هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
الدعوة الحائر بين دولة "المالكي "ونصر "العبادي"
على الرغم من أن حزب الدعوة حكم العراق 13 عاماً، إلا أن شؤم الرقم 13 أحاط به وجعله في موقف لا يحسد عليه، إذ يحمّله المراقبون فشل التيار الإسلامي في تجربة الحكم في العراق رغم ظروف قوية كانت لصالحه.
ربما كان الدعوة من أكثر الأحزاب تعرضا للانشقاقات في صفوفه، ورغم المكانة القوية التي وصل إليها داخل العراق، فإن ما تعرض له من تصفيات واعتقالات وهروب خارج العراق جعلت رصيده يتراجع لصالح التيار الصدري، مع أن كلا التيارين ينتميان إلى مدرسة الصدر، وما الصدر الثاني إلا امتداد للصدر الأول.
فراغ الساحة السياسية والمشاركة في مجلس الحكم وعودة العديد من عناصر الدعوة المهاجرة إلى العراق؛ أوجد كل ذلك للدعوة مكانة في الساحة السياسية الشيعية أوصلت إبراهيم الجعفري إلى رئاسة الوزراء، ليبتعد عن الدعوة وطائفة من أنصاره بعدما سيطر المالكي على رئاسة الوزراء ومن خلالها على قيادة الدعوة، ولم يستطع أحد مزاحمته على موقعه.
لكن التحدي الخطير الذي واجه الدعوة كان عندما عارضت القوى السياسية صعود المالكي إلى رئاسة الوزراء في ولاية ثالثة، وفُرض عليه أن يقبل بالعبادي رئيسا للوزراء. وعلى الرغم من أن العبادي حرص على أن يحتفظ الدعوة بكل مكاسبه السابقة، إلا أنه ميّز موقفه عن أمينه العام، بل وانتقده بشكل غير مباشر أكثر من مرة.. نجح العراق بقيادة الدعوة في تحرير العراق من الاحتلال الأمريكي ونجح في تحريره من داعش، ولكنه مقابل ذلك فشل في تحقيق النهوض المطلوب للعراق، وحمل قادته وأنصاره المسؤولية الأولى عن كل الإخفاقات، وعن انتشار الفساد وتراجع مكانة القوى الإسلامية.. إلى اخر ذلك من اتهامات.
التحدي الخطير الذي واجه الدعوة كان عندما عارضت القوى السياسية صعود المالكي إلى رئاسة الوزراء في ولاية ثالثة
كانت الضربة التي تلقاها العبادي من عنصر حزب الدعوة القديم، فالح الفياض الذي خرج لا لينحاز إلى المالكي ولكن ليجعل من نفسه قطباً بموازاة المالكي في كتلة البناء
لا تلوح في الأفق بلورة لسياسة جديدة أو رؤية للمستقبل إلا ما نشر عن دعوة وجهتها بعض قيادات الدعوة لعقد مؤتمر عام لمراجعة واقع الدعوة