هذه 6 قرارات وتصريحات أضاعت فرحة المصريين بالتأهل للمونديل
القاهرة– عربي2112-Oct-1706:39 PM
0
شارك
تكلفة العاصمة 300 مليار دولار بينما يقبع 27 بالمائة من المصريين تحت خط الفقر العالمي- أ ف ب
أظهرت تصريحات رئيس الانقلاب العسكري بمصر عبد الفتاح السيسي خلال افتتاح عدد من المشروعات في بالعاصمة الإدارية الجديدة تناقضا مع تأكيده خلال السنوات الأربع الماضية على أن مصر بلد "فقر أوي" و"معيش" بعد أن قال "متشغلوش بالكم بأي تكلفة".
السيسي الذي كان دائما يشير إلى تردي الوضع الاقتصادي بمصر وعدم قدرته على تلبية احتياجات المصريين شدد اليوم خلال الافتتاح على ضرورة تلبية متطلبات العاصمة الإدارية والتي اعتبرها أولوية خاصة.
وأثار إعلان وزير الإسكان المصري مصطفى مدبولي، بحضور السيسي، بناء 20 برجا سكنيا بالعاصمة الإدارية، ومن بينهم أطول برج في أفريقيا بطول 345 مترا سخرية مغردين على مواقع التواصل الاجتماعي ووصف أحدهم التصريحات بمقطع لأحد أفلام الفنان الراحل يونس شلبي.
وافتتح السيسي، مساء الأربعاء رسميًا فندق الماسة كابيتال بالعاصمة الإدارية الجديدة، على مساحة عشرة فدادين (42000 م2)، بتكلفة تقدر بمائة مليون جنيه.
حديث السيسي والإعلان عن مشاريعه الجديدة بالعاصمة الإدارية يتزامن مع مقاطع فيديو وصور ظهرت مع بداية العام الدراسي لعشرات التلاميذ في المراحل الإبتدائية يفترشون الأرض داخل الفصول لعدم وجود مقاعد لهم.
وتعيش مصر أزمة اقتصادية قاسية مع قرارات قائد الانقلاب الاقتصادية التي أضرت بالمصريين وضاعفت الأعباء المعيشية على ملايين الفقراء وزادت من محدودي الدخل، حيث أصبح يقبع 27 بالمائة (30 مليونا) من المصريين تحت خط الفقر العالمي.
وفي المقابل، اعتمد السيسي على الدعاية لمشروعات كبرى مثل تفريعة قناة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة ومشروع المليون ونصف فدان والمليون وحدة سكنية، إلا أنها جميعا إما باءت بالفشل، أو استنزفت ميزانية البلاد دون أن تحقق العائد منها بحسب مراقبين.
وأطلق السيسي مشروع العاصمة الجديدة كأكبر مشروعاته العملاقة خلال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي أذار/ مارس 2015، بتكلفة 300 مليار دولار، على مساحة 168 ألف فدان.
وبعد حملة دعائية كبيرة عن انضمام شركاء أجانب وعرب، خرجت شركة "إعمار" الإماراتية من المشروع 26 تشرين الثاني/ يناير 2016، لتلحق بها شركة صينية خروجها أيضا في شباط/ فبراير 2017، وتواصل شركات الجيش تصدرها للأعمال الإنشائية هناك.
وحول تصريحات السيسي، قال الكاتب الصحفي جمال سلطان، في مقال له بصحيفة "المصريون"، "إن فكرة الأولويات ليست واضحة لدى السيسي بما يكفي أو ليست مقنعة"، مضيفا أن "هذا كلام يصعب جمعه مع تصريحاته السابقة بأننا بلد (فقير قوي قوي قوي) وأنه لا يجد المال لتحسين معيشة المواطن أو راتبه".
وأكد سلطان أن "مصر لا تملك ترف إهدار أي أموال بأي موقع غير ضروري، وتعاني من تقلص الحركة التجارية والصناعية والزراعية والسياحية"، مبينًا: "وكانت تلك الأولى بضخ المال وبالإصلاح العاجل، بدلا من تجميد ثروة ضخمة في العقار"
وفي تعليقه على ما اعتبره البعض تناقضًا في تصريحات السيسي على مدار 4 سنوات متواصلة أكد الباحث الاقتصادي عبدالحفيظ الصاوي، أن "دلالات ذلك التناقض؛ هو غياب الشفافية"، موضحا أنه "من المفترض أن أية مصروفات تخص مشروعا كبيرا مثل العاصمة الإدارية أن تكون معلومة من حيث القيمة ومصادر التدبير".
الصاوي تساءل في حديثه لـ"عربي21"، "هل ستموّل العاصمة من خزانة الدولة، أم ستمولها المصارف المصرية، أو سيتم اللجوء للمنح والقروض"، مضيفا "والأهم أن تكون هناك دراسة جدوى تبين العائد والتكلفة بمختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية".
وقال الصاوي إن "تصريح قائد الانقلاب العسكري يكرس لإلغاء المؤسسات واختصار الدولة في شخصه، بل إنه لا يعتبر بوجود مؤسسات مالية أو رقابية ولا يعبأ بالمجتمع المدنى، أو السلطة التشريعية التى لها حق محاسبة ومراقبة الحكومة".
وحول اهتمام السيسي بالعاصمة الإدارية وتجاهله احتياجات شعب ما خارج العاصمة الإدارية، أكد الباحث المصري أن الشعب "هو من يتحمل تبعات كل ذلك، إضافة إلى همّ الدين العام الذي يزيد بمعدلات مخيفه والمصريون هم من يتحمل أعباء تلك الديون".
من جانبه قال الخبير الاقتصادي إبراهيم نوار إن "في مصر الآن دولتان.. واحدة قديمة عاصمتها القاهرة وأخرى جديدة عاصمتها المدينة الادارية"، موضحا بقوله "مصر ليست واحدة؛ مصر انقسمت إلى اثنتين".
نوار، المستشار السابق بالأمم المتحدة، أضاف في حديثه لـ"عربي 21"، أن "الدولة القديمة ميزانيتها بكل ما فيها من سوءات معروفة أما الثانية فميزانيتها ومصادر تمويلها مجهولة".
وبشأن حديثه عن صرف بلا حدود على العاصمة الإدارية للسيسي لتفوق عواصم أوروبا أو فيينا كما قال السيسي، مقابل التقتير على الشعب وتجاهل احتياجاته الأساسية من تعليم وصحة وصناعة وزراعة وغيرها، قال نوار، إن "الدولة الأولى يتم إفقارها لصالح الثانية.. والثانية تجتهد في (مرمطة) الأولى بكافة الوسائل والأساليب".
وأكد نوار أنه "لن تكون مصر الثانية مثل فيينا أبدا وهي تجاور عشوائيات متهالكة من كل جانب"، كاشفًا عن أن "ما يبنونه هناك يكذبون بشأنه، وأن القليل من الناس يعرفون أن عددا من المنشات التي يحتفلون بها هي هدية مجانية من الصين".