هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
خرجت مسيرات حاشدة وفعاليات شعبية في مناطق عدة في لبنان، لا سيما في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، في "جمعة غضب" ثانية، تنديدا بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، والاعتراف بالمدينة "عاصمة أبدية لإسرائيل".
وشهدت العاصمة بيروت، فعاليات أبرزها من أمام مسجد محمد الأمين في ساحة الشهداء عقب صلاة الجمعة شارك فيها المئات.
وركزت الكلمات على "ضرورة التوحد على المستويين الرسمي والشعبي العربي، لمواجهة المخططات الأمريكية والإسرائيلية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية".
من جهته، قال القيادي في الجبهة الديمقراطية، علي فيصل، في تصريحات خاصة لـ"عربي21": "ما قام به ترامب هو فعل أحمق كونه استفز مشاعر الفلسطينيين والأحرار في العالم".
وأضاف أن "القدس منبت الحرب والسلام، لأن اللعب بمصيرها يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة إن لم نقل في العالم".
وتابع بأن "طبيعة الرد الفلسطيني تكون من خلال الميدان الساخن، الذي يشتعل يوميا في أماكن تواجد الفلسطينيين كافة"، مثمنا "التحركات الشعبية اليومية في الضفة الغربية وغزة والشتات، والمواجهات المستمرة مع قوات الاحتلال على نقاط التماس".
ورأى أن الغضب الشعبي العربي سيشكل "عاملا ضاغطا على الحكومات، لاتخاذ قرارات وتبني مسارات لمواجهة القرار الأمريكي"، داعيا إلى تحصين المصالحة والوحدة الفلسطينية لسد "المنافذ أمام نتنياهو لاستغلال أي خلل فلسطيني، بالتالي إنعاش وضع كيانه وتعزيز صورته المشوهة رئيسا لسلطة احتلال".
وطالب فيصل بأن "تتحول الهبّة الشعبية إلى انتفاضة عبر التحلل من اتفاقية أوسلو، والاتفاق على مشروع وطني عنوانه كل أشكال المقاومة".
وفي مخيم برج البراجنة، خرجت مسيرة حاشدة عقب الصلاة من مسجد الفرقان انضمت إليها جموع، وذلك بدعوة من الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية.
الشمال والبقاع
وفي شمال لبنان، نظمت فعاليات شعبية متضامنة مع قضية القدس المحتلة في مخيمي نهر البارد والبداوي.
وتميزت المسيرة بشعارات تسخر من الرئيس الأمريكي، وتندد بالانحياز لإسرائيل.
وطالبت الكلمات "بوقف عملية التسوية والتنسيق بين السلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي، وتبني خيار المواجهة المفتوحة".
من جانبه، قال الناشط الشبابي منتصر عبد الرحيم لـ"عربي21": "تحركاتنا هي تعبير عن الغضب، لكن التغيير في المعادلة القائمة لا يتم إلا من خلال تحرك عربي رسمي شعبي واسع".
ودعا عبد الرحيم إلى "طرد السفراء الأمريكيين في الدول العربية، كوسيلة ضغط على الإدارة الأمريكية، وباعتبار ذلك ردا على قرار ترامب الجائر بحق القدس" المحتلة.
واستغرب عبد الرحيم ما وصفه بتقاعس "بعض الدول الخليجية تجاه قضية القدس التي لا تعني الفلسطينيين وحدهم، وإنّما هي قضية جامعة ومركزية لكل العرب والمسلمين".
ولبى المئات في مخيم الجليل في البقاع دعوة الفصائل الفلسطينية. وخرجوا بمسيرة جابت أنحاء المخيم، وألقيت كلمات "أكدت على دور المقاومة في التصدي للعدوان المستمر منذ النكبة على الشعب الفلسطيني".
وشارك ممثلو الفصائل الفلسطينية في وقفة تضامنية مع مدينة القدس المحتلة، دعت لها حركة التوحيد الإسلامي عقب صلاة الجمعة في باحة مسجد التوبة في طرابلس، حيث ألقى أبو عدنان عودة كلمة الفصائل الفلسطينية، ندد فيها بقرار الرئيس الأمريكي.
وطالب باستمرار التحركات الشعبية والمزيد من الإجراءات العملية للضغط على الإدارة الأمريكية حتى تتراجع عن قرارها.
جنوب لبنان
وفي جنوب لبنان، نظمت مسيرة حاشدة في مدينة صيدا انطلقت من ساحة النجمة وصولا إلى ساحة الشهداء.
وندّدت كلمة القوى الشبابية التي ألقاها عماد الحاج بما قالت إنه "استخفاف من الإدارة الأمريكية بالشعوب والأنظمة العربية والشرعية الدولية"، مؤكدة ضرورة "اتخاذ خطوات عاجلة على المستويات كافة، لتحصين القدس وإبطال مفعول القرار الأمريكي".
وعاهدت القوى الشبابية على "السير على درب النضال والمقاومة حتى استعادة الحقوق المغتصبة والقضاء على الاحتلال".
وشهدت مخيمات مدينة صور، سلسلة فعاليات في مخيمات البص والرشيدية وبرج الشمالي.
وألقى ممثلو حركتي فتح وحماس وفصائل منظمات التحرير كلمات تركزت على أهمية الانطلاق في حراك وطني ضمن استراتيجية جديدة لوقف مفعول القرار الأمريكي، وإظهار الصورة الفلسطينية بأنها موحدة ومتمسكة بالقدس عاصمة لفلسطين، وبالثوابت الفلسطينية.