هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا كتبه المحامي الفلسطيني رجا شحادة، تحت عنوان "نحن ضعفاء جدا ولا نستطيع وقف إسرائيل"، يقول فيه إنه بالنسبة للفلسطينيين فإنه لا يهم من سيفوز في الانتخابات الإسرائيلية الأسبوع المقبل.
ويقول شحادة في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إن "إسرائيل ستعقد انتخابات يوم الثلاثاء، التي يتابعها الفلسطينيون في الأراضي المحتلة بنوع من الاهتمام، وهذا ليس لأن من سيفوز فيها سيترك أثره القوي على حياتهم، لكن لأن أحدا من المرشحين ليست لديه أجندة سلام، فالمرشحون الرئيسيون ملتزمون بالحفاظ على المستوطنات اليهودية غير القانونية، التي أنشئت على أراضي الضفة الغربية، ولا يريد أي منهم إنهاء الاحتلال".
ويشير الكاتب إلى أن "إسرائيل لم تضم رسميا الضفة الغربية ولا قطاع غزة، لكنها تسيطر على هذه المناطق بصفتها قوة ذات سيادة أو أسوأ، وحجزت إسرائيل أموال الضرائب المستحقة للسلطة الوطنية، التي يجب أن تستخدم لإدارة الضفة الغربية، وتواصل وضع غزة تحت الحصار، وتملي علينا نحن الفلسطينيون أن نراقب من بيوتنا نتائج الانتخابات التي ستحكم نتيجتها حياتنا ومستقبل وجودنا على أرضنا، ويعد اليهود الإسرائيليون في الضفة الغربية مواطنين، أما نحن فلا، وسيكون بمقدورهم السفر للتصويت، وليس نحن".
ويلفت شحادة إلى أنه كتب عام 2015 عن الانتخابات التي جرت آنذاك، قائلا إن الفلسطينيين لم يعودوا مهتمين بنتائج تلك الانتخابات قدر اهتمامهم بتقديم قضايا قانونية دولية متعددة، مشيرا إلى أنه قام بتحضير عدد من القضايا التي سيقدمها لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي، وواحدة منها لتحدي بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
ويقول الكاتب إنه "لا توجد هناك قلة في الأدلة، بالإضافة إلى أن ترحيل المدنيين في المناطق المحتلة هو انتهاك للميثاق الرابع لجنيف الصادر عام 1949".
ويستدرك شحادة قائلا: "أفكر الآن في قيمة هذه الحالات، خاصة أن الولايات المتحدة ترفض منح تأشيرات لفريق المحكمة في قضية متعلقة بالجرائم في أفغانستان، ما يعني أن فرص نجاحنا ضعيفة".
وينوه الكاتب إلى أن إدارة دونالد ترامب اعترفت في الشهر الماضي بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، التي سيطرت عليها إسرائيل بالقوة عام 1967، مشيرا إلى أن ذلك سيشجع إسرائيل على المضي قدما وضم الضفة الغربية بالقوة.
ويعلق شحادة قائلا: "يبدو أن إسرائيل، وبسبب هذا الدعم من الولايات المتحدة، تربح على الجبهات كلها، أما نحن الفلسطينيون فضعفاء ولا نستطيع وقفها".
ويقول الكاتب: "بالنسبة للإسرائيليين فإنهم يعيشون في ظل الوهم الذي يبشر به رئيس وزرائهم بنيامين نتنياهو، وهو أن الحكومة تستطيع إدارة النزاع وأن لا حاجة لحله، لكن الوضع انتقل في ظل رئاسة نتنياهو من كئيب إلى أكثر كآبة، ومن مظلم إلى أكثر ظلاما، ومن بعض الأمل لليأس، وعند هذه النقطة يبدو الظلام أفضل لنا؛ لأنه ربما كان الطريق الوحيد المتوفر أمامنا، وما يعزيني وأنا أشاهد إسرائيل وهي تسير في هذا الطريق أنها تضر بنفسها".
ويقدم شحادة عددا من الأمثلة:
-تضاعف العنف الذي قام به المستوطنون اليهود والناشطين اليمينيين ضد فلسطينيين في الضفة الغربية العام الماضي مقارنة مع عام 2017.
-عائلة إسرائيلية بنت بيتا جديدا على أرض انتزعت من الفلسطينيين، وحاولت تأجيرها من خلال "إير بي أن بي"، وعندما رفضت الشركة تم الإعلان عن سياسة جديدة العام الماضي ضد وضع العقارات في المستوطنات، لكن العائلة تقدمت بقضية تمييز ضدها في الولايات المتحدة (فيما تقدمت العائلة الفلسطينية بقضية أخرى).
-في الأسبوع الماضي قررت عائلة في قرية حزما في شمال القدس، التي يقع بيتها في مستوطنة إسرائيلية، تدمير المنزل الذي بنته قبل ثلاثة عقود بنفسها بدلا من أن تدفع الرسوم للسلطات الإسرائيلية.
ويتساءل الكاتب قائلا: "ألا يشعر المجتمع الإسرائيلي في لحظة ما بالأثر الخبيث للمعاملة اللاإنسانية التي تقوم بها إسرائيل ضدنا؟".
ويختم شحادة مقاله بالإشارة إلى أنه "في رواية أرونداتي روي (حكومة السعادة الكبرى) هناك شخصية موسى، الذي قال إن الكشميريين فشلوا مرة أخرى في الحصول على الاستقلال من الهند، لكن الكفاح من أجله جعلهم يكشفون عن النظام في الهند، ويقول موسى لراوي الكتاب الهندي: (أنت لا تدمرنا لكنك تقوم ببنائنا وتدمر نفسك)، وربما قال الفلسطينيون ذلك اليوم عن كفاحهم مع إسرائيل".
لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)