لن أتوسع في أسئلة تثير الشكوك، وتفتش في الضمائر، لأن ذلك قد يهدر الأمل الوحيد الممكن، وقد يدمر جنين التغيير المنشود، خاصة لمواطن مثلي تربى على الحلم بدولة وحدة عربية كبرى، فإذا به يعاني من التمزق والتشتت والتناحر داخل القطر الواحد.
من يقود الحراك الوطني نحو فكرة تكوين شعب وبناء وطن للجميع؟، وهل يتصور أي ناصري عاقل أنه يمكن تحقيق مشروع ثوري وطني بدون الإسلاميين؟، وهل يؤمن الناصري مثلا أن عبد الناصر كان معاديا للإسلام والمسلمين.
اليوم يأتي أكبر مسؤول في فترة الانحطاط طوال ثلاثة عقود حكم فيها مصر، ليحدثني عن الكرامة والقوة والمهابة والطائرة "توبوليف" التي تشبه الآن عربات الكارو بين الطائرات المقاتلة.
تابعت القمة العربية الإسلامية الأمريكية، ليس بهدف التعرف على مجرياتها، لأنها مجرد تكرار لأغنية مملة حفظت كلماتها وألحانها من فرط تكرارها، وليس بهدف التعرف على نتائجها، لأنها "قمم" بلا نتائج... فمن أين تأتي النتائج الجديدة والمقدمات لا تتغير؟!، وليس حتى بهدف مشاهدة النصف النسائي الجذاب من آل ترامب
لهذا يسكنني حزن غامض.. لا يسلبني أملي، ولا يشعرني بانقباض محبط، بقدر ما يسمو بالنفس فوق أوجاع المرحلة، ويحرضني على حفر ثغرة في الجدار، وعلى هدف العثور على طريق يأخذنا بعيدا عن المهلكة.