هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في خطوة
طال انتظارها، وتكشف عن حجم وتطور العلاقة بين النظام المصري وحركة المقاومة الإسلامية
حماس، أفرجت القاهرة الخميس عن الفلسطينيين الأربعة الذين تم اختطافهم قبل
4 سنوات في شبه جزيرة سيناء.
وكان
الفلسطينيون الأربعة، حسين الزبدة، وياسر زنون، وعبد الله أبو الجبين، وعبد الدايم
أبو لبدة، اختطفوا في 19 آب/ أغسطس 2015، خلال سفرهم عبر معبر رفح البري، بعدما اعترض
مسلحون الحافلة التي تقلهم فور خروجهم من المعبر.
ولم
تعترف السلطات المصرية بوجودهم لديها إلا بعد تسريب صورة بثتها قناة "الجزيرة"
في آب/ أغسطس 2016، ظهر فيها ياسر زنون وعبدالدايم أبو لبدة، بإحدى مقار الاحتجاز، ليتعرف
عليهم ذووهم، وتطالب حماس مرارا بتسليمهم، إلا أنه تم الإفراج عنهم الخميس، ووصلوا القطاع
مع أذان مغرب غزة، وسط فرحة فلسطينية عارمة.
تلك
الخطوة أثارت التساؤلات حول دلالات هذا الإفراج، وأهداف النظام المصري، وهل يعني ذلك
توافقا مصريا حمساويا ينتظره مزيد من التوافق والتنسيق مستقبلا؟ وعن مدى رضا أو غضب
سلطة الاحتلال الإسرائيلية والرئيس الفلسطيني محمود عباس عن هذا التقارب؟
اقرأ أيضا: انتهاء أزمة الشبان المختطفين بمصر ودخولهم قطاع غزة (شاهد)
"رسالة
مهمة.. وصدام بهذه الحالة"
وفي
تعليقه على تلك التساؤلات، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير عبدالله الأشعل:
"هذه رسالة مهمة لحماس يجب أن تفهمها بأن الجانب المصري حريص على العلاقة معها،
ويسعى لأن تكون هناك تسوية"، مضيفا: "لا أستبعد وجود الجانب الإنساني والسياسي
والاستراتيجي والأمني في الموضوع".
ويرى
الأشعل، بحديثه لـ"عربي21"، أن "قرار الإفراج عن الشبان الفلسطينيين
الأربعة يأتي في الوقت الذي يشن فيه أبو مازن حملة على حماس؛ ما يعني في ظني أن مصر لا
تشاطر عباس الهجمة على الحركة".
وحول
اعتبار هذا توافقا كاملا وصريحا بين القاهرة وغزة، يعتقد السياسي المصري أن
"حماس تحتاج لكل الأطراف التي تقدم لها أي شيء"، مضيفا أنه "ومع ذلك
فالتحليل هنا يشير إلى وجود مخاوف لدى حماس من القاهرة، حيث تشك في أن مصر تتقرب منها
كي تبيعها لإسرائيل، وهذا اتجاه".
وأضاف:
"أما الاتجاه الثاني، فحماس باعتبار أنها في مأزق يمكنها أن ترحب بأي توافق مع
مصر، وليس لديها مانع أن تكون القاهرة الطرف السياسي الذي يقوم بدور الوسيط في قضايا
الأسرى وغيرها من القضايا".
وحول
مدى وجود علاقة بين "صفقة القرن"، والموقف المصري مع حماس بالإفراج عن المعتقلين
الأربعة، أكد السفير السابق أنه "إذا بدا أي دور لمصر في تنفيذ صفقة القرن، فستكون
حماس هي أول من يقف لها"، متوقعا "وقوع صدام مدو بين مصر وحماس في هذه الحالة".
"يزعج
السلطة لا إسرائيل"
من جانبه، يري الباحث الفلسطيني في الشؤون الإسرائيلية، صلاح الدين العواودة، أن الإفراج عن الفلسطينيين الأربعة يعني توافقا
مصريا حمساويا يتبعه مزيد من التوافق والتنسيق بين الجانبين، مؤكدا أنه "ثمرة
لتطور العلاقات بين حماس والنظام المصري".
العواودة،
أوضح لـ"عربي21" أن وصول العلاقات بينهما لهذا الوضع "لم يتم بسهولة، بل إثر جهود كبيرة بُذلت من قبل حماس، حتى أن إسماعيل هنية رفض العودة لغزة دونهم، وكادت الأمور تصل إلى أزمة، ولكن انتهت بسلام".
ويعتقد
الباحث لدى مركز رؤية للتنمية السياسية أن هذا التوافق المصري الحمساوي يزعج السلطة
الفلسطينية ممثلة في أبو مازن، لكنه على الإطلاق لا يزعج إسرائيل، وقد يتم برضاها وبأمرها، مؤكدا أن "الدور المصري مع غزة كله يأتي بطلب من إسرائيل".
وأوضح
أن هذا التنازل المصري ليس له علاقة بصفقة القرن، قائلا إنه "لا يوجد أي رابط
حسب علمي"، مشيرا إلى أن "مستقبل العلاقات المصرية مع حماس -حسب المعلومات
والمعطيات الحالية- في تطور مستمر، لكن إذا دخلت صفقة القرن حيز التنفيذ، فربما سيكون
هناك تأثير سلبي".
وحول
المستفيد الأكبر من هذه التهدئة، حماس أم القاهرة أم يصب لصالح إسرائيل، أكد أن
"كل الأطراف مستفيدة، لكن لولا فائدة إسرائيل منها ما كانت العلاقة بين حماس والنظام
المصري ستتطور".
"المصالح
تحكم"
وبالعودة
للمحلل والباحث السياسي المصري محمد حامد، أكد أن إفراج مصر عن الفلسطينيين الأربعة
ولقاء هنية في مصر يعني توافقا مع حماس، مضيفا أن "العلاقات جيدة وجيدة جدا مع
حماس"، مبينا أن هذا في "صالح الطرفين"، مستبعدا أن تقود هذه التفاهمات
لحالة غضب إسرائيلي من مصر.
حامد،
أرجع رؤيته لـ"وجود المصالح المتبادلة بين الأطراف"، موضحا أنها التي "تحكم
الأمور"، مبينا أنه بالنسبة لمصر فذلك يخدم مواجهة الإرهاب في سيناء، معتقدا بوجود
"تنسيق أمني كبير، وأن حماس وجدت أن التنسيق مع القاهرة مفيد لتلميع وجه الحركة، خاصة بعد أزمة مقاطعة قطر".
وعبر
مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناشط أحمد حماد إن نتنياهو من قرر الإفراج عن الفلسطينيين
الأربعة؛ لأنه من أمر باعتقالهم..".
ووصف
الكاتب فهمي شراب الموقف بأنه "الخروج من بطن الحوت..".
اقرأ أيضا: تعرف على قصة مختطفي غزة الأربعة في مصر منذ البداية