هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
هاجمت صحيفة إسرائيلية بعنف، وزير الحرب الإسرائيلي المستقيل وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان، مستعرضة تقلباته السياسية والحزبية.
وأكدت صحيفة "يديعوت
أحرنوت" العبرية، في افتتاحيتها التي كتبها سيفر بلوتسكر، أنه "يستحق
جائزة؛ من يفهم إلى أين كان يسعى النائب ليبرمان في الأشهر التي انقضت منذ
الانتخابات الأخيرة"، موضحة أن "التناقضات في أقواله وتصريحاته وتوقعاته
لا تسمح بحل لغز نواياه".
وأضافت أن "ليبرمان يحرص على أن
يكون في الأخبار، وأن تجرى اللقاءات معه كل بضع ساعات وأن يكون حاضرا، ولا يهم على
ماذا ولماذا"، منوهة إلى أنه "في الماضي أعلن ليبرمان أنه أشفي من
الفتيل القصير الذي ميز روحه السياسية العاصفة، ولكن يتبين أنه استبدل الفتيل
الصغير بفتيل ملتوي".
وذكر الصحيفة أن "ليبرمان بدأ
طريقه خارج الليكود في 1999 كمؤسس لحزب مناهض لشاس (إسرائيل بيتنا)، ولكن لم ينقض
وقت طويل حتى وجد لغة مشتركة مع وزراء شاس في الحكومات التي جاءت ورحلت، ووضع نفسه
وحزبه في الطرف الكفاحي لليمين السياسي والاقتصادي بل ودمجه مع كتلة (أرض إسرائيل)
الكاملة؛ الاتحاد الوطني".
وتابعت: "لكن في 2006 دخل إلى
الحكومة برئاسة إيهود أولمرت وبمشاركة العمل، وبكونه وزير خارجية حكومة نتنياهو في
2009 سار في التلم، وامتنع عن أن يستخلص من مواقفه المبدئية أي استنتاجات
عملية".
اقرأ أيضا: يديعوت: ليبرمان يقامر بـ"نتنياهو".. لعبة توتير وتسلية
ونوهت "يديعوت" إلى أن
"زعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، ولاعتبارات شخصية لم يضم الحزب إلى
ائتلاف نتنياهو في 2015، ولكنه انضم إليه في أيار/مايو 2016، حين عين ليبرمان
وزيرا للأمن، وبعد مرور سنتين عاد واستقال من منصبه".
وبينت أن "ليبرمان في كل تلك
السنين لم يتوقف عن مهاجمة العرب في إسرائيل (الداخل المحتل عام 1984) بشكل عام
والنواب العرب بشكل خاص".
وأشارت إلى أنه "في إحدى حملات
الانتخابات طرح حزبه الفكرة الشوهاء لإعلان ولاء خاص لأبناء العرب كشرط لتلقي
المواطنة الإسرائيلية، وفي حملة أخرى رفع علم تبادل المناطق مع سكانها".
ونبهت أن "خيالات ليبرمان ذات
نزعة القوة، وصلت إلى الذروة حين هدد بتصفية قادة حماس في غزة (إسماعيل هنية)، في
حين لم يأخذ أحد في إسرائيل على محمل الجد إعلاناته الصاخبة".
أما في "سلوكه السياسي المتطرف،
فقد فوت ليبرمان إمكانية أن يجعل حزبه قوة سياسية حقيقية، وفي انتخابات 2019
الماضية، وبعد 21 سنة من إقامة الحزب ورغم أنه اجتاز نسبة الحسم، إلا أنه عاد
ليكون حزبا هامشيا صغيرا"، بحسب الصحيفة.
ورغم هذا الواقع، وفي ظل تبنيه لفكرة
الفيلم السينمائي "الفأر الذي زأر"، أكدت أن "ليبرمان يصر منذ تلك
الانتخابات على أن يلعب دور الزعيم القوي للقوة العظمى السياسية".
وقالت: "في الأسابيع الأخيرة
توج نفسه (خيال آخر) كمتوج الملوك وقائد كتلة يمينية ليبرالية، ومصير إسرائيل في
يده وبوسعه إجبار الأحزاب الكبرى على إطاعة تعليماته، ووفقا لكلمته تتحقق
الأمور".
ورأت "يديعوت"، أن
"هذا الأمر لو لم يكن سخيفا ومغيظا جدا، لكان مضحكا، فالنائب ليبرمان ليس
زعيم قوة عظمى وليس وفقا لكلمته تتحقق الأمور، فحتى الفأر الذي زأر يبقى
فأرا".