هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تزايدت الدعوات المطالبة لقيادات جماعة الإخوان المسلمين بإعلان خروجهم من المشهد السياسي في مصر، وتدارك ما وقع منهم من أخطاء؛ بدافع إنقاذ ما يمكن إنقاذه من ثورة المصريين ضد حكم العسكر بالبلاد.
وتحت عنوان "خطاب مفتوح لفضيلة أ.د محمد بديع مرشد الإخوان المسلمين"، قال القيادي السابق بالجماعة إبراهيم الزعفراني: "لقد ناشدت قيادات الإخوان خارج السجون عدة مرات منذ أكثر من عام أن يتخذوا هذا القرار الشجاع فلم أجد منهم أي صدى".
الزعفراني، وعبر صفحته على فيسبوك، السبت، طالب بديع، بأن يعلن خلال إحدى قاعات المحكمة "خروج جماعة الإخوان الطوعي من المنافسة على السلطة، دونما إخلال بدور الجماعة الوطني في الوقوف مع وخلف كل أبناء مصر المخلصين والقيادات الوطنية الشريفة الساعية لتخليص البلاد من الظلم والدكتاتورية، وإقامة دولة العدل والحرية واسترداد حقوق كل من ظُلموا".
وهي الدعوة التي أكد على تأييده لها القيادي بجامعة الإخوان المسلمين المقيم في تركيا الدكتور ممدوح المنير، معتبرا أن "الإخوان بوضعهم الحالي كقيادة وتنظيم أصبحوا عائقا كبيرا أمام الثورة، رغم أنه لا خلاف على أنهم أكثر من ضحى وبذل مخلصا متجردا في سبيلها".
المنير، قال عبر صفحته على فيسبوك الأحد، إن "واجب المخلصين للثورة في المرحلة الراهنة أن يطالبوا الإخوان كـتنظيم بالابتعاد عن المشهد والمنافسة السياسية مستقبلا لفترة محددة؛ وفي ذات الوقت أن يتركوا شباب الإخوان مع باقي الثوار كي يتحركوا خارج مظلة التنظيم".
وأيد المحلل السياسي خالد الأصور، دعوة الزعفراني، بل قال إنه سبق وطالب بذلك في مقال له بعنوان "مبادرتي" بجريدة البديل عام 2014.
الأصور، أضاف عبر صفحته على فيسبوك الثلاثاء: "أتبنى هذا الخطاب من الزعفراني"، مطالبا بـ"وجوب ابتعاد الإخوان عن النشاط السياسي والحزبي كجماعة وتنظيم لا كأفراد".
عاصم عبدالماجد
وكان القيادي بالجماعة الإسلامية عاصم عبدالماجد، قد طالب أيضا عبر صفحته على فيسبوك، الإخوان أيضا بالخروج من المشهد السياسي لإنقاذ ثورة المصريين، حسب قوله.
عبدالماجد، أضاف السبت، أن "الإخوان رفضوا جميع النصائح المقدمة إليهم سرا وعلانية، ويجب خروجهم من المشهد السياسي ليس عقابا لهم على الأخطاء الكارثية منذ تولي الدكتور محمد مرسي الرئاسة، وإنما أصبح من المحتم والضرورى خروجهم لأن وجودهم يمثل عائقا أمام الثورة".
وأدان عبدالماجد، قيادات الإخوان الذين قادوا المشهد، وقال: "إنهم كانوا ورقة رابحة في يد العسكر لعب بها وبضعفها وسذاجة تصرفها"، خاتما دعوته بالقول: "لو يحسنوا صنعا لأعلنوا اعتزالهم المشهد السياسي اعتزالا كاملا، ولأغلقوا على أنفسهم محاريب عبادتهم في انتظار الفرج، ولا بأس أن يأخذوا في يدهم مناصريهم من الجماعة الإسلامية أيضا".
