هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
استعرض مركز أبحاث إسرائيلي الخميس، نتائج المباحثات الدائرة في القاهرة مع الفصائل الفلسطينية لأجل التوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، إلى جانب توصيات وقرارات المجلس المركزي التابع لمنظمة التحرير برئاسة محمود عباس.
وأوضح "مركز بحوث الأمن القومي" التابع
لجامعة "تل أبيب" الإسرائيلية، أنه "منذ إعلان دونالد ترامب
الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، تعاظمت
التحديات التي تواجهها السلطة ورئيسها عباس".
وفسر المركز في نشرة استراتيجية يصدرها بشكل شبه
دوري تحت عنوان "نظرة عليا"، أن "ذلك تجسد من خلال استجابة مصر
للضغوط الأمريكية بالتفاهم مع إسرائيل لأجل التوصل لاستقرار وهدوء على طول حدود
قطاع غزة"، لافتا إلى "الموقف المصري الذي أبدى استعداده للتسوية في غزة
حتى دون موافقة السلطة وعباس".
وأضاف معد التقدير الإسرائيلي يوحنان تسوريف قائلا: "رغم ذلك، فإن القاهرة تواصل علنيا
التعاطي مع السلطة بمكانة الهيمنة، وتوضح بأن موافقتها ضرورية بل وإلزامية لتقدم
المسيرة السياسية"، مستدركا بقوله إن "مصر بموقفها تمنح حماس مكانة لم
تكن لها من قبل".
اقرأ أيضا: مصدر لـ"عربي21" يكشف تفاصيل لقاء وفد "فتح" الأخير بالقاهرة
ورأى أنه "بمجرد الإيضاح المصري فإن السلطة لن
تكون عائقا أمام التسوية في القطاع، فإنها وضعت حماس في مكانة مساوية لعباس"،
موضحا أن "حماس حققت تأييد الفصائل الفلسطينية الأخرى للتسوية، في ظل مقاطعة
الجبهتين الشعبية والديمقراطية لاجتماع المجلس المركزي، وبالتالي فإنهما أضعفتا مكانة
منظمة التحرير كمنظمة لعموم الفلسطينيين".
وذكر أنه "حتى الآن نجح أبو مازن وفتح في رد
الحرب الصاع صاعين باسم الإجماع الوطني الفلسطيني"، مبينا أنه "تم
اعتراض كل محاولات مبعوثي الرئيس الأمريكي للتقدم في صفقة القرن، بمساندة السعودية
والأردن وحتى مصر".
وأكد أن "عباس دفع مبعوثي ترامب إلى الاعتراف
بعدم قدرتهما على تخطي العائق الذي يضعه أبو مازن في وجه الصفقة، ونتيجة لذلك فقد تقلص
نشاطهما في هذا المجال"، منوها إلى أنه "منذ فشل المحاولات لتأهيل
القطاع يعمل مبعوثو الإدارة الأمريكية من خلف الكواليس ويركزون على تصريحات علنية
مشتركة تهتم بإيجاد حل للأزمة الاقتصادية في غزة".
واعتبر تسوريف أن "الطرفين في الساحة
الفلسطينية (السلطة وحماس) يحتفظان اليوم بتفوق معين"، موضحا أن "عباس
لا يزال يتمتع بمكانة الممثل الحصري للشعب الفلسطيني، ويمكنه التحدث باسم الإجماع
الوطني، ويعطل المحاولات التي تقوم بها القاهرة لتحقيق تسوية في قطاع غزة
بدونه".
اقرأ أيضا: الأحمد: القاهرة تسلمت ردنا النهائي على ورقتها
واستكمل قائلا: "أما حماس من جهتها فتتحدث باسم
ضائقة أهالي قطاع غزة، رغم المس المتواصل بمكانتها، إلا أنها تحمل مسؤولية الوضع
الإنساني بغزة لعباس نفسه، وتلقى آذانا منصتة في الرأي العام الفلسطيني".
وشدد على أن "المصالحة الداخلية الفلسطينية لا
تزال موضع شك كبير بسبب عناد عباس في موضوع قانون واحد وسلاح واحد في الساحة
الفلسطينية، والذي ازداد في الآونة الأخيرة بسبب خوفه من نوايا إدارة ترامب، ولهذا
فهو مصمم على منع وضع يتاح فيه انقلاب آخر ضد السلطة في قطاع غزة، إذا ما عادت إلى
هناك"، بحسب التقدير الإسرائيلي.