هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" في مقالها الافتتاحي عن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من جريمة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
وتأتي هذه الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، في ضوء تقرير المقررة الخاصة لحقوق الإنسان التي وصفت الجريمة، التي وقعت في القنصلية السعودية في إسطنبول العام الماضي، بالجريمة المدعومة من الدولة ودعت إلى التحقيق مع المتورطين فيها، بمن فيهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وتقول الصحيفة: "بعد أسبوعين تقريبا من اختفاء زميلنا جمال خاشقجي، وقبل أن يعرف الكثير عن مصيره، حذر الرئيس ترامب من عواقب (خطيرة جدا) لو ثبت تورط السعوديين بالجريمة، وبعد ثمانية أشهر رمى ترامب هذا التعليق ونحاه جانبا، وكان على ما يبدو واحدا من انفجاراته التي ربما نسيها أو أنه لم يكن يعني ما يقول، وعلى العكس أصبح ترامب مدافعا ثابتا عن البلاط الملكي الذي أرسل فريقا من القتلة لاغتيال خاشقجي".
وتعلق الافتتاحية قائلة: "إننا نعرف الآن، والفضل يعود إلى المقررة الخاصة لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة أغنيس كالامارد، أن عملية القتل كانت مدبرة ومقصودة، وكشفت عن قيام عنصرين في الفريق بمناقشة عملية القتل قبل دقائق من دخول خاشقجي القنصلية، وقال أحدهم: (يمكن تقطيع المفاصل بسهولة.. ليست هناك مشكلة، الجثة ضخمة، وهذه أول مرة أقوم بالتقطيع على الأرض، ولو استخدمنا أكياسا بلاستيكية، فسيكون أسهل وسنقطعها إلى قطع ونغلف كل جزء منها)، وعلاوة على هذا فإن كالامارد وصفت قتل خاشقجي بأنه (جريمة قتل خارج القانون تتحمل مسؤوليتها الدولة السعودية)".
وتشير الصحيفة إلى أن "ترامب كشف في مقابلة تلفازية بثت يوم الأحد ضمن برنامج (قابل الصحافة)، عن أنه أجرى يوم الجمعة (مكالمة عظيمة) مع ولي العهد محمد بن سلمان، الذي أرسل فريقه لتقطيع خاشقجي".
وتتساءل الافتتاحية: "هل ناقش ترامب الجريمة؟ قال ترامب: (لم أفعل، لأنها لم تحضر في النقاش)، وقال ترامب إن مكالمته كانت من أجل بحث حملة الضغط التي يقوم بها ضد عدوة السعودية، إيران، بعد إسقاطها طائرة أمريكية مسيرة الأسبوع الماضي".
وتلفت الصحيفة إلى أن "ترامب قام بعد ذلك باستخدام أسلوبه المفضل، قائلا إن إيران (قتلت الكثير من الأشخاص في يوم)، وأن الشرق الأوسط هو (مكان شرير ومعاد) وكأن هذا الكلام كاف لتفسير قتل خاشقجي".
وتفيد الافتتاحية بأن "ترامب ثم عاد إلى موضوعه الرئيس، وهو صفقات السلاح مع السعودية، مقدما تقديرات مبالغ فيها، قائلا إن (السعودية هي مشتر كبير للمنتج الأمريكي.. هذا يعني الكثير لي.. خذ أموالهم)، وسأله المحاور تشاك تود إن كان على مكتب التحقيقات الفيدرالي التدخل في قضية مقتل خاشقجي والتحقيق فيها، فرد ترامب قائلا: (أعتقد أنه حقق فيها بشكل موسع) ولم يجب على السؤال، وفي الحقيقة لم يكشف السعوديون عن مكان الجثة المقطعة، ولم يدينوا المدبرين لها".
وتنوه الصحيفة إلى أن "وزير الخارجية مايك بومبيو كان في السعودية يوم الاثنين مبتسما للملك سلمان، ومثنيا على (اللقاء المثمر) المتعلق بالتوتر الإقليمي، بلا شك فإن بومبيو لم يزعج الملك من خلال إثارة قضايا المعتقلات اللاتي تعرضن للتعذيب بسبب دفاعهن عن حقوق المرأة".
وتختم "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول: "هل هذه هي العواقب (الخطيرة جدا) التي قصدها ترامب؟ فلا يهمه القتل المدبر لصحافي مساهم (في الصحيفة) آمن بالديمقراطية، لكنه يهتم بالمملكة الديكتاتورية التي أرسلت القتلة وتحصل على اهتمامه الكبير، وماذا تحصل الولايات المتحدة في المقابل؟ التواطؤ في حرب اليمن ووصمة عار في سجلها الأخلاقي يتعذر محوها".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)