هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يزداد الغموض حول إمكانية تشكيل حكومة إسرائيلية، مع اقتراب موعد انتخابات الكنيست، والمزمع عقدها في 17 أيلول/ سبتمبر الجاري، بعد فشل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في أيار/ مايو الماضي في تشكيلها.
ورجحت نتائج استطلاعات رأي في إسرائيل، استمرار أزمة تشكيل الحكومة بعد انتخابات الكنيست التي ستجرى للمرة الثانية هذا العام.
تقارب الحزبين الكبيرين
ووفقا للاستطلاعات، فإن حزب "الليكود" اليميني برئاسة نتنياهو وتحالف "أزرق أبيض" الوسطي برئاسة بيني غانتس سيكونان كتفا بكتف بعد الانتخابات المقبلة، لكن لن يتمكن أي من الحزبين من الحصول على عدد المقاعد المطلوب لتشكيل الحكومة القادمة وهو 61 مقعدا على الأقل من مقاعد الكنيست الـ120.
وفي أيار/ مايو الماضي، أخفق نتنياهو، في تشكيل حكومة بعد الانتخابات التي جرت في نيسان/ أبريل الماضي، والتوقعات الحالية تشير إلى احتمالية الفشل مرة أخرى.
عقبات أمام نتنياهو
وفي هذا السياق، قال المختص بالشأن الإسرائيلي، حسن مرهج، إن أكبر عقبة يواجهها نتنياهو، هي حجم معسكر اليمين، والذي عليه أن يصل إلى 61 مقعدا.
اقرأ أيضا: نتنياهو يفشل في تمرير مشروع "قانون الكاميرات" بالكنيست
وأضاف في حديثه لـ"عربي21"، أنه حتى الآن، وكما الانتخابات السابقة لم يصل لهذا العدد، موضحا، أن السبب الأساسي هو "بيضة القبان" ليبرمان، الذي أصبح بالنسبة لنتنياهو خارج معسكر اليمين، وبذلك مهمة تشكيل الحكومة أصبحت شبه مستحيلة بدونه.
وأشار إلى أن ذلك قد يشكل عقبة داخلية في حزب الليكود، وهي بداية ظهور متمردين من داخله بعد الانتخابات.
القائمة المشتركة العربية
ولفت إلى أن القائمة المشتركة تشكل حلقة صعبة في الانتخابات، فكلما زادت قوتها وارتفعت نسبة التصويت، يؤدي ذلك لإضعاف معسكر اليمين.
وأوضح أن هناك العديد من التكهنات التي تتحدث عن نية "المشتركة" الدخول في حكومة للتأثير أكثر، أو أن تكون جسم مانع كما كان في حقبة رابين.
رئيس دولة الاحتلال
ولفت مرهج، إلى أنه إن فشلت المكونات السياسية في إسرائيل بتشكيل حكومة، فإمكانية التوجه لإعادة الانتخابات للمرة الثالثة قائمة.
وأضاف، أن رئيس دولة الاحتلال، تقتصر مهمته، على أن يلقي مهمة تشكيل الحكومة، للحزب الحائز على أكبر مقاعد بالكنيست، وإن فشل الشخص الأول، فإنه يكلف ثانيا أكبر حزب.
اقرأ أيضا: هل تنجح "القائمة العربية" بإسقاط حكومة يرأسها نتنياهو؟
إلا أن رئيس دولة الاحتلال، يستطيع أن يوصي بتشكيل حكومة وحدة، إلا أنها ليست إلزامية، ولكن قد يجبر أكبر الحزبين الذين سيحصلون على أكثر مقاعد من تشكيل حكومة وحدة، بحسب المختص بالشأن الإسرائيلي.
آخر استطلاعات رأي
وأشار استطلاع رأي نشرته القناة السابعة العبرية، السبت، إلى تفوق تحالف "أزرق أبيض" على الليكود بفارق مقعد واحد، 32 مقابل 31.
و9 مقاعد لكل من، "القائمة العربية المشتركة" وحزب "إسرائيل بيتنا" اليميني برئاسة أفيغدور ليبرمان، وحزب "يمينا"، و7 مقاعد لكل من حزب "يهودوت هتوراه" اليميني برئاسة نائب وزير الصحة يعقوب ليتسمان، وحزب "شاس" اليميني الديني.
و6 مقاعد لكل من المعسكر الديمقراطي، واتحاد العمل جيشر، و4 مقاعد لحزب "عوتسماه يهوديت" اليميني.
قد تتشكل.. ولكن
بدوره رأى الباحث المختص بالشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد، أن الحكومة الإسرائيلية هذه المرة ستتشكل، لأن الفشل يعني مأزقا دستوريا لأول مرة في تاريخها.
ورجّح في حديثه لـ"عربي21"، أن نتنياهو سيشكل الحكومة القادمة، مع اليمين، بدون ليبرمان، وقد يحصل على 57 إلى 61 مقعدا، وهو كاف لتشكيل الحكومة، ولكن بصعوبة كبيرة.
اقرأ أيضا: نتنياهو يتفق مع حزب يميني على الانسحاب من الانتخابات
وأضاف أن خيارات نتنياهو، بالتوجه إلى حزب العمل، و"هعبودا-غيشر" بزعامة ليفي أبكسيس، في حالة فشله بالاتفاق مع ليبرمان.
واستدرك أبو عواد، أنه في حال فشل نتنياهو بتشكيل الحكومة، فإن دولة الاحتلال ستتجه إلى الانتخابات للمرة الثالثة، وهو أمر لا يمكن إيقافه حتى رئيس دولة الاحتلال، بسبب أن نتنياهو لن يسمح بتكليف غيره.
فجوات المجتمع الإسرائيلي
وحول الفشل في تشكيل الحكومة، لفت الباحث في الشأن الإسرائيلي، إلى أن لها دلالات تشير إلى أن حدة التباين والتجاذب في المجتمع الإسرائيلي وصلت إلى مرحلة كبيرة جدا، كما أن هذه الفجوات ساهمت باتهامات داخلية، وحالة من عدم الثقة.
وأضاف أن المجتمع الإسرائيلي بات يفتقد لوجود قيادة حقيقية باستثناء نتنياهو، تكون قادرة على أن تكون بديلا له، مشيرا إلى أن من يطرحون أنفسهم كبديل ليس لديهم برنامج، وهو أمر أضعفهم أمام الجمهور الإسرائيلي.