هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعرف أن كثيرين ستعميهم غشاوات الاستقطاب والتحيز عن فهم هذه المقالة... ولكني أقول مؤمنا... "كُلُّنَا أُمُّ خالد سعيد"!
خبرة أردت أن أخوضها بعد ثورة يناير، وعملت - كما ذكرت آنفا - في مجالات تتعلق بالحفاظ على المجتمع ووحدته وتماسكه
بدا الأمر كتكوين واصطناع الحالة التي تتعلق بالجناح المدني المهيض، وتغول العسكر وتمكنهم من كثير من المفاصل التي هيمنوا عليها. وكان ذلك بداية خطيرة للسير في تدبير يتعلق بفقدان الميدان، وإخصاء وحل البرلمان
هل كان المغفلون يعتقدون أن السيسي، وقد طالبوه بالتدخل، سيعزل الرئيس المنتخب ويختار أحداً منهم؟!
لعب الإعلام دور "الساحر" في فترة ما بعد ثورة 25 يناير وحتى انقلاب 3 يوليو، ونجح في قلب ظهر المجن لقوى الثورة المدنية والإسلامية وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، بحسب مراقبين.
بدا ذلك التنافس الاستقطابي لا يستفيد منه إلا المجلس العسكري.. ظلت المحاولة على هذا النحو.. كثير ممن يسمى بالنخبة يتنافس بطلب ود العسكر، فضعفت كل الأطراف، وتعلق المجلس العسكري فصار حاكما بأمره، ويمارس كل ما من شأنه أن يمكن له من صياغة مستقبل يعوق كل مسيرة لأي حكم مدني قادم
حينما أتت الأحداث على نحو تدافع في مصلحة الميدان، كان هؤلاء في المجلس العسكري من قادة العسكر يرسمون صورة لأنفسهم وكأنهم مع الثورة ومع الثوار
دخل الدور السياسي على دور إعلامي لم أخطط له، إنها الثورة تتوالى إرهاصاتها، دعوة من الشباب لوقفات ومسيرات وتظاهرات في 25 من يناير تنادي بعزل وزير الداخلية وشعارات على استحياء تطالب بإسقاط النظام
كانت الثورة لتشكل هذا الحدث الفارق وتفرض حالة أخرى على مراحل عمل ودور في مجال السياسة. إنه الدور السياسي يطل من بوابة حركية ومن مركزنا البحثي مركز الحضارة الواقع في ميدان التحرير، وكأن المكان والنموذج والثورة الدافعة كانت بمثابة شرارة جامعة لدور لم أكن قد خططت له
يتوقف بي القلم عند هذا الحد لأستكمل مسيرة النقد الذاتي لأحوالي وأدواري
طالعتنا صحيفة الأهرام بحديث صحفي مطول لأحد أساتذة العلوم السياسية المبرزين على المستوى العالمي والإقليمي، أو على حد تعبير تلك الصحيفة في وصفها له بـ"أستاذ العلوم السياسية المرموق"
مع مرور تسعين عاما على تأسيس جماعة الإخوان، فإن نقطة القمة (الملغومة) التي وصلت إليها الجماعة كانت بالوصول إلى حكم مصر. وقد حدثت هذه الطفرة المفاجئة للجماعة عقب ثورة 25 يناير 2011؛ التي شاركت فيها الجماعة، وساعدت على تحويلها بالفعل من مجرد مظاهرة لبضع ساعات في ميدان التحرير إلى ثورة شعبية
إن الزج بأحداث لم تحدث على رواية أو فن سردي يفقدهما مقوماتهما الفنية على الفور، ويجعله أقرب إلى الادعاء والافتئات والظلم. وإن مناقشة الأفكار ودفعها أمر معهود في الرواية العالمية والعربية، على ألّا يكون الاتهام حاضرا، بخاصة إذا كان ضد غائبين
رغم مرور سبعة أعوام على ثورة يناير، يمكننا القول إن توق الجمهور إلى الحرية والانعتاق من حكم العسكر الظالم لا زال قائماً في قرارة نفوسهم
هل يمكن القول إن ثورة يناير قد انتهت إلى حيث لا رجعة؟ الدارس لتاريخ الثورات يقول عكس ذلك تماماً
فُتِحَتْ آفاق الحياة في مثل هذه الأيام من عام 2011م، إنه كانون الثاني/ يناير، شهر لم تر مصر له مثيلا منذ عشرات السنين