هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال باحث إسرائيلي إن "أحد التحديات القومية المشتعلة التي يواجهها النظام المصري منذ سنوات طويلة هو تزايد السكان المتسارع في البلاد".
ولفت الباحث في مركز ديان لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بجامعة تل أبيب، ميخال باراك، إلى ردود فعل المصريين الصاخبة تجاه دعوات عدد من الكتاب المقربين من نظام رئيس سلطة الانقلاب عبد الفتاح السيسي إلى سن قوانين وتشريعات تحد من زيادة الإنجاب.
وأشار باراك، الباحث الإسرائيلي، الخبير في الشؤون المصرية والمتخصص في شبكات التواصل الاجتماعي، إلى أن "عدد سكان مصر يبلغ اليوم 97.4 مليون نسمة، ومتوقع أن يصل في العام 2030 إلى 130 مليونا"، مضيفا: "حتى إن السيسي أعلن في 2017 أن الإرهاب وتزايد السكان هما العقبتان اللتان تواجهان التنمية في البلاد".
وأوضح باراك، أن "السيسي جمع حوله عددا من الأكاديميين والسياسيين والصحفيين لتأييد نظريته، لكن المطالبة بسن قانون لتحديد عدد المواليد قوبلت بانتقادات واسعة من المصريين، الذي رأوا فيها محاولة من النظام لجس نبض الجمهور إزاء تمديد ولاية السيسي الرئاسية".
اقرأ أيضا: السيسي يحاصر المصريين لوقف زيادة السكان.. ما التفاصيل؟
وأضاف: "دعوات السيسي للحد من المواليد المصريين تحولت إلى مادة للدعابة السياسية الساخرة من قبل النشطاء المصريين، فقد دعا بعضهم لقتل خمسة ملايين مصري لتقليل عدد السكان، وطالب آخر بإجراء مقارنة بين معدل الولادات ومعدلات الطلاق المرتفعة، وقال ثالث إن الأوضاع الاقتصادية السيئة تحد من معدلات الزواج، وفي حال استمرت هذه المعدلات فإنه بعد 20 عاما سيصل عدد سكان مصر إلى 40 مليونا فقط".
وأشار إلى أن "نشطاء إسلاميين اعتبروا أن هذه الدعوات القريبة من السيسي متناقضة مع الأحكام الدينية الإسلامية، ورأوا فيها نتيجة طبيعية لعمليات غسيل الدماغ التي يتعرض لها الحكام العرب من أعداء الأمة الذين يسعون لتقليل أعداد المسلمين، وزيادة أعداد المسيحيين واليهود".
وأوضح أن "النشطاء أعربوا عن انتقادهم لعجز النظام المصري عن تحويل أعداد السكان المصريين المتزايد إلى ذخر اقتصادي، في إشارة لتجارب الهند واليابان والصين، وهي دول صناعية عظمى رغم أعداد سكانها الهائلة".
اقرأ أيضا: هكذا كشفت نسب الفقر بمصر "وهم إنجازات" السيسي
وأكد أن "هذا النقاش المصري عبر شبكات التواصل كشف عن انتقادات واسعة من قبل المصريين لما يتردد من أن الدولة المصرية تقف أمام حالة من التيه في أعقاب زيادة عدد سكانها، ومن الحلول التي يقترحها النظام ومقربوه عبر سن القوانين والتشريعات".
وتابع: "الرأي العام المصري أدرك أن نظام السيسي يسعى دائما لاستخدام وسائل الإعلام لجس نبض الجمهور قبل اتخاذ أي قرار أو سن أي قانون، من خلال إطلاق بالونات اختبار".
وختم بالقول إن "النقاش المصري كشف عن حالة من خيبة الأمل لدى المصريين من أداء النظام، وعجزه في عدم توظيف هذه المقدرات البشرية التي يحوزها، ومن المتوقع أنه في حال أصدر النظام المصري قانونا أو قرارات للحد من زيادة المواليد، فإن ذلك سيواجه بمعارضة واسعة من الشارع المصري".