هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدثت صحيفة عبرية، عن المخاوف الإسرائيلية من زيادة نسبة المتعلمين والمثقفين الفلسطينيين المقيمين في الداخل الفلسطيني المحتل رغم الصعوبات التي تقف في طريقهم.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في تقرير أعده الكاتب الإسرائيلي يارون لندن، أن "السكان العرب في إسرائيل (فلسطين المحتلة عام 1948)، وعلى عكس اليهود الأرثوذكس المتطرفين، يتطلعون إلى التعليم والاندماج في سوق العمل الحديثة، حيث تضاعف عددهم في السنوات الأخيرة".
وأكدت أن "الحكومة الإسرائيلية ترى في هذه الأقلية (الفلسطينية) المتعلمة، تهديدا محتملا قادرا على تكوين معارضة سياسية وتفاقم العداء الحالي".
وبينت أن "قوة إسرائيل الاقتصادية تعتمد على وجود نسبة عالية من المتعلمين، ولسوء حظنا فإن العديد من الإسرائيليين؛ مثل اليهود المتدينين، لا يرفضون فقط الحصول على التعليم اللازم للاندماج في سوق العمل الحديثة، ولكن لديهم شروط مسبقة صعبة لموافقتهم على الدراسة والعمل".
اقرأ أيضا: تزايد إقبال فلسطينيي الداخل على جامعات الأردن والضفة الغربية
وأشارت الصحيفة، إلى أن نسبة الطلاب العرب في الجامعات والكليات تبلغ الآن 17 في المئة، وهي تقترب بسرعة من نسبة المواطنين العرب"، موضحة أنه "عندما يتعلق الأمر بدراسة الطب في إسرائيل، فإن العرب ممثلون إلى حد يتوافق مع ديمغرافيتهم، كما أن أعدادهم في المهن الصحية الحليفة أعلى من ذلك".
وذكرت أن "الطلاب العرب سيكونون جزءا من القطاع الهندسي في إسرائيل، رغم أن معظمهم يختارون اليوم الحصول على درجات علمية في العلوم التربوية والاجتماعية"، معتبرة أن هذا "إنجاز في ضوء الصعوبات التي يواجهها الطلاب العرب في إسرائيل".
ورغم تلك الصعوبات التي تقف في طريق الطلاب الفلسطينيين، إلا أن "يديعوت"، رأت أن "التعليم قنبلة موقوتة" بالنسبة لإسرائيل، متسائلة: "كيف تنظر إسرائيل بالضبط إلى هذه القضية؟".
وقالت: "بالنسبة لبلد يضطهد أقلياته، يكون من الأنسب التعامل مع أقلية جهلة، ضعيفة، هادئة، فقيرة وتفتقر إلى الصلات الدولية وتواجه صعوبة في تنظيم مؤسسات سياسية فاعلة"، معتبرة أن "من الأسهل التعامل مع كبار الشخصيات، أو الوكلاء الحكوميين الذين يتم شراؤهم عن طريق الوعد بالفوائد الاقتصادية".
اقرأ أيضا: هآرتس: تصاعد مؤشرات العداء لفلسطينيي الداخل
ولكن أن "تصبح هذا الأقلية متعلمة، تتطور بسرعة وتتوسع في إسرائيل، فهي قد تشكل معارضة عنيدة مسلحة بالأيديولوجيا والاستراتيجية وترفض التدمير"، وفق الصحيفة التي أكدت أن هذه "الأقلية" العربية - وفق وصفها - "ستتحدى الأغلبية اليهودية لكي يتم النظر في طموحاتها".
وحذرت من "خطر تفاقم ونمو التوترات الحالية؛ لأن الوضع في القطاع العربي الذي يمثل خمس سكان إسرائيل، يتحسن بطرق عديدة"، منوهة إلى أن المجتمع الإسرائيلي اليهودي "ليس متسامحا إلى حد يجعل القطاع العربي يشعر بأنه يستحق الشعور بالشراكة".
ومع وجود "فرصة لدمج أقلية متعلمة (العرب) في المجتمع الإسرائيلي، فإنها ستحصل حالة استياء تنبع من التاريخ المأساوي في النظام الإسرائيلي"، وفق الصحيفة العبرية التي لفتت إلى أن "إسرائيل التي تؤكد باستمرار تفوق الأغلبية (اليهودية)، تحرض ضد قطاع الأقليات وتهدد ثقافتها ولغتها، وتقف ضد أي شخص يقوض الرواية القومية الرسمية".