هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "بلومبيرغ" تقريرا للكاتب غلين كيري، تحت عنوان "السفيرة السعودية الجديدة في الولايات المتحدة أميرة بمهمة مستحيلة"، يتحدث فيه عن أول سفيرة سعودية في واشنطن، مشيرا إلى أن جريمة مقتل جمال خاشقجي تحوم فوق التحالف الأمريكي السعودي.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن أول سفيرة للمملكة، وهي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان، ستصل قريبا إلى واشنطن، في وقت تشهد فيه العلاقات الثنائية أسوأ حالاتها منذ هجمات أيلول/ سبتمبر 2001.
ويلفت كيري إلى أن مقتل الصحافي خاشقجي، والحرب المستمرة في اليمن، واعتقال الناشطات المطالبات بحقوق المرأة، هزت كلها علاقات المملكة مع معظم المؤسسات الأمريكية، مشيرا إلى أن الأميرة، التي ستصل إلى أمريكا في الأسابيع المقبلة، ستحاول إعادة مسار العلاقة إلى ما كانت عليه.
وينقل الموقع عن أستاذ العلاقات الدولية في مدرسة لندن للاقتصاد فواز جرجس، قوله: "باستثناء إدارة ترامب، فإن المواقف السياسية تجاه السعودية مسمومة في هذه الأيام"، وأضاف: "عليها أن تقوم بالتواصل مع عناصر الكونغرس وطمأنتهم بأن السعودية تستمع لمظاهر قلقهم، ومهمتها شاقة للغاية".
ويجد التقرير أن الأزمة في العلاقات تقوض ما يمكن النظر إليه على أنه العصر الذهبي في العلاقات الأمريكية- السعودية، مشيرا إلى أن دونالد ترامب وصل إلى السلطة في وقت كان فيه الأمير محمد بن سلمان يوطد سلطته بصفته حاكما فعليا للسعودية، واعدا بإصلاحات اقتصادية واجتماعية واسعة لبلد طالما انتقد بسبب سجله في مجال حقوق المرأة، وتبني تفسير متشدد للإسلام يعود إلى القرن الثامن عشر.
ويقول الكاتب إن ترامب جعل السعودية محور استراتيجيته في الشرق الأوسط، التي تقوم على عزل على إيران، واستقبل الأمير محمد في المكتب البيضاوي بعد أشهر من حفل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، ووعد بصفقات أسلحة قيمتها مئات المليارات من الدولارات، وجعل من الرياض أول محطة أجنبية له بعد تنصيبه رئيسا، مخالفا التقليد الذي جرى عليه أسلافه من زيارة المكسيك وكندا، وشارك في الزيارة برقصة السيف التقليدية.
ويستدرك الموقع بأن السعودية أصبحت دولة "منبوذة" في واشنطن، خارج البيت الأبيض، في الوقت الذي حاول فيه المشرعون، الذين اتحدوا لمعاقبة السعودية، تمرير أي تشريع بشأن معاقبة السعودية، وبخاصة ولي العهد، بسبب جريمة قتل خاشقجي، والحرب في اليمن التي تصفها الأمم المتحدة بالكارثة الإنسانية الأكبر في العالم.
وينوه التقرير إلى أنه بالنسبة لداعمي التحالف الأمريكي السعودي فإن الأخبار السيئة لم تتوقف، ففي الأسبوع الماضي نشرت مقررة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة أغنيس كالامارد تقريرا قالت فيه إن مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول العام الماضي كان جريمة مدبرة، مع أنها لم تجد "الدليل القاطع" ولم تكن هناك "نتيجة نهائية حول المذنب"، لكنها قالت في التقرير، الذي جاء في 100 صفحة، إن "هناك أدلة تستدعي تحقيقات إضافية مع شخصيات سعودية بارزة، بينهم ولي العهد".
ويفيد الموقع بأن المسؤولين السعوديين رفضوا النتائج الجديدة، وأكدوا مرارا أن لا علاقة للأمير محمد بالجريمة، وقال وزير الدولة في الخارجية السعودية عادل الجبير إن تقرير كالامارد "قدم عددا من الاتهامات الباطلة، بما في ذلك خرق لعدد من المواثيق الدولية، وهو أمر لا تقبله القيادة في المملكة".
