هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لخص الكاتب البريطاني، ديفيد هيرست، أحداث العام 2017 قائلا إن الذين ظنوا أن بإمكانهم إعادة ترتيب الشرق الأوسط ليصبح على الصورة التي يتمنون وبالطريقة التي تعود عليهم بالربح على الصداع الذي جلبوه لأنفسهم.
وفي مقاله المنشور في "ميدل إيست آي"، وترجمته "عربي21"، اختزل الكاتب أبرز ما حدث في الشرق الأوسط في 3 أحداث رئيسية تم تصوير كل منها على أنه نصر مؤزر أو عمل إصلاحي جريء.
وقال هيرست إن أول هذه الأحداث هو النصر الروسي في حلب، واحتفال بوتين بتنصيب نفسه الحاكم الإمبريالي الجديد لسوريا في حفل استعراضي بقاعدة حميميم.
أما الأسد فلفت إلى أنه بات عبدا لسيدين؛ روسيا وإيران، وفيما حافظ والده على الاستقلال، ظهر الأسد الابن في مظهر المشلول.
والنصر الثاني بحسب هيرست، أحرزه معسكر المملكة العربية السعودية، والإمارات، وإسرائيل، والولايات المتحدة الأمريكية، متمثلا في زيارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى الرياض.
وتابع: "كان يفترض أن يبشر ذلك بانطلاق تحالف جديد بين الدول العربية السنية المعتدلة في مواجهة إيران والإسلام السياسي وأي تمرد محلي أو أمير منافس يتحدى طغيانهم".
وأشار إلى أنه كان لزيارة ترامب ما بعدها، "حيث توالت سلسلة من الإجراءات غير المسبوقة. بادئ ذي بدء فرض الحصار على قطر، ثم أطيح بالأمير محمد بن نايف، أكبر أبناء عم محمد بن سلمان سنا، ثم جاءت حملة التطهير التي شنت على الأمراء، وبعد ذلك صدر الأمر لرئيس وزراء لبنان سعد الحريري بالاستقالة من منصبه، ثم صدرت تعليمات للرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتنازل عن القدس الشرقية وعن حق العودة، أو التخلي عن موقعه لمن لديه الاستعداد لأن يقدم على ذلك".
أما الحدث الثالث، فإعلان ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ما أطل كما هائلا من الطاقة تكفي لإحداث زلزال.
وأبرز ما نتج عن اعتراف ترامب، أن العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، قفزا من السفينة.
ومد ملك الأردن يده إلى تركيا، وسوريا، وإيران، وأعلن عباس الولايات المتحدة الأمريكية وسيطا غير نزيه في القضية الفلسطينية.
وعن الصراع الأخير بين مصر والسودان ودخول تركيا على الخط، بزيارة إلى السودان واتفاقية لإعادة إعمار جزيرة سودانية على البحر الأحمر، قال هيرست إنه "قبل أيام قليلة من زيارة أردوغان، أبلغ السودان الأمم المتحدة باحتجاجه على اتفاقية الحدود البحرية بين السعودية ومصر، التي وافقت مصر بموجبها على التخلي عن جزيرتي البحر الأحمر غير المأهولتين تيران وصنافير، وذلك لاعتباره أن الاتفاقية داست له على طرف، حيث اعترفت السعودية بموجب هذه الاتفاقية بأن منطقة مثلث حلايب الحدودية المتنازع عليها بين مصر والسودان هي جزء من مصر".
وتابع: "كانت زيارة أردوغان بمنزلة فرصة سانحة أمام السودان لتوجيه رسالة إلى الرياض والقاهرة. فقد أعلن الرئيس التركي أنه سُلم جزيرة سواكن في شرق البحر الأحمر ليقوم بإعادة إعمارها. تحتوي الجزيرة على أطلال ميناء بحري عثماني ليس له حاليا أي استخدام بحري استراتيجي مهم".
وختم: "فهم السعوديون الرسالة القادمة من السودان، حتى إن صحيفة عكاظ وصفت القرار بالسماح لتركيا بإعادة إعمار الجزيرة بأنه "تهديد سافر للأمن القومي العربي".
وعن أخطاء ابن سلمان التي وصفها بالجسيمة قال هيرست: "يعتقد محمد بن سلمان أنه طالما ضمن وقوف ترامب وإسرائيل إلى جانبه فلا شيء آخر يهم. إلا أن حسبته تلك ناجمة عن ثلاثة أخطاء جسيمة".
"أما الخطأ الأول فهو افتراض أن ترامب سيستمر في رئاسة الولايات المتحدة، وهي الفرضية التي يدحضها ستيف بانون، ضمن آخرين، حيث أخبر مجلة فانيتي فير بأنه لا يمنح ترامب أكثر من نسبة 30% في أن يفلح في تجنب الإنهاء المبكر لفترة رئاسته الأولى، إما بسبب توجيه اتهام له بالخيانة من قبل الكونغرس أو بسبب قرار عزل له تصدره الإدارة؛ تفعيلا للتعديل الخامس والعشرين في الدستور. ودون ترامب ستؤول إلى ركام كل خطط ابن سلمان العظيمة."
"وأما الخطأ الثاني فيتعلق بنظرته لإسرائيل، وما من شك في أن الإسرائيليين أكثر فطنة وحنكة ودراية وأصوب قراءة لما يدور في واشنطن مقارنة بحال السعوديين السذج والمبتدئين."
"وأما الخطأ الثالث في خطة ابن سلمان فيتعلق بالقدس. وذلك أن إعلان ترامب بشأنها أدى ما بين عشية وضحاها إلى إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، التي تراجع الاهتمام بها بسبب الانتفاضات العربية التي انطلقت عام 2011 والثورة المضادة التي جاءت من بعد، ووضعها تارة أخرى في الصدارة باعتبارها القضية المركزية، ولم تعد سوريا هي الموضوع الرئيسي".
لقراءة المقال كاملا من هنا