هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني مقال رأي لآية حسام، ابنة علا القرضاوي وحسام خلف، الزوجين المعتقلين في السجون المصرية دون محاكمة منذ أكثر من سنة.
وقالت الكاتبة، في المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن السجون المظلمة سيئة السمعة في مصر لم تعرف على الإطلاق بامتثالها للمعايير الدولية لحقوق الإنسان. وداخل أسوار هذه السجون، التي تشتهر بإساءة معاملة المعتقلين وتجاهل حقوق الإنسان واعتماد تقنيات تعمل على تثبيط عزيمة المساجين وكسر روحهم، يقبع والداها منذ أكثر من سنة.
وأشارت إلى أن سجن علا القرضاوي وحسام خلف في مصر جرى منذ 410 أيام دون محاكمة، حيث تعتبر الظروف المحيطة باعتقالهما فظيعة إلى درجة تجعل وفاة علا أمراً واردا للغاية، خاصة أنها في الوقت الراهن مضربة عن الطعام.
وعقب مشاهدته لها من قفص زجاجي، شعر محاميها بالقلق الشديد إزاء صحتها المتدهورة، وهو ما يجعل هذا الوقت مناسباً ليتدخل المجتمع الدولي نيابةً عن الوالدين.
وأفادت آية حسام بأنه "وقع اعتقال والديّ من قبل السلطات المصرية خلال شهر حزيران/ يونيو سنة 2017، حيث تم إيداعهما في زنزانات منفردة بصفة فورية، ولم تكلف السلطات المصرية نفسها عناء توجيه تهمة لهما باقتراف جريمة ما. وعموما، يعتبر إيضاح مدى سوء ظروف اعتقال والدي المهينة واللاإنسانية أمرا مستحيلا، فقد وقع احتجاز والدتي داخل سجن النساء بالقناطر في مصر منذ أكثر من سنة. وداخل زنزانتها الصغيرة، لا يوجد كهرباء أو مرتبة أو مرحاض، ناهيك عن الصراصير التي تتجول بحرية على الأرض".
تابعت آية الحديث عن ظروف اعتقال والدتها بالقول إن "والدتي تتعرض لمعاملة جسدية ومعنوية سيئة للغاية داخل سجن "جناح العقاب" المعزول عن السجن الرئيسي، حيث يتم إجبارها على تنظيف المراحيض الخاصة بالسجناء الآخرين، كما أنه لا يُسمح لها باستخدام المرحاض لأكثر من خمس دقائق في اليوم الواحد.
وأضافت أن "الضغط النفسي المسلط على والدتي، فضلاً عن المخاوف الصحية التي لا تُعد ولا تُحصى، جعلت الوضع الحالي خطرا على صحتها".
وقالت الكاتبة إن منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومن رايتس ووتش عبرتا بلهجة جدية وحادة عن إدانتهما للمعاملة المجحفة التي يتلقاها والداها من قبل السلطات المصرية. وفي الآونة الأخيرة، وصفت منظمة العفو الدولية معاملة والدتها علا في سجن القناطر بأنها تعذيب، وذلك وفقا للمعايير الدولية المعتمدة.
وبينت آية أن والدتها كانت بصحة جيدة قبل إلقاء القبض عليها، حيث إنها كانت امرأة مفعمة بالحياة وتتمتع بصحة جيدة وتحب أن تلعب مع حفيداتها، وكانت تتسم بالعفوية وتحبذ القيام بنزهات قصيرة مع زوجها، المعتقل في سجن منفصل عنها.
وفي الوقت الحالي، تحرم علا القرضاوي من تلقي رعاية صحية لائقة ومن إمكانية التواصل مع العائلة، وسبق للسجانين مدها بطعام ملوث، وهو ما رفضته خلال إضرابها عن الطعام.
وأوضحت الفتاة أن والدتها تعرضت للتعذيب الجسدي وللاحتجاز داخل السجون في الزنزانات الفردية في أكثر من مناسبة. وعند التمعن في الأمر، نجد أن السلطات المصرية قامت بدفع امرأة تتمتع بصحة عالية إلى حالة قريبة من الموت، وهو ليس بمستغرب من قبل نظام مختص في تعذيب السجناء الذين لا يكلفون أنفسهم عناء محاكمتهم وفق وصفها.
وصرحت آية قائلة: "أنا لم أستسلم بعد، حيث يعتبر والداي مقيمين دائمين في الولايات المتحدة بصفة قانونية. عملت عائلتي بجد لكي تعيش وفقاً لقيم الحرية الفردية والحرية المدنية والاحترام، بالتالي فإني أتذرع بهذه القيم أثناء تعاملي مع الحكومة الأمريكية للتنديد بتعرض والديّ للإهانة من قبل نظام لا يهتم بالحرية الفردية".
وتابعت بأنه "خلال الأشهر القليلة الماضية، شاهدنا عائلات أمريكية التأم شملها بعد عودة أحبائها الذين تم احتجازهم كرهائن في كوريا الشمالية وفنزويلا. وبما أن إدارة دونالد ترامب تمكنت من إعادة الرهائن من دول تصنفها كأعداء لها، لماذا لا تكون مصر من بين هذه الدول وهي الدولة التي تمتلك علاقة أقوى مع الولايات المتحدة الأمريكية؟".
تعتقد آية أن الولايات المتحدة لديها فرصة لممارسة الوكالة السياسية والدبلوماسية نيابة عن منظمات حقوق الإنسان من خلال الدفاع عن والديها. والجدير بالذكر أن دافعي الضرائب الأمريكيين منحوا السلطات المصرية مساعدات خارجية تبلغ قيمتها 76 مليار دولار منذ سنة 1948 حتى اليوم، بما في ذلك مساعدات عسكرية سنوية تقدر بحوالي 1.3 مليار دولار خلال السنوات الأخيرة. وحيال هذا الشأن، يجهل الكثيرون حقيقة كون هذه الهبات مشروطة بالتزام مصر بدعم حقوق الإنسان وتحرير السجناء السياسيين.
وأفادت بأن محامي حقوق الإنسان جاريد غينسر تحدث حول الدعم الأمريكي لمصر أثناء تقديمه لملف قضية والديها أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي خلال الشهر المنصرم.
ورأت في المقابل، أن زيارة نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس، إلى القاهرة، في وقت مبكر من السنة الحالية، مثلت نقطة تحول بالنسبة للدولة الأفريقية، إلى جانب قرار مجلس الشيوخ الأمريكي الذي أصدره خلال الشهر الماضي والذي يقضي بإيقاف مساعدات تقدر قيمتها بحوالي 300 مليون دولار حتى تستجيب مصر لعدة شروط تتعلق بحقوق الإنسان.
وفي الختام، صرحت آية حسن بأنه "في حال أرادت إدارة ترامب أن تروج لنفسها على أنها تقف إلى جانب مواطنيها، فإنه يجب عليها الاستمرار في الدعوة إلى تحرير أشخاص على غرار والديّ بالنيابة عنهما، حيث تقع حرياتهما وحياتهما على شفير الخطر".