نشرت صحيفة "إندبندنت" مقالا للمخرج البريطاني المعروف
كين لوتش، ينتقد فيه فرقة "
راديوهيد" البريطانية، التي تعتزم إقامة حفل موسيقي في تل أبيب.
ويقول لوتش في بداية المقال: "فوجئت عندما قرأت في مجلة (رولينغ ستون) قول ثوم يوركي، من فرقة (راديوهيد)، بأن منتقدي إقامة الفرقة حفلا في تل أبيب كأنهم يقومون بـ(إلقاء البراز) على الفرقة في العلن، دون التحدث إليهم بشكل خاص، وهذا ليس دقيقا، وإن كان دقيقا فهو ليس مهما".
ويضيف المخرج في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21"، أنه "سواء كان نظام الأبارتايد أو التمييز العنصري في جنوب إفريقيا سابقا، أو نظام الأبارتايد في
إسرائيل اليوم، فعندما يطلب مجتمع مظلوم من فنانين عالميين مشهورين ألا يسمحوا للظالم بأن يستخدم أسماءهم ليغطي على انتهاكاته ضد حقوق الإنسان، يكون واجبنا الأخلاقي هو أن نستجيب لطلبهم، ويجب أن يكون الأمر يتعلق بهم وبحقوق الإنسان الخاصة بهم، ولا يتعلق بنا أو بشعورنا بالفخر".
ويتابع لوتش قائلا: "بحسب ما فهمت، فإن عددا من الفنانين تحدثوا مع (راديوهيد) بشكل خاص، على مدى الخمسة أشهر الماضية، بما في ذلك فنانون
فلسطينيون وإسرائيليون تقدميون، وطلبوا منهم لقاء لتوضيح الحاجة لاحترام
المقاطعة الثقافية لإسرائيل، التي دعا إليها المجتمع المدني الفلسطيني، وبحسب ما أعلم فإنه تم تجاهل هذه الدعوات".
ويمضي الكاتب قائلا: "حاولت أن أتواصل مع إدارة (راديوهيد)؛ لأعرض عليهم اللقاء مع فنانين فلسطينيين، وتم عرض هذا عدة مرات خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وإلى الآن لم يصل إلي أي رد من الفرقة أو إدارتها".
ويعلق لوتش قائلا: "هذا مخيب للآمال، ولا أدري من الذي يقدم الاستشارات للفرقة، لكن رفضها التفاعل مع الناقدين بخصوص حفلها في تل أبيب يشير، بالنسبة لي، إلى رغبة في سماع جانب واحد فقط – الجانب الذي يدعم الأبارتايد".
ويقول المخرج العالمي: "يقول يوركي إنه لن يحلم يوما في أن يقول لي (أين تعمل وماذا تفعل أو تفكر)، وعلى العكس، أظن أنه يجب علينا أن نناقش كيف يكون رد فعلنا للاستجابة لدعوات من المجتمع المظلوم، وفي هذه الحالة على (راديوهيد) أن تستمع لكلام أصدقائها، الذين يقولون لها بأن إقامة حفل في تل أبيب لا تعني فقط تقويض الكفاح لأجل حقوق الإنسان، لكن أيضا سمعة فرقة (راديوهيد)".
ويشير لوتش إلى أن "الموسيقيبن الفلسطينيين والفنانين والكتّاب وصانعي الأفلام والمنظمات الثقافية قاموا بدعوتنا للمشاركة في مقاطعة ثقافية ومؤسساتية لإسرائيل، بالضبط كما فعلنا خلال وجود نظام الأبارتايد في جنوب إفريقيا، وطلبوا منا على الأقل أن نمتنع عن تقويض كفاحهم لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، الذي أصبح عمره 50 عاما هذا الشهر، واستعماره لأراضيهم، ونظام الأبارتايد الذي يسيطر على جوانب حياتهم كلها".
ويقول المخرج: "يوبخنا يوركي بسبب استخدام كلمة الأبارتايد في غير مكانها، لكن التعريف مناسب بشكل جيد، حيث يطرد الفلسطينيون رجالا ونساء وأطفالا من بيوتهم ليحل محلهم مستوطنون إسرائيليون، وينظرون إلى بيوتهم تهدم، والمستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية تقام على أراض فلسطينية مصادرة، ويسافرون على شوارع مفصولة عنصريا، ويواجهون الإهانة على الحواجز الإسرائيلية".
ويضيف لوتش: "يعرف الفلسطينيون أن الفنانين الذين يتجاوزون خط احتجاجهم، بغض النظر عن نيتهم، ينتهي بهم الأمر بأنهم حسنوا صورة الظلم، وساعدوا على إطالته، في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل في الضرب بعرض الحائط بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة".
ويتابع الكاتب قائلا: "أنا وغيري لا نزال على استعداد لمقابلة يوركي وزملائه ومع فنانين فلسطينيين، وفرقة (راديوهيد) مهمة لكثير من الناس حول العالم؛ ليس فقط لأنها أنجزت أعمالا جيدة، أو لأن أعضاءها متميزون، لكن أيضا لأنه ينظر إليها على أنها فرقة تحمل أفكارا سياسية تقدمية، ولا أحد منا يريد أن يراها تقع في خطأ الظهور وكأنها توافق على الظلم الإسرائيلي، وإن ذهبوا إلى تل أبيب قد لا يستطيعون التخلص من تلك الوصمة".
ويختم لوتش مقاله بالقول: "تذكروا ماذا كان يقول لنا البطل الذي كافح ضد الأبارتايد ديسموند توتو: (ليس هناك حياد في حالات الظلم)، وعلى (راديوهيد) أن تقرر هل تقف في صف المظلوم أم الظالم، والخيار بسيط".