هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت ميسرة، ابنة مساعد وزير الخارجية المصري السفير معصوم مرزوق، الذي تم اعتقاله –مع آخرين- أمس الخميس، إن والدها كان يسير في الإجراءات القانونية الخاصة بعقد المؤتمر الشعبي الذي كان من المقرر عقده في ميدان التحرير في 31 آب/ أغسطس المقبل، وكان يعمل على استخراج التصاريح اللازمة لعقد هذا المؤتمر الشعبي كي لا يحدث أي اشتباك من أي نوع يهدد حياة المصريين.
وكشفت
– في تسجيل صوتي نشرته على صفحتها الشخصية بموقع "الفيسبوك"- عن أن
الأحزاب السياسية لم تستجب للنداء الذي أطلقه السفير معصوم مرزوق في 5 آب/ أغسطس
الجاري، وانفردت "عربي21" بنشره، وفي الوقت نفسه لم تستجب قوات الأمن
للتصاريح التي طالب بها والدها.
واستطردت
"ميسرة" قائلة: "حرصا على أرواح الشباب، قرر السفير معصوم مرزوق
تأجيل الدعوة الخاصة بعقد مؤتمر شعبي في ميدان التحرير في 31 آب/ أغسطس، (لكنها لم
تحدد موعد التأجيل)".
وأكدت
أنه "لا توجد كلمة واحدة في نداء مرزوق تعارض أي نص قانوني أو دستوري، ومع
ذلك تفاجأنا ظهر يوم الخميس ثالث أيام العيد في تمام الساعة الواحدة، بمجموعة تضم
أكثر من 10 أفراد من قوات الأمن بزي مدني أسفل المنزل، وقالوا إنهم يريدون التحدث
مع السفير معصوم، وأنه لن يتم تفتيش المنزل".
وتابعت: "إلا أنه تم إلقاء القبض على والدي، ودخل أفراد الأمن المنزل بعد ذلك، ورفضوا
إظهار أي إذن قضائي بالتفتيش، ولكن تم التفتيش، وأخذوا كل الأجهزة الإلكترونية
الخاصة به وكاميرات المراقبة، وقالوا لنا إنه سيتم التحقيق معه في مديرية أمن
الجيزة، لكن بعد التواصل مع أكثر من محامي، تأكدنا أنه غير موجود بمديرية أمن
الجيزة، ولا توجد حتى أي أخبار تفيد بوجوده بجهاز أمن الدولة، ونحن بالفعل لا
نعلم عنه أي شيء ولا أين هو الآن".
وأردفت: "أنا شخصيا أحاول أن أجد أي تفسير بشأن ما حدث مع والدي أو أي سبب لإلقاء القبض
عليه. وحتى لو كان هذا الإجراء قانونيا لا نعلم كيف نتواصل معه أو نكلف محاميا للدفاع عنه. في الواقع لم أجد إجابات غير أن البلد وصلت لمرحلة انعدام كلي لأي
حرية رأي، حتى لو كانت تنادي بحقوق قانونية ودستورية".
وأكملت: "ما حدث مع السفير معصوم مرزوق يؤكد لكل المصريين عدم رغبة النظام بفتح أي حوار مع
قوى سياسية، وهذه هي مرحلة الانسداد السياسي التي كانت دافعا للسفير معصوم مرزوق
في إطلاق ندائه وطرح بعض الحلول العملية لإنقاذ مصر".
واختتمت ابنة السفير معصوم مرزوق، بقولها: "كنت اتمنى أن يكتفوا باغتياله معنويا عبر
الإعلام المغرض والدعاوى القضائية الفارغة، لكن للأسف أصرّوا على إضافة اسمه إلى
قائمة ضحايا الرأي الحر. نطالب بحرية السفير معصوم مرزوق".
