هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "بلومبيرغ نيوز" مقالا للمعلق بوبي غوش، يقول فيه إنه لا مبرر لدى السعودية على فشلها العسكري، متسائلا عن سبب ترك السعودية البنى التحتية الضرورية للاقتصاد العالمي دون حماية كافية.
ويشير غوش في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى تصريحات الرئيس دونالد ترامب، الذي اتهم إيران بالمسؤولية عن هجمات يوم السبت، التي استهدفت منشآت حيوية للنفط في السعودية، قائلا إن الولايات المتحدة جاهزة للرد، مع أنه لم يحدد المدى الذي سيذهب إليه في الرد.
ويذكّر الكاتب بتهديدات مماثلة أطلقها الرئيس ترامب، فقد هدد في الماضي تنظيم الدولة باستخدام القوة الضاربة، وفي الصيف أمر بإلغاء عملية عسكرية ضد إيران انتقاما لإسقاط إيران طائرة مسيرة، مشيرا إلى أن "إدارة ترامب تحفل بدعاة الحرب، الذين كان على رأسهم جون بولتون، وبرحيله فإنه لم يبق لدى ترامب سوى مجموعة من المستشارين العسكريين والسياسيين الذين سيحثونه على التحلي بالحذر".
ويرى غوش أن "منبر الجمعية العامة، الذي سيفتتح هذا الأسبوع، سيكون منصة مناسبة له ليطلق وابل شجبه ضد إيران، وسيكون هذا مدعاة لرضاه عن نفسه".
ويجد الكاتب أنه "في الوقت الذي ينتظر فيه تأكيد ذنب الجمهورية الإسلامية، فإنه يجب على ترامب استخدام لقاءات الأمم المتحدة لعقد لقاء صريح مع ولي العهد السعودي وحاكمها الفعلي محمد بن سلمان، حول فشل المملكة في الدفاع عن منشآتها النفطية المهمة".
ويتساءل غوش قائلا: "لماذا لم تكن القوات السعودية جاهزة قبل الهجمات والتي وصفت بأنها لحظة بيرل هاربر سعودية؟ ولماذا لم تقم بعمل ما يكفي لحماية بنى تحتية ليست مهمة للمملكة فقط لكن للاقتصاد العالمي أيضا؟".
ويعلق الكاتب قائلا إن "الهجمات على بقيق يجب ألا تكون مفاجئة لنا، خاصة أن الحملة التي تقودها السعودية منذ أربعة أعوام ضد المتمردين الحوثيين أدت إلى زيادة الهجمات الانتقامية منهم، بطريقة منتظمة ومتفوقة أيضا".
ويقول غوش: "صحيح أن الحوثيين بدأوا الحرب بصفتهم قوات بائسة، إلا أنهم تلقوا تدريبا عسكريا من إيران وجماعاتها الوكيلة، خاصة حزب الله، وكذلك الأسلحة القاتلة مثل الصواريخ والطائرات المسيرة، وفي الوقت ذاته لم يفشل التحالف الذي تقوده السعودية بإخراج الحوثيين من العاصمة صنعاء فقط، بل إنه لم يكن قادرا على فرض حصار يمنع وصول الأسلحة إليهم".
ويلفت الكاتب إلى أنه "بمساعدة من الإيرانيين، فإن هجمات الحوثيين تحولت من العشوائية إلى دقة التصويب، خاصة ضد البنى التحتية السعودية مثل المطارات والمنشآت النفطية في العمق السعودي، لقد تمكن السعوديون أحيانًا من اعتراض صواريخ الحوثيين فقط، ولم يخف الحوثيون نواياهم بضرب البنى التحتية والاقتصادية لعدوتهم السعودية".
وينوه غوش إلى أن لدى السعودية أعداء آخرين، وهم المليشيات الشيعية في العراق وإيران، مشيرا إلى أن جماعة شيعية عراقية أطلقت في بداية الصيف صاروخا أصاب أنبوب نفط في السعودية.
ويعلق الكاتب قائلا إن "الحرب غير المنسقة التي تخوضها المليشيات معتمدة على أسلحة رخيصة تؤدي إلى مفاجأة قوة عسكرية مسلحة بشكل جيد ولديها معدات متفوقة، إلا أن هذا التفسير لا يعفي السعودية من المسؤولية، فقد كان لديها الوقت الكافي لتحصين المنشآت الحيوية، وتزويدها بالقدرات العسكرية القادرة على التنبؤ بالهجمات، خاصة تلك القادمة من على بعد مئات الأميال".
ويقول غوش: "علينا ألا ننسى أن الرياض هي من أكبر الدول إنفاقا على شراء الأسلحة المتقدمة، بل إن لديها رغبة في بناء صناعة عسكرية ضخمة".
ويختم الكاتب مقاله بالقول إنه "في الوقت الذي يفكر فيه الرئيس ترامب بالرد على الهجمات، فهو بحاجة لتوضيح من ولي العهد السعودي، الذي يشغل منصب وزير الدفاع أيضا، عما تقوم به المملكة لحماية نفسها، ويجب أن يكون واضحا في تأكيده ضرورة قيام السعودية بمزيد من الجهود لتعزيز أمنها".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)