شلّ إضراب عام مناحي الحياة في الضفة الغربية المحتلة، الخميس، تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون
الاحتلال الإسرائيلية، فيما أقدم بعض الأسرى المضربين على خطوات تصعيدية.
تصعيد
وعرف
إضراب الأسرى في سجون الاحتلال تصعيدا تمثل في امتناع بعض المضربين عن الطعام عن شرب الماء، بالإضافة إلى انضمام أعداد جديدة من الأسرى للإضراب.
وقالت اللجنة الإعلامية المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير
الفلسطيني: "توقف عدد من الأسرى في عزل سجن أيلون الرملة، عن شرب الماء كخطوة احتجاجية على الإجراءات القمعية التي تنفذها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المضربين عن الطعام".
وأشارت اللجنة في بيان لها وصل "عربي21" نسخة منه، إلى "تدهور الوضع الصحي لعدد من الأسرى في سجن عوفر، ودخول بعضهم في حالة إغماء"، مؤكدة "انضمام أعداد جديدة من الأسرى في سجن النقب الصحراوي لمعركة الحرية والكرامة، مع قيام إدارة
السجون بعزل بعض الأسرى إجراء تنقلات".
من جهته شدد رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع؛ على أن الأسرى "مصممون على استمرار الإضراب حتى النهاية؛ برغم كل الظروف والإجراءات التعسفية من قبل سلطات الاحتلال بحقهم".
وأوضح قراقع، في حديث خاص لـ"عربي21"، أن سلطات السجون الإسرائيلية مستمرة في انتهاك حقوق الأسرى وتعمل باستمرار على، العزل التام لبعض الأسرى، وعدم السماح للمحامين بالتواصل معهم، ومنع الزيارات، واستمرار التنقلات من سجن لآخر، وتعمد التفتيش التعسفي المذل ومصادرة ملابسهم وملح الطعام".
وأكد أن كل ما يقوم به الاحتلال "لن يثني الأسرى عن الاستمرار في إضرابهم حتى نيل حريتهم وتحقيق مطالبهم المشروعة والعادلة".
محك رئيسي
وطالب قراقع، العالم وكافة المؤسسات الدولية بـ"التحرك، لأن تداعيات أي مكروه سيحدث لأي أسير ستصيب الجميع، وستنفجر المنطقة"، موضحا أن هذا الإضراب التاريخي يؤكد أن "قضية الأسرى هي قضية مفصلية وأساسية وثابت من ثوابتنا الوطنية الفلسطينية".
وأضاف: "الشعب الفلسطيني الذي يلتف حول قضية الأسرى والذي أصبح جزء من هذه المعركة، لن يسمح بتركهم وحدهم أو بالاستفراد بالأسرى"، منوها أن الفعاليات المساندة لإضراب الأسرى "ستستمر وتتطور أكثر واكثر ما دام الإضراب مستمرا، وما دامت دولة الاحتلال مستمرة في انتهاكاتها وجرامها بحق المعتقلين الفلسطينيين".
وقال قراقع: "على إسرائيل أن تدرك أن قضية الأسرى ليست هامشية، وهم ليسوا إرهابيين ومجرمين كما تدعي، بل هم أسرى حرية ومناضلين"، مؤكدا أن "قضية الأسرى هي محك رئيسي لأي سلام أو استقرار في المنطقة"، محذرا من أن السلوك الإسرائيلي تجاه الأسرى "قد يتسبب بسقوط شهداء في صفوفهم".
وأقامت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية وهيئة شؤون الأسرى والمحررين في وسط مدينة غزة خيمة للتضامن مع الأسرى على أرض "السرايا"، حيث أصبحت قبلة للمضامين مع الأسرى الفلسطينيين الذين يتعرضون لكافة أنواع التعذيب على يد سلطات السجون الإسرائيلية.
إضراب شامل
في السياق ذاته، شلّ إضراب عام مناحي الحياة في الضفة الغربية المحتلة الخميس تضامنا مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلية، استجابة لدعوة أطلقتها فصائل فلسطينية ومنظمات حقوقية تدافع عن الأسرى.
وكانت اللجنة الوطنية لإسناد إضراب الأسرى الفلسطينيين دعت في بيان صحفي لها الأربعاء، إلى الإضراب الشامل دعما للأسرى الذين يواصل أكثر من 1500 منهم الإضراب عن الطعام لليوم الـ 11 على التوالي.
وبينما أغلقت المدارس أبوابها بقرار من وزارة التربية والتعليم، أعلنت نقابة النقل والمواصلات تعليق عملها الخميس، دعما للمضربين، وأعلنت سلطة النقد الفلسطينية (حكومية) عن إغلاق البنوك العاملة في فلسطين.
وتزامنا مع دعوات إلى مسيرات أطلقتها حراكات شبابية باتجاه نقاط الاحتكاك مع قوات الاحتلال، قام شبان في عدد من المدن بإغلاق مداخل المدن بالحجارة وإطارات المركبات، فيما أغلقت المحلات التجارية أبوابها.
اقرأ أيضا: الأسرى يواصلون التحدي والاحتلال يواجههم بالتعتيم والتنكيل
واعتبر رئيس هيئة شؤون الأسرى، الإضراب الشامل في الضفة وغزة بمثابة "رسالة تدق ناقوس الخطر في وجه كل العالم؛ بأن الوضع أصبح صعبا، وهناك أسرى دخلوا مراحل صحية قاسية جدا نقلوا على إثرها للمستشفيات".
ودخل نحو 1500 أسير في كافة سجون الاحتلال في إضراب جماعي مفتوح عن الطعام منذ 17 من الشهر الجاري، للمطالبة بوقف سياسية الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي، والعمل على تحسين ظروفهم الاعتقالية في السجون، والحصول على حقوقهم في مقدمتها الرعاية الصحية.
وتعتقل سلطات الاحتلال أكثر من 6500 فلسطيني، بينهم 57 امرأة و300 طفل، في 24 سجنا ومركز توقيف، بحسب بيانات رسمية فلسطينية.