جدد الرئيس
اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، الاربعاء، من هجومه على الحكومة الشرعية والأمم المتحدة واتهمهما بـ"المتاجرة بمعانات اليمنيين"، وقال إن "دول الاستكبار والاستعمار العالمي"، تدعم
السعودية في حربها ضد اليمن.
وقال في بيان له، نشره على حسابه بموقع "فيسبوك" اليوم، إن الأمم المتحدة في ظل الحرب سوف تستمر في التسوّل والمتاجرة بمعاناة اليمنيين عاما إثر عام.. ولسان حالهم يقول: أوقفوا القصف والدمار.
في المقابل، وبعد هذا الهجوم، عبر عن شكره للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ونائبه للشؤون الإنسانية، استيفن أوبراين، على موقفهما المسؤول تجاه معاناة اليمن في مؤتمر الاستجابة الإنسانية الذي عقد أمس الثلاثاء في جنيف.
لكن هذا الموقف وفقا للمخلوع صالح، لا يكفي، بل يجب أن يمارس الأمين العام للمنظمة الدولية الضغط على مجلس الأمن الدولي بإصدار قرار ملزم بوقف العدوان على اليمن ووقف قتل اليمنيين، وإنهاء الحصار المفروض على الشعب اليمني، بعيدا عن أساليب المناشدة.
وكان جوتيريش قد أعلن الثلاثاء، في ختام مؤتمر جنيف أن الدول المانحة تعهدت بتوفير نحو 1.1 مليار دولار للمساعدات الإنسانية لليمن.
وقدم الرئيس اليمني المخلوع، النصح للأمم المتحدة بأن وجودها لا يجب أن يكون رهنا بسطوة مال الدول النافذة والغنية والمتجبّرة، وبالتالي الوقوف موقف المتفرج أمام جرائمها التي ترتكب ضد الشعوب والدول بدون أي مبرر أو مسوّغ قانوني أو أخلاقي.
وتساءل عن الأموال التي ستجمعها الأمم المتحدة من المانحين الدوليين والمقدرة بمليار ومئة مليون دولار لليمن، أين ستذهب؟ هل ستكون الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة نفسها هي المسؤولة عن استيعاب تلك الأموال وتوجيهها لتأمين حاجة اليمنيين في كل الأرض اليمنية؟
محذرا من تسليمها إلى من صفهم بـ"القربة المخزوقة" المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، ورئيس حكومته، أحمد بن دغر وأعوانهم.
في الوقت نفسه، اتهم
علي صالح سلفه الرئيس هادي وبن دغر بالمتاجرة بمعاناة اليمنيين وتحويلها إلى سلعة للتسول ومصدر للارتزاق بعدما باتت البلاد في سوق النخاسة.
دول الاستكبار العالمي
وبحسب صالح فإنه لا يمكن لأي يمني أيا كان أن ينسى الجرائم البشعة التي ترتكب في حق اليمن من قِبل دول شقيقة وجارة (في إشارة للسعودية)، لكنه لم ينس الزج بالولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل التي أسماها "دول الاستكبار العالمي والجبروت الاستعماري" ـ وهي عبارة استعارها من خطابات زعيم
الحوثيين، عبد الملك الحوثي ـ واتهمها بدعم الحرب عليهم.. وبالمال العربي.
وهاجم ممثل السعودية في مؤتمر الاستجابة الإنسانية بجنيف، وقال إنه يتبجح بأن بلاده والإمارات قدمت 10 مليارات دولار إلى الحكومة الشرعية، لكن لم يعرف مصيرها.
كما امتدح الموقف الروسي الذي عبر عنه، نائب وزير خارجيتها السيد "جينادي جاتيلوف" في كلمته التي ألقاها بمؤتمر الاستجابة الإنسانية لليمن، والذي طالب بوقف ما أسماه بـ"العدوان"، قبل تقديم فتات المال الذي يمكن له سد جزءا من حاجة الناس لبعض الوقت.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف، أمام المؤتمر إن بلاده لا يمكنها قبول ما وصفه بالحصار. مضيفا أن "هناك شائعات مقلقة عن هجوم على الحديدة ثم تحرك نحو صنعاء. هذا أمر لا يمكننا السماح بوقوعه".
وتتواصل تحذيرات الروس من قيام
التحالف الذي تقوده السعودية بهجوم على ميناء الحديدة الذي يسيطر عليه الحوثيون وهو شريان المساعدات للملايين من الناس في مدن شمال البلاد، فيما يتهم التحالف جماعة الحوثي باستغلال الميناء في تهريب الأسلحة ونهب المساعدات.
دعا للحوار
وفي سياف مواز، جدد صالح دعوته للسلام والحوار مع من وصفها بـ"الجارة السعودية" وكذا أبناء جلدته وإخوانه ورفاقه في الوطن والمصير.
وفي رسالة موجه لحلفائه في جماعة الحوثي، قال إن رفض كل الضغوطات والإغراءات وأساليب الترهيب، والعروض بمئات الملايين من الدولارات للاصطفاف ضدها. لافتا إلى أن ثمن هذا القرار تعرضه للاستهداف الشخصي وتدمير منازله وممتلكاته هو وأقاربه، ورفاقه في حزب المؤتمر الشعبي (الجناح الموالي له).
وأبدى تمسكه بتحالفه مع حركة "أنصار الله" الحوثية، والوقوف في خندق واحد ضد ما أسماه بـ"العدوان" ومخططاته ومشاريعه التمزيقية.