هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تغيب جامعة الأزهر عن انتخابات اتحادات الطلاب، التي تجرى في جميع الجامعات الحكومية بمصر هذه الأيام، ما يثير مجددا علامات استفهام حول توقف أهم نشاط طلابي للعام السابع على التوالي منذ 2014.
وتعد الأزهر من أكبر الجامعات وأعرقها، ويلتحق بها نحو نصف مليون طالب، وتضم نحو 81 كلية علمية وأدبية وشرعية.
وبرر رئيس جامعة الأزهر، محمد المحرصاوي، استمرار حظر انتخابات اتحاد طلاب الجامعة للعام الدراسي الحالي 2019-2020 بعدم وجود لائحة طلابية.
وقال في تصريحات صحفية إنه "حتى الآن لم تتم الموافقة على إصدار اللائحة الخاصة باتحاد الطلاب، لأن هذا الأمر يتطلب موافقات من عدة جهات"، دون أن يسميها.
وأجريت آخر انتخابات شهدتها جامعة الأزهر في عام 2013، وفاز أحمد البقري بمنصب رئيس اتحاد طلاب جامعة، كما أنه فاز بمنصب نائب رئيس اتحاد طلاب مصر.
واندلعت احتجاجات واسعة في حرم الجامعة بالقاهرة ضد الانقلاب العسكري في تموز/ يوليو 2013، وردت قوات الأمن باستخدام العنف والرصاص، واعتقلت المئات من الطلاب والطالبات وصدرت ضدهم أحكاما بالسجن.
رئيس آخر اتحاد لطلاب الأزهر
وعلق آخر رئيس اتحاد لطلاب جامعة الأزهر أحمد البقري على استثناء الجامعة من إجراء الانتخابات الطلابية بالقول: "منذ انقلاب 3 يوليو 2013 وحتى الآن أصبحت جامعة الأزهر فرعا تابعا للأمن الوطني، بداية من إلغاء الاتحادات الطلابية واستبعاد الطلاب من المدينة الجامعية، وتعيين رئيس الجامعة والعمداء بتقارير وقرارات أمنية".
وأضاف البقري لـ"عربي21": "لا أنسى أبدا لقائي برئيس الجامعة في سبتمبر 2013 حينما ضغطت عليه لمعرفة سبب تأجيل الدراسة بالجامعة، فقال لي إنه أبلغ بالتأجيل من الأمن".
اقرأ أيضا: علماء مصر غاضبون لأوضاعهم المادية الصعبة
وبشأن رفض إجراء انتخابات طلابية بجامعة الأزهر، أكد أن "النظام يدرك جيدا أن الشباب هم وقود أي تغيير، ودائما ما كانت الجامعات هي في مقدمة الصفوف على مدار تاريخ نضال الحركة الطلابية وهنا أخص بالذكر طلاب جامعة الأزهر لأنها الجامعة الأكبر وفيها نصف مليون طالب، والعدد الأكبر من طلابها في القاهرة لذلك فهي تشكل صداع لأي نظام".
ولفت البقري إلى أن "طلاب مصر وفي القلب منهم طلاب الأزهر فرضوا واقعا متغيرا على هذه السلطة منذ الانقلاب وحتى فترة طويلة في قيادة الحراك والدفاع عن الثورة؛ لذلك فإنه ينُتَقم بشكل سافر من الأزهر سواء بقتل عدد كبير من طلاب الأزهر؛ زهاء 100 طالب، واعتقال أكثر من ألف طالب وفصل العديد منهم وإحالة بعضهم إلى المحاكمات العسكرية وغيرها".
شوكة في خاصرة السيسي
اعتبر مستشار وزير الأوقاف السابق، سلامة عبدالقوي، أن الأزهر لطالما كان عقبة أمام أطماع الحكام، قائلا: "بصفتي أحد أبناء الأزهر، أستطيع أن أؤكد أنه منذ مجيء العسكر لحكم مصر، والأزهر جامعا وجامعة يمثل لهم عقبة كبيرة؛ ولذلك فإنهم سعوا لتأميمه وتفريغه من مشايخه الربانيين واستبدال آخرين موالين بهم".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن طلاب جامعة الأزهر كان لهم تأثير كبير في عهد مبارك على الحالة الطلابية لما يتمتعون به من تأسيس ديني وبيئي، وتمتعهم بمساحة من الجرأة والحرية، لذلك كان من الطبيعي أن يسببوا صداعا لأي نظام، وحتى الآن لا يزال الأزهر عصيا على قبضة السيسي وإن كانت قوته باتت في حالة كمون".
وتوقع عبد القوي أن "لن يسمح السيسي بأية مساحة للحرية داخل جامعة الأزهر؛ لأن أي مساحة للحرية ستظهر روح طلاب الأزهر الثورية"، مشيرا إلى أن "التعلل بعدم وجود لائحة طلابية هو شماعة، فطلاب الأزهر كان لهم دور بارز في مناهضة الانقلاب العسكري، وألقي القبض على الكثيرين منهم، لكن سيظل الأزهر قوة ضاربة في خاصرة النظام المستبد".
الأزهر الأكثر تضررا
من جهته؛ قال أمين رابطة طلاب الأزهر سابقا، حازم رضا، لـ"عربي21": "انتهت الاتحادات الطلابية عندما قررت السلطات المصرية اقتحام الجامعات، واعتقال الطلاب، وتجريم النشاط السياسي، وما يجري الآن هو انتخابات تمثيلية لاتحادات صورية".
وحمل "رضا" السلطات المصرية مسؤولية عدم إجراء انتخابات في جامعة الأزهر، قائلا: "كيف تتم انتخابات اتحادات طلاب الجامعات دون جامعة الأزهر التي تضم أكثر من 400 ألف طالب وطالبة، إذن فالمسأله سياسية ليس إلا".
اقرأ أيضا: تحديات وأسئلة وإجابات شباب مصر
وأكد رضا أن "أكثر من دفعوا الثمن في هذا الوطن هم الطلاب وعلى رأسهم الأزهريون. حتى تلك اللحظه الطالب الأزهري يعامل معاملة الجاسوس، وبعد كل هذا تريدني أن أتحدث عن انتخابات طلابيه".
وانتقد "اختفاء الأنشطة الطلابية السياسية وما كان يصاحبها من سجالات ونقاشات ساخنة، كالتي أجريت في أعقاب ثورة يناير وحتى عام 2012/ 2013، لتتحول الآن إلى اتحادات ترفيهية للغناء والركض والرقص، كما حدث في عهد، محمد الخشت، رئيس جامعة القاهرة الحالي".