هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كتب المعلق كون غوكلين مقالا في صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، يقول فيه إن روسيا وإسرائيل وإيران عالقات في مصيدة قاتلة في الشرق الأوسط.
ويقول الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إنه منذ أن بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تدخله العسكري في سوريا، فإن موسكو حافظت على تحالف غير مريح مع إيران.
ويشير غوكلين إلى أن "روسيا وإيران تشاركتا على مستوى واحد في الهدف ذاته، وهو الحفاظ على نظام بشار الأسد، ولم يقرر الرئيس بوتين التحرك في سوريا إلا بعد تلقيه تحذيرا من قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، بأن نظام الأسد على حافة الانهيار، بشكل يعرض مستقبل القاعدة البحرية الروسية في سوريا للخطر، وهي القاعدة التي حافظت عليها روسيا منذ الحرب الباردة، وكجزء من علاقة شراكة استراتيجية طويلة عقدتها موسكو مع عائلة الأسد".
ويلفت الكاتب إلى أنه "من هنا، فإن الهدف الرئيسي والأول لحماية نظام الأسد كان هو الحفاظ على العمليات العسكرية في سوريا".
ويفيد غوكلين بأنه "في المقابل، فإن إيران ترى علاقتها مع دمشق جزءا من محاولات تقوية تأثيرها في العالم العربي، وبالإضافة إلى خط الإمدادات المفتوح إلى وكيلها اللبناني حزب الله، فإنها استفادت من الحرب الأهلية الطويلة لبناء شبكة من القواعد العسكرية الدائمة هناك".
وينوه الكاتب إلى أن "مبرر توسيع الانخراط العسكري الإيراني في سوريا كان تقوية استعدادها لمواجهة الجماعات المتعددة التي تقاتل نظام الأسد، لكن نشر إيران صواريخ طويلة أو متوسطة المدى هو دليل على أنها تضمر الشر لإسرائيل".
ويبين غوكلين أن "تصميم إيران على استغلال التحالف مع الأسد، من أجل فتح جبهة جديدة في مواجهتها الطويلة مع إسرائيل، أزعج الكرملين، الذي ليست لديه أي نية لإثارة نزاع مع إسرائيل".
ويستدرك الكاتب بأنه "بخلاف ذلك، فإن بوتين أقام علاقة جيدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لدرجة أن موسكو منحت إسرائيل في الماضي الضوء الأخضر لمهاجمة مواقع إيران في سوريا، مع أن روسيا وإيران تخوضان -نظريا- المعركة ذاتها نيابة عن النظام".
ويورد غوكلين أن تقارير عدة ذكرت أن إسرائيل أعلمت موسكو بغاراتها المكثفة على مواقع إيرانية في سوريا، بعد اتهام إيران بقصف الجولان من مواقعها في سوريا.
ويعلق الكاتب قائلا إن "هذه الحالة المثيرة للتساؤل تمنح رؤية لفهم التوتر الحاصل بين طهران وموسكو، الذي يعود لعقد ماض، حيث اتهم الروس طهران بأنها قدمت معلومات مضللة عن المدى الذي مضت فيه لتخصيب مشروعها النووي، وعليه فإن أي تحالف بعد ذلك بين البلدين لن يكون سوى زواج منفعة وليس شراكة استراتيجية".
ويختم غوكلين مقاله بالقول إن "أفضل طريقة للحفاظ على القواعد الروسية في سوريا هي من خلال إقناع الروس لإيران بالتوقف عن أفعالها العدوانية ضد إسرائيل".