نشرت مجلة "بوليتكو" تقريرا حول زيارة نائب الرئيس الأمريكي
مايك بينس للمنطقة، التي كانت مقررة يوم الأحد المقبل.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن بينس علل تأجيل زيارته بسبب انشغاله بقانون الضريبة، الذي يعده الرئيس دونالد
ترامب أهم إنجاز له خلال عام من الرئاسة خلا من الإنجازات.
وتقول المجلة إن "بينس خطط لرحلة عيد الميلاد في المنطقة قبل أن يفكك ترامب الدبلوماسية الأمريكية المتعلقة بالقدس، ويقرر الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، وقصد من الزيارة، التي أعلن عنها بينس في ذكرى مرور 70 عاما على تصويت الأمم المتحدة الاعتراف بإسرائيل، أن تكون رقصة انتصار لنائب الرئيس، الذي أدى دورا مهما في الضغط على الرئيس ليلتزم بوعده نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس".
ويستدرك التقرير بأن بينس أعلن يوم الخميس عن تأجيل الزيارة، وأنه يريد البقاء في واشنطن؛ للمساعدة في تمرير أولوية ترامب في الإضلاح الضريبي، ومصادقة مجلس الشيوخ عليها، الذي لن يحصل إلا في الأسبوع المقبل.
وتلفت المجلة إلى أن نتيجة التصويت الأولي على المشروع كانت 51- 49، حيث صوت الديمقراطيون كلهم في مجلس الشيوخ والنائب الجمهوري بوب كوركر ضده، مشيرة إلى أن تشريع الإدارة يواجه مخاطر في الكونغرس، خاصة أن النائب عن ولاية أريزونا جون ماكين وثاد كوتشران عن المسيسبي متغيبان بسبب العلاج.
وينقل التقرير عن المتحدث باسم كوتشران، قوله إنه يتعافى من عملية في أنفه، ويمكن أن يعود إلى الكونغرس للتصويت، مشيرا إلى أن جون ماكين يتلقى العلاج الكيماوي في مركز "وولتر ميد" الطبي، بعد أن شخصت إصابته بسرطان الدماغ بداية هذا العام، ولم يقل مكتبه متى سيعود للعاصمة.
وتعلق المجلة قائلة إنه "في حال لم يعد ماكين وكوتشران إلى مجلس الشيوخ، ولم يغير اي من النواب موقفه، فإن بينس سيؤدي دور المرجح 49- 49 بين الأصوات. إلا أن سناتور فلوريدا الجمهوري ماركو روبيو إنه لن يصوت على المشروع، إلا إذا تضمن معونات للأطفال أوسع، وهناك بعض الجمهوريين، مثل سوزان كولينز عن ولاية مين، لم يقرروا بعد".
وينوه التقرير إلى أن زيارة بينس للشرق الأوسط لها العديد من التحديات، والهدف بحسب مكتبه هو "تأكيد التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها في الشرق الأوسط، والعمل بشكل جماعي لهزيمة الراديكالية"، لافتة إلى أنه سيتوقف في مصر، حيث سيلتقي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسيلتقي مع رئيس الوزراء
الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وتقول المجلة إنه "من عير المعلوم إن كان التأخير من أجل تمرير قانون الإصلاح الضريبي سيؤثر على خطته إلقاء خطاب أمام الكنيست، إلا أن عددا من القادة العرب، بمن فيهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس, وأسقف الكنيسة القبطية, لا يريدون مقابلة بينس؛ احتجاجا على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقالت مجموعة من النواب العرب في الكنيست إنها ستقاطع خطابه".
ويورد التقرير نقلا عن نقاد، قولهم إن احتمال تصاعد العنف في المنطقة متزايد، خاصة إن التزم بينس بخطته وقرر زيارة بيت لحم، حيث يقول جيرمي بن عامي من مجموعة "جي ستريت" المؤيدة لإسرائيل، وعارضت خطوة الاعتراف بالقدس: "نتوقع أن تكون الزيارة أقل من فرصة التقاط صورة لنائب الرئيس من أجل زيادة مصداقيته بين الإنجيليين الذين يمثلهم بشأن هذا الموضوع"، ويضيف: "لم يظهرأي اهتمام للتوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع".