ويذكر التقرير أنه في الأسبوع ذاته الذي صدر فيه تقرير الأمم المتحدة، صوت مجلس الشيوخ، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، لمنع صفقات سلاح بقيمة 8 ملايين دولار للسعودية والإمارات والأردن، وكان هذا القرار توبيخا للرئيس ترامب اتفق عليه الحزبان بعد استخدامه إعلان الطوارئ لتمرير الصفقات.
ويشير كيري إلى أن الأميرة ريما، ابنة الأمير بندر، الذي كان من أكثر السفراء المؤثرين في واشنطن في أثناء عمله سفيرا لمدة 22 عاما، تصل ولديها معرفة بالثقافة والسياسة الأمريكيتين وسمعة بالدفاع عن حقوق المرأة، لافتا إلى أنه في الوقت الذي تم فيه تجريد عدد من أبناء العائلة من المال والتأثير، إلا أن الأميرة لا تزال تملك علاقات جيدة، فجدها الأمير سلطان هو شقيق الملك سلمان، ويقول المسؤولون السعوديون إن الأميرة ريما تعرف حجم التحديات التي تنتظرها.
ويورد الموقع نقلا عن المتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن، فهد ناظر، قوله إن الأميرة ريما "تعرف أن العلاقات الثنائية تعرضت لامتحان في الماضي، لكن البلدين استطاعا التغلب على الخلافات"، وأضاف أن الأميرة ستبذل كل ما في وسعها، "ليس للحفاظ على العلاقات فحسب، بل لتصبح أقوى في المستقبل".
ويلفت التقرير إلى أن الأميرة ستصل إلى واشنطن وسط تزايد في التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، التي ضغط المسؤولون السعوديون باتجاه نهج متشدد ضدها، إلا أن علاقتهم مع البيت الأبيض ليست بتلك القوة التي تميزت بها في أثناء وجود الأمير بندر الذي عرف ببندر بوش؛ نظرا لعلاقته مع عائلة آل بوش والرئيس جورج دبليو بوش.
ويقول الكاتب إن الأميرة ريما برزت بصفتها شخصية مهمة في محاولات إصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة حتى قبل تعيينها سفيرة، ففي كانون الثاني/ يناير 2018 ذهبت إلى المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس في سويسرا، ودافعت عن السعودية، قائلة: "هناك تصميم على منعنا من بناء خطاب جديد، وسؤالي: لماذا؟".
وينوه الموقع إلى أن الأميرة متخرجة من جامعة جورج تاون، وتحدثت عن مواضيع تتعلق بالتمييز ضد المرأة في المملكة، ودافعت في كلمة أمام المجلس الأطلسي العام الماضي عن أجندة ولي العهد، وعملت مع وزارة التعليم لشمل تعليم الرياضة للبنات في المدارس، وفي أيار/ مايو 2016 ضم مجلس إدارة شركة "أوبر" الأميرة، وهي الشركة التي تستثمر فيها هيئة الاستثمار العامة.
وبحسب التقرير، فإن الأميرة ستجد ترحيبا لدى فريق ترامب، الذي لا يزال يدعم الحرب التي تقودها السعودية في اليمن، ويقول إنه يدعم تحقيق العدالة لجمال خاشقجي، دون توجيه الاتهام لولي العهد.
وينقل كيري عن الزميل في معهد الشرق الأوسط في مدرسة "أس راجاترانام" للدراسات الدولية في سنغافورة جيمس دورسي، قوله إن الأميرة ستحاول العمل على صورة المملكة، وإعادة التركيز على الأمير محمد باعتباره رائدا للإسلام المعتدل، ويحاول الابتعاد عن الماضي.
ويختم "بلومبيرغ" تقريره بالإشارة إلى قول دورسي: "تحتاج لجهد كبير من أجل تخفيف الانتقادات للمملكة في الكونغرس وغيره.. لتحقيق هذا فإن ريما تحتاج إلى دعم من خلال تغييرات حقيقية" في السعودية.
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)