها إنه سيسافر إلى هناك، وهناك قضى سبع ساعات في بيت في فيرفاكس في فرجينيا استأجره المسؤول السعودي. 

 

ويقول الموقع إن الزيارة قام بعد ذلك على مدى سبعة أشهر بحملة لدخول حسابات أكثر من 6 آلاف مشترك على "تويتر"، وتشارك في المعلومات مع المطيري في عدد من المرات، مشيرا إلى أنه مع أنه قضى شهرا من هذه الشهور في السعودية، إلا أنه واصل الدخول للمعلومات الشخصية على بعد 8 آلاف ميل، وفي بعض الأحيان استخدم شبكات الإنترنت في شركة المطيري. 

 

ويستدرك التقرير بأن الزبارة كان قلقا حول المكافأة المالية، وبعد شهر من انهماكه بالحسابات، سأل مسؤولا أجنبيا إن كان سيحصل على مكافأة مالية لقاء المعلومات التي يشارك فيها طرفا آخر، لافتا إلى أنه في الوقت ذاته فإن لائحة الاتهامات تقول إن السعودية عرضت مكافأة 1.9 مليون دولار لمن يقدم معلومات يمكن أن تؤدي إلى وقف عمليات إرهابية. 

 

وتشير الكاتبة إلى أنه بعد عودته إلى المملكة كتب مذكرة فصل فيها حاجته للحصول على تعويض مالي، بما في ذلك حصوله على منصب في شركة خيرية أجنبية، وحل مشكلة لم يذكرها تتعلق بوالده، وقال: "قضية الوالدة تافهة، لكنني أتوقع مساعدة على الأقل لما قمت به.. هم يعرفون بالموضوع، ومجرد مكالمة للشخص المسؤول ستحل المشكلة". 

 

ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى أن الزبارة حصل في النهاية على جزء مما يريده، فبحسب لائحة الاتهامات فقد ترك الزبارة عمله، وأرسل رسالة استقالته وهو في الطائرة في طريقه إلى المملكة، حيث عمل في مؤسسة خيرية ومع فريق المطيري للمراقبة والتحكم "لصالح المملكة"، لكنه لم يحصل على ساعة ذهبية على ما يبدو.

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)

التعليقات (0)