والسؤال هو: كيف يرى شباب الجماعة دعوات الخروج من المنافسة على السلطة في مصر؟ وهل الوقت مناسب لطرح مبادرات كهذه الآن؟ّ وما نتائج مثل هذا التوجه إن حصل فعلا؟
وفي رده على تلك التساؤلات، قال أحد القيادات الشبابية بالإخوان، (محمد ع)، إن "الوضع في غاية التعقيد والأمور مفتوحة على كل الاحتمالات"، مضيفا لـ"عربي 21": "من جهتي ليس عندي مانع من انسحاب منظم لكن لا ينبغي تقديم تنازلات مجانية بمعنى ترك الجمل بما حمل".
محمد أكد أنه "ينبغي تحقيق أقصى مكتسبات لصالح أهداف ثورة يناير"، موضحا أنه "على الجميع تقديم تنازلات مماثلة، لكن انسحاب الإخوان من الحياة السياسة لا بد أن يقابله انسحاب الجيش من الحياة السياسية".
وأوضح أن الوقت صار مناسبا لطرح مثل هذه المبادرات، بقوله: "مناسب للخروج من هذه الأزمة لصالح مصر وحقنا للدماء واستنقاذ آلاف المعتقلين".
وحول النتائج المتوقعة، من تنفيذ تلك الدعوات، لفت إلى أن أهمها هو "إزاحة ما يتم تحميله للإخوان من جرائم إرهابية لا يد لهم فيها، وتشويه صورة الجماعة وتاريخها في الكفاح الوطني سواء ضد المستعمر أم الحكام الظالمين".
وأضاف أنه "لو توافرت الإرادة السياسية؛ لتم تجاوز كل هذه التهم والمناكفات السياسية مثلما حدث مع ملف حركة حماس بالمصالحة، فقد تحولت بين عشية وضحاها من عدو إرهابي إلى شريك".
وفي رؤيته، قال عضو الجماعة "فريد س"، إن "تلك المبادرات تأخرت كثيرا ووجب أن تعيد قيادات الجماعة رؤيتها وفكرها لبناء المرحلة المقبلة، خاصة أن الإعلام لم يترك للجماعة ذكرا إلا وقام بتشويهه".
فريد قال لـ"عربي 21"، إن "عودة الإخوان للمشهد غير ممكنة بل قد تكون مستحيلة في ظل ظروف ضعفها ومعاناتها الأمنية والفكرية وغياب معظم كوادرها عن الشارع إما للسفر هربا من البطش أم بسبب الاعتقال وتلفيق القضايا".
وأضاف: "ولذا وجب الخروج من المشهد والحفاظ على ما تبقى من رصيد شعبي، واستعادة كوادرها، واللعب مع النظام من وسط تلك القاعدة الجماهيرية الرافضة لسياسات الانقلاب"، مشيرا إلى أهمية أن تترك الجماعة أعضاءها يتصرفون بحرية أكثر حيال الانتخابات الرئاسية المقبلة، وتأييد مرشح يدفع بالسيسي خارج المعادلة"، معتبرا أن ذلك ليس خيانة للرئيس محمد مرسي.
وعلى عكس ذلك، يرى أحد شباب الإخوان وهو المهندس "مازن"، أن "مثل تلك مبادرات ليست بوقتها المناسب"، معتبرا أنها "مهاترات" لا فائدة منها، وأن الأهم في المعادلة هو الحفاظ على كيان واسم وتماسك جماعة الإخوان.
ورغم رؤيته "أنها مبادارت فارغة المضمون ولن تغير من معاملة الطرف الآخر لك في شيء"، إلا أن مازن في حديثه لـ"عربي 21"، أكد أن "قرار الخروج من المشهد السياسي ليس بيد شباب وأعضاء الجماعة العاملين"، موضحا أن "هناك أشخاصا انتخبتهم قواعد الجماعة هم المنوط بهم اتخاذ مثل تلك القرارات".
وقال مازن: "أرى أن المخرج من الأزمة؛ يقرره من هم في المعتقلات"، داعيا "للاستمرار على وضع الجماعة الحالي مع تطوير أساليب المعارضة، ومحاولة تثوير الشارع المصري بكل الطرق والوسائل".