هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تقول صحيفة "الغارديان" إن المعارضة التركية تشعر بالإحباط؛ نظرا للنتائج التي حققتها، رغم الآمال العظيمة التي عولتها على التغيير في تركيا، ودفع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى جولة ثانية من الانتخابات، لكنه حصل بسهولة على نسبة تؤهله لتولي منصب الرئاسة بسلطاته الدستورية الجديدة.
ويجد التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، أنه لهذا كان أردوغان قويا في خطاب النصر أمام عشرات الآلاف من أنصاره في أنقرة، بعدما أعلن النصر، وقال إن الديمقراطية هي المنتصرة، و"مثال لبقية العالم".
وتنقل الصحيفة عن أردوغان، قوله قبل إعلان النتائج الرسمية: "لقد تلقينا رسالة تمنحنا صندوق الاقتراع"، حيث تحدث أردوغان من شرفة مقر العدالة والتنمية في العاصمة أنقرة، وتعهد بالقتال بقوة أكبر بعد القوة التي منحها له صندوق الاقتراع، واعتذر عن التأخير، قائلا إن السبب هو جرح طفل في تزاحم في إسطنبول، حيث كان يتحدث ولهذا ذهب لمقابلة عائلة الطفل.
ويشير التقرير إلى أن أردوغان تعهد بمواصلة القتال ضد الجماعات الإرهابية في سوريا، وتعزيز مكانة تركيا الدولية، وقال: "ليست لدى تركيا أي لحظة لتضيعها، ونعلم هذا".
وتلفت الصحيفة إلى أن لجنة الانتخابات الرسمية أعلنت عن فوز أردوغان بعد فرز 97.7% من الأصوات، مستدركة بأنه كان متأكدا حتى قبل إعلان النتائج، وقال إن "شعبنا قد منحنا الوظيفة لممارسة منصب الرئيس التنفيذي"، وعبر عن أمله في عدم محاولة البعض تخريب الديمقراطية للتخفي وراء فشلهم.
ويستدرك التقرير بأنه رغم رفض الحزب المعارض الرئيسي الاعتراف بالنتائج، إلا أن زعيمه قال بعد ذلك إنه سيواصل المعركة "مهما كانت النتيجة"، لافتا إلى أنه بحسب النتائج التي نشرتها وكالة الأناضول، فإن أردوغان حصل على نسبة 52.54% من 99% من الأصوات المفروزة، فيما حصل مرشح حزب الشعب الجمهوري محرم إنيجه على 30.68% من الأصوات، وحصل حزب الشعوب الكردية على 11.67% من الأصوات.
وتقول الصحيفة إن الفائز في الانتخابات الرئاسية سيحصل على سلطات واسعة، وقد تم التصويت عليها في الاستفتاء الذي نظم العام الماضي، وتشمل تعيين الحكومة والقضاة ونواب الرئيس، ويمكن للرئيس إصدار مراسيم وفرض قوانين، مشيرة إلى أن هذه السلطات ستعطي الرئيس الفرصة لتغيير تركيا ولعقود، وحتى عام 2028 لو فاز أردوغان مرة ثانية، وكانت المعارضة قد تعهدت بإلغاء النظام الرئاسي لو فازت في الجولة الأخيرة.
ويفيد التقرير بأن هذه النتائج تعد خيبة أمل للمعارضة، التي كانت تأمل بإجبار أردوغان على جولة ثانية، والسيطرة على البرلمان من حزب العدالة والتنمية، مشيرا إلى أن أردوغان قرر الدعوة لانتخابات مبكرة وسط تراجع في الاقتصاد، وهبوط في سعر العملة، وأخذ المعارضة التي كانت توحد صفوفها على حين غرة.
وتقول الصحيفة إن "أردوغان كان سيفوز بسهولة بتحالفه مع القوميين، حيث قدم نفسه قائدا أعلى للقوات المسلحة يقاتل أعداء تركيا في داخلها وسوريا، إلا أن المعارضة قامت بحملة انتخابية منظمة، حيث حشد مرشحها محرم إينجه مئات الآلاف في أزمير وإسطنبول وأنقرة".
وينوه التقرير إلى أن الانتخابات شهدت مشاركة كبيرة، وصلت إلى 87%، بنسبة أكبر من استفتاء العام الماضي، لافتا إلى أنه مع بداية ظهور النتائج، فإن المعارضة بدأت تصرخ وتتهم وكالة الأناضول بالتلاعب في إعلان النتائج في المناطق التي فاز بها أردوغان؛ للتأثير على مجمل العملية الانتخابية.
وبحسب الصحيفة، فإن الحزب الجمهوري ظل يعارض النتائج، زاعما أن نسبة من 40% أو أقل من صناديق الاقتراع تم عدها، وبأن عددا كبيرا من الأوراق التي صوتت لإينجه لم تفتح.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن هذه الاتهامات دعت المراقبين لمواصلة الإشراف حتى آخر صوت، إلا أنه كان من الواضح لأردوغان أنه فاز، وبدأ يتلقى التهاني من قادة الدول الأخرى.