سلم السفير التركي في الخرطوم عرفان نذير أوغلو اليوم الجمعة، زوجة الزعيم الإسلامي الأكثر شهرة في
السودان؛ حسن
الترابي، هدية من الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان.
والهدية هي عبارة عن مصحف مكتوب بخط اليد، إضافة إلى هدية لزوجته وصال المهدي، شقيقة الزعيم السوداني الصادق المهدي.
وقال عصام الترابي نجل الشيخ الراحل حسن الترابي (1932 ـ 2016)، لوكالة "الأناضول": "زارنا اليوم في منزلنا بالخرطوم السفير التركي عرفان نذير أوغلو وزوجته، عقب صلاة الجمعة، حاملا معه هدية من الرئيس أردوغان إلى الأسرة، متمثلة في مخطوط يدوي للمصحف الشريف، خطه باليد أشهر الخطاطين الأتراك".
وأضاف: "استضفنا السفير وزوجته في الصالون الخاص للشيخ الترابي، وهاله رؤية مجسم زجاجي للوحة بداخلها علم لآخر حكم للدولة الإسلامية في السودان".
وتابع: "السفير التركي سرّه وأعجبه وجود العلم التركي داخل المنزل لأكثر من 15 عاما".
وأوضح عصام أن "الأسرة أبلغت السفير التركي أن زيارتهما منزل الترابي تأتي في إطار الإخاء والمودة التي تربطهم والمتمثلة في الإسلام".
وشدد على أن "الشيخ الترابي عمل طيلة حياته للقضية الإسلامية".
وتابع: "زوجة السفير أهدت الوالدة، وصال الصديق المهدي، طقم أوانٍ لشرب القهوة، أبرزه فناجين مزركشة مصنوعة بطريقة تركية فنية مدهشة".
ومضى نجل الترابي قائلا: "عبرنا للسفير وزوجته عن امتنانا للزيارة، واتفقنا على تبادل الزيارات بين الأسرة والسفارة التركية في الخرطوم".
وبحسب عصام الترابي، فإن الرئيس التركي إبان زيارته للسودان، كان يعتزم زيارة أسرة الترابي، ولكن برنامجه المزدحم حال دون ذلك.
وأنهى أردوغان، الثلاثاء الماضي، زيارة إلى السودان، بدأها الأحد، برفقة 200 من رجال الأعمال، ضمن جولة إفريقية، وشهدت الزيارة توقيع 21 اتفاقية في مجالات مختلفة.
والترابي، من أشهر القادة الإسلاميين في العالم، وأحد أبرز المجتهدين على صعيد الفكر والفقه الإسلامي المعاصرين، وله مؤلفات في تفسير القرآن وأصول الفقه، وأخرى في مجالات الإصلاح الإسلامي والسياسة.
ويعتبر الترابي الأب الروحي للحركة الإسلامية في السودان، وظل طوال حياته محور جدل بسبب آرائه الفكرية والدينية المثيرة ومواقفه السياسية، خاصة بعد دعمه للانقلاب العسكري الذي أتى بنظام الرئيس الحالي عمر
البشير في 1989.
ولم يلبث أن اختلف الترابي مع تلامذته في 1999، فانقسم إسلاميو السودان بين مؤيد للترابي ومناصر للبشير.
وظل الترابي بصفوف المعارضة لنحو 15 عاما، ثم قبل دعوة البشير للحوار عام 2014، حيث انخرط فيه، وأظهر تأييده لكل خطواته بدعوى تجنيب السودان الانزلاق إلى دوامة عنف، على غرار ما حدث في بلدان عربية عديدة.
وحرص الترابي على أن يختم حياته بدعوة السياسيين في السودان للوقوف على أرضيات مشتركة تنهي أزمة السودان، إلى أن توفي في مارس/ آذار 2016، عن عمر ناهز 84 عاما.
ولد الترابي في الأول من فبراير/ شباط 1932 بمدنية كسلا شرقي السودان، حيث كان والده قاضيا شرعيا بالمدينة، وكان لوظيفة والده الأثر الكبير في تجوله بأنحاء السودان.
والترابي حاصل على شهادة الحقوق من جامعة الخرطوم، والإجازة من جامعة أكسفورد البريطانية عام 1957، ودرجة الدكتوراه من جامعة السوربون في باريس عام 1964.