للمرة الأولى منذ أواخر عام 2014، اخترق
النفط حاجز 70 دولاراً للبرميل في ختام تعاملات الأيام الماضية، ورغم أن النفط أنهى تعاملات الأسبوع الثاني من 2018 بالقرب من 70 دولاراً إلا أن هذه البداية تعد الأفضل للخام منذ سنوات كثيرة.
وألقت التوترات الجيوسياسية داخل إيران الدولة العضو في منظمو "
أوبك" على ظلال المعاملات في
الأسواق، خوفاً من تأثر الإمدادات، ما ساهم في صعود الأسعار في معاملات مطلع الأسبوع، ومع تراجع حدة المظاهرات الإيرانية تلقى النفط دعماً إضافياً من تنامي الطلب العالمي، التي تزامنت مع تصريحات مسؤولي "أوبك" أن مستوى التزام الدول الأعضاء باتفاق خفض الإمدادات بلغ 128% خلال كانون الأول / ديسمبر بفعل المزيد من التراجع في إنتاج فنزويلا وتخفيضات إضافية من دول خليجية مصدرة للخام، ما يظهر التزاماً قوياً بالاتفاق على الرغم من ارتفاع الأسعار.
وخلال تداولات ختام الأسبوع تفاعلت الأسواق بإيجابية مع تصريحات وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن إمدادات الخام العالمية لم تصل بعد إلى مرحلة التوازن الكامل، ما خفف قلق الأسواق من إنهاء مبكر لاتفاق تقوده منظمة أوبك لخفض الإنتاج.
بالموازاة مع الطفرة التي شهدها خام "برنت" ارتفعت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 50 سنتاً، أو 0.78%، لتغلق عند 64.30 دولار للبرميل. وينهي برنت الأسبوع على مكاسب قدرها 3.3% في حين سجل الخام الأمريكي قفزة بلغت 4.7%.
ويتركز اهتمام سوق النفط حتى الآن على علامات على شح في الإمدادات في الوقت الذي تقود فيه منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وروسيا تخفيضات في الإنتاج تهدف إلى دعم الأسعار.
ومع قوة الاستهلاك العالمي للنفط أيضاً في ظل متانة نمو
الاقتصاد العالمي يشعر المستثمرون بالتفاؤل. وقال أولي هانسن رئيس استراتيجية السلع الأولية ببنك ساكسو هذا الأسبوع، إن الأخبار الإيجابية تميل لجذب المزيد من الانتباه بالمقارنة مع المؤشرات السلبية المحتملة.
لكن ارتفاع إنتاج النفط الأمريكي، وهو أحد المؤشرات السلبية، يهدد بتقويض مساعي أوبك وروسيا الهادفة إلى خفض الإمدادات.
وعلى الرغم من انخفاض في إنتاج النفط الأمريكي مؤخراً بفعل طقس شديد البرودة فإن من المتوقع على نطاق واسع أن يتجاوز الإنتاج قريباً حاجز العشرة ملايين برميل يومياً فيما يرجع بالأساس إلى إنتاج النفط الصخري، مما قد يدفع الإنتاج الأمريكي إلى مستوى مماثل لما تضخه السعودية وروسيا وهما من كبار المنتجين واللتان بلغت ذروة إنتاجهما أكثر من 11 مليون برميل يومياً ونحو 10.7 مليون برميل يومياً على الترتيب في السنوات القليلة الماضية.
وقال لقمان أوتونوجا، المحلل لدى إف.إكس.تي.إم للسمسرة في العقود الآجلة، إن أسعار النفط كانت ترتفع بشكل لا يمكن إنكاره هذا الأسبوع على الرغم من استمرار المخاوف من أن تفقد موجة الارتفاع الحالية الزخم، ويجب أن يبقى في الذهن أن الزيادة في إنتاج النفط الصخري الأمريكي يمكن أن تعرض النفط لمخاطر نزولية.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن يتجاوز إنتاج النفط الأمريكي 11 مليون برميل يومياً بحلول 2019.
ويعني ارتفاع الإمدادات الأمريكية أن أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تقل بأكثر من 5.5 دولار للبرميل عن سعر برنت الذي تُسعر معظم إمدادات الخام العالمية على أساسه.
وللاستفادة من أسعاره التنافسية، ترتفع صادرات النفط الخام الأمريكي بما في ذلك إلى آسيا. ومع الشعور بوطأة المنافسة المتزايدة والضغوط من شركات التكرير خفضت إيران والعراق، ثاني وثالث أكبر منتجي النفط في أوبك، أسعار نفطهما هذا الأسبوع لكي يحافظا على القدرة التنافسية.
في السياق نفسه، أضافت شركات الطاقة الأمريكية عشرة حفارات نفطية هذا الأسبوع، في أكبر زيادة منذ حزيران/ يونيو، مع صعود أسعار الخام إلى أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات.
وقالت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة، في تقريرها الأسبوعي إن إجمالي عدد الحفارات النفطية النشطة في الولايات المتحدة ارتفع إلى 752 في الأسبوع المنتهي في الثاني عشر من يناير كانون الثاني، وهو الأعلى منذ أيلول/ سبتمبر.
وعدد الحفارات النفطية في أمريكا، مؤشر أولي للإنتاج مستقبلا، مرتفع كثيرا عن مستواه قبل عام عندما بلغ 522 حفارا فقط بعد أن زادت شركات الطاقة خطط الإنفاق في 2017 مع بدء تعافي أسعار الخام من هبوط حاد استمر عامين.