من يملك وقف مسيرات العودة بغزة؟.. محللون يجيبون

أجمع محللون سياسيون على أنه مسيرات العودة شعبية وجامعة، ولا يملك أحد إمكانية وقفها أو الحد من زخمها، كونها تمثل محط إجماع ودعم شعبي من كافة الشرائح والأطياف الفلسطينية، دون أن تكون محسوبة على جهة بعينها.

وقال المحللون الذين تحدثت إليهم "عربي21" إن الفلسطينيين لن يسمحوا لأحد بسلب حقهم في المطالبة بالعودة إلى أرضهم عبر هذه المسيرات التي يزاد زخمها وتأثيرها يوما بعد يوم، وصولا إلى ذروة فعالياتها الذي يوافق يوم النكبة الفلسطينية في الخامس عشر من آيار/ مايو القادم.

وكان محلل الشؤون الأمنية في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، يوسي ميلمان، قال الأحد، إن هناك جهودا دبلوماسية عربية للضغط على قيادة حركة حماس من أجل وقف مسيرات العودة في قطاع غزة.

وأشار في تقرير ترجمته "عربي21" إلى جهود دبلوماسية تنشط وراء الكواليس خاصة من قبل مصر والسعودية، للضغط على حماس من أجل وقف المسيرات، مقابل فتح معبر رفح في الاتجاهين.

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني هاني حبيب قال إن هذه المسيرات انطلقت كي تستمر، "ولا أعتقد أن هناك جهة تملك وقفها"، مشيرا إلى أن منظميها توقعوا منذ البداية أن يتعرضوا لضغوط من جهات مختلفة، كي يوقفوا الفعاليات، لكن القرار كان استمرار الفعاليات.

اقرأ أيضا: الاحتلال يوسع جرائمه في مسيرة العودة بغزة (إنفوغرافيك)

وقال حبيب في حديث لـ"عربي21" إن المسيرات شكلت رأيا عاما فلسطينيا داعما بل ومنخرطا في فعالياتها، "وأعتقد أن الفلسطينيين لن يسمحوا لأحد بأن يصادر حقه في استمرار هذه المسيرة".

ومتحدثا عن عوامل نجاح المسيرات تابع المحلل السياسي: "العامل الوحيد في قوة هذه المسيرة أنه وللمرة الأولى، وبشكل مدروس أعلن أنها سلمية، وتنتهج قوة ناعمة ضد عنف الاحتلال، وهذا ما جعلها قادرة على أن تعيد القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث، وأن تفرضها من جديد على المجتمع الدولي الذي يتعامل معها الآن باعتبارها قضية بالغة الأهمية ومفتاح للاستقرار في المنطقة".

ورأى حبيب أن سلمية هذه المسيرة انعكست إيجابيا في المطالبات بإجراء تحقيق ضد استخدام الاحتلال للقوة المفرطة ضد المشاركين فيها، وانعقاد مجلس الأمن من أجلها، ودعوة المنظمات الحقوقية للجنائية الدولية لإرسال لجنة تقصي حقائق، بهدف إحالة القتلة من الجنود الاحتلال إلى المحاكمة.

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إن المسيرات شعبية بامتياز، "ومن يريد أن يوقفها عليه أن يتحدث إلى الشعب الفلسطيني ويحقق ما تسعى إليه المسيرات ودون ذلك، لن تستطيع أي جهة وقف المسيرات، باعتبار أن الأمر برمته خارج عن نطاق سيطرة أي تنظيم أو جهة".

وأضاف الصواف في حديث لـ"عربي21" أن حماس قالت كلمتها في هذا الموضوع، وأوضحت أنها لا تملك وقف المسيرات الشعبية التي تقودها الجماهير، وهذا موقف معلن من باقي الفصائل الفلسطينية أيضا، مشيرا إلى أن كل محاولات الالتفاف على المسيرة هو مضيعة للوقت ولن يجدي شيئا.

واعتبر أن سلمية المسيرة وبعدها عن استخدام العنف أعطاها جماهيرية وقوة كبيرة، وجعل من أمر إنهائها والسيطرة عليها صعب المنال.

اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي يطالب بمحاورة حماس تجنبا لتوسيع مسيرة العودة

في سياق متصل قال الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل إن "الحراك السلمي الشعبي" الذي ينطلق من قطاع غزة بالذات ينطوي على أبعاد استراتيجية مهمة، كونه ينطلق من موقع المبادرة الشعبية وليس كردة فعل، وبعيدا عن الحسابات الفصائلية.

وأكد لـ"عربي21" أن المسيرات "أعادت طرح القضية الفلسطينية على المجتمع الدولي كقضية أولى لا يمكن تجاهلها، وسددت ضربة مهمة للمخططات الإسرائيلية التي عملت منذ الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005، على دفع القطاع باتجاه مصر لتحقيق الانفصال، وأكدت على أن الاحتلال يجب أن يدفع كلفة احتلاله وجرائمه".

ورأى عوكل أن المسيرات تشير إلى أن الفلسطينيين قادرون على تعظيم الاشتباكات السلمية مع الاحتلال، وتغيير قناعات سياسية دولية تجاه الاحتلال، فضلا عن إرباك إسرائيل وضعها في موقع إدانة دائم لا يقبل النقاش.

وكانت حركة حماس الأحد، تحدثت عن ضغوط تمارسها دول عربية لوقف فعاليات مسيرة العودة الكبرى وتحديدا في قطاع غزة.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران في تصريح خاص لـ"عربي21"، الأحد إن "الحراك الشعبي الجماهيري المتواصل في غزة على وجه الخصوص، هو فعل يشارك فيه مختلف مكونات الشعب الفلسطيني، ولا يقتصر على جهة دون أخرى".

اقرأ أيضا: هذه أبرز التداعيات المتوقعة لمسيرة العودة داخليا وخارجيا

وأكد بدران أنه "لا صحة لوجود أي ضغوط على حماس أو على غزة عموما لوقف هذا الحراك"، مستدركا قوله: "الجميع يعلم أن هذا قرار الشعب كله، وإن السبيل الوحيد للتعامل مع الجماهير هو بالاستجابة لمطالبها والتعامل بجدية مع تطلعاتها".