وشنت
قوات الأمن المصري، الخميس، حملة اعتقالات طالت معارضين وأكاديميين ونشطاء على رأسهم
مساعد وزير الخارجية الأسبق، معصوم مرزوق، والأكاديمي البارز يحيى القزاز، والخبير
الاقتصادي رائد سلامة، وزوجة وأولاد الناشط سامح سعودي (تم إطلاق سراحهم لاحقا بعد
أن قام سامح بتسليم نفسه لقوات الأمن)، والناشطة نرمين حسين.
اقرأ أيضا: بعد معصوم مرزوق.. حملة اعتقال واسعة تطال معارضين بمصر
وكانت أسرة مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير معصوم مرزوق، قد قالت لـ"عربي21"، إن قوات الأمن اعتقلت "مرزوق" من منزله منذ ساعات، وتم اقتياده لجهة غير معلومة، بعدما تم تفتيش المنزل وأخذ بعض محتوياته الشخصية، محملين النظام المصري مسؤولية ما قد يتعرض له.
وفي السياق ذاته، أدانت كل من مبادرة "وطن للجميع"، وحركتا غربة والمصريين
بالخارج من أجل الديمقراطية، حملة الاعتقالات التي قالت إنها "طالت رموزا وطنية تحمل هَم مصر والمصريين ومسؤولية الدفاع عنهم".
وقالوا
– في بيان مشترك لهم، مساء الخميس، وصل إلى "عربي21" نسخة منه-، إن
"السلطة التي تحكم مصر، تقف بالمرصاد للمعارضة التي تستخدم حقها المكفول
لها بموجب القانون الدولي والمحلي، الذي يقر به الدستور الذي صاغته هذه السلطة
بالتعبير عن آرائهم في الشأن العام من قضايا مطروحة أمام الشعب، إنما تؤكد سرقتها لمقدرات مصر وإرهاب شعبها بقوة السلاح".
وذكروا
أن السلطة الحاكمة "تحاول جاهدة تكميم أفواه المعارضة الوطنية بالداخل
والخارج، والتضييق عليهم بإجراءات إجرامية غير مسبوقة، وبحملة ممنهجة باستخدام أدواتها الخارجية والداخلية كافة للتنكيل بهم، بل وزادت في تبجحها وغيها بإلقاء القبض
علي ذوي المعارضين بالخارج وأخذهم كرهائن".
وتابع
البيان، "إن إلقاء القبض على السفير معصوم وزملائه الشرفاء، هو جريمة جديدة
ستضاف إلى سجل هذه السلطة المنقلبة على شعبها ووطنها، التي تعمل جاهدة على هدم مصر
بخيانة عظمى لتحقيق أهداف الكيان الصهيوني، بطمس دور مصر الإقليمي والدولي".
وطالبوا
كل أطياف المعارضة بالاصطفاف والوقوف "يدا واحدة ضد هذا الإرهاب الموجه لها
بالداخل والخارج".
وفي
5 آب/ أغسطس الجاري، أطلق "مرزوق"، مبادرة جديدة – انفردت
"عربي21" بنشرها- عبارة عن نداء عام يشمل خارطة الطريق التي يتبناها
لإنهاء أزمة مصر، متضمنة 9 بنود موجهة إلى الحكام والمحكومين في مصر.
اقرأ أيضا: "عربي21" تنفرد بنشر نص مبادرة "مرزوق" لإنهاء الأزمة المصرية
وتأتي
حملة الاعتقالات التي قامت بها قوات الأمن اليوم قبل أسبوع من دعوة
"مرزوق" للنزول إلى ميدان التحرير يوم 31 آب/ أغسطس الجاري، وعقد مؤتمر
شعبي موسع يحضره كل من يوافق على ما تضمنه النداء الذي أطلقه مؤخرا، وتنسق له لجنة
يتم تشكيلها من أحزاب المعارضة المصرية، وذلك حال رفض رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي الاستجابة للبند الأول في نداء "مرزوق"، الذي ينص على إجراء
الاستفتاء على استمرار بقاء حكمه من عدمه.