وتجد المجلة أن "التأخير قد يمنح نائب الرئيس الفرصة ليلغي زيارة بيت لحم، ولو قرر بينس المضي وزار موطن السيد المسيح فإن العنف سيتصاعد، حيث قال المدير التنفيذي للحملة الأمريكية من أجل حقوق الفلسطينيين يوسف مناير: (لو قرر زيارة
القدس فيجب أن يرافقه أحد.. لو ذهب برفقة موكب إسرائيلي فستكون هناك عاصفة، ولو رافقه موكب فلسطيني فستحدث عاصفة)، ويتعرض القادة الفلسطينيون لضغوط كبيرة من الفلسطينيين لعدم استقبال بينس".
ويذكر التقرير أن استطلاعا أخيرا كشف عن أن نسبة 90% من الفلسطينيين تعارض قرار ترامب، وقال عباس يوم الأربعاء إن الفلسطينيين لن يقبلوا أي دور للولايات المتحدة في العملية السلمية، مشيرا إلى أن بينس لن يواجه مقابلة باردة من الفلسطينيين فقط، بل إن أسقف الكنيسة القبطية البابا تواضروس الثالث قال إنه لن يقابل المسؤول الأمريكي البارز، وعارضت مجموعة من الكنائس الفلسطينية القرار، خاصة أنها دعت ترامب لعدم المضي به، حيث سيواجه بنيس معوقا، خاصة أنه يحاول تصوير نفسه على أنه حامي المسيحيين المضطهدين في الشرق الأوسط.
وتنقل المجلة عن مدير مركز سياسة الشرق الأوسط في معهد "بروكينغز" ناتان ساكس، قوله إنه "مثال نادر جدا" أن يرفض الفلسطينيون لقاء نائب الرئيس الأمريكي، لافتة إلى أن ترامب قد يلقى مقابلة أفضل، خاصة أن موقفه لا يزال لغزا، أما بينس فهو معروف، ففي خطابه أمام مؤتمر الجمهوري الوطني كان أول ما قاله "إن لم يكن العالم يعرف أي شيء فيجب أن يعرف هذا: أمريكا تقف مع إسرائيل"، وستكون أول زيارة رسمية له للمنطقة مناسبة لتذكير الناخبين الإنجيليين لماذا دعموا ترامب عام 2016، و"بالنسبة لهؤلاء الناخبين فإن إعلان القدس هو تحقيق لهدف طويل، ومثل تعيين نيل غورساتش رئيسا للمحكمة العليا، فهو إثبات أنه يقف مع مصالحهم".
ويذهب التقرير إلى أنه "بالنسبة لبينس فإن الإعلان هو بمثابة التأكيد له، خاصة أنه كان من الأصوات العالية التي طالبت بنقل السفارة داخل البيت الأبيض، وضغط على ترامب لئلا يقوم بتأجيل القرار لمدة ستة أشهر، كما فعل في حزيران/ يونيو".
وتختم "بوليتكو" تقريرها بالإشارة إلى قول مؤسس ورئيس "مسيحيون متحدون من أجل إسرائيل/ كريسينان يونايتد فور إسرائيل" القس جون هاجي: "يعد نائب الرئيس صديقا قديما لإسرائيل"، وأضاف: "خلال الحملة الانتخابية رأيت في اختيار الرئيس لنائبه تأكيدا جديدا للقيم التي يؤكدها الرئيس على التحالف الأمريكي الإسرائيلي، وبالنسبة لملايين الناخبين الإنجيليين فموقف ترامب من إسرائيل كان مركزيا في سبب تصويتهم له عام 2016، وأعتقد أن ثقثنا بالرئيس كانت في محلها خلال أحداث العام الحالي والأسبوع الماضي".