قتل 16 مدنيا، الثلاثاء، في هجوم بسيارة مفخخة نفذه
تنظيم الدولة، على تخوم حي الثورة في الجانب الغربي لمدينة
الموصل (شمالا)، بحسب مصدر عسكري.
وقال النقيب خضر الأسدي، في قوات جهاز مكافحة الإرهاب (تابع لوزارة الدفاع)، اليوم، إن "انتحاريا من عناصر تنظيم الدولة، يقود سيارة مفخخة هاجم القطعات (الوحدات) العسكرية التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب المتمركزة في حي الثورة غرب الموصل".
وأضاف أنه "عندما فشل التنظيم في الوصول إلى الهدف بسبب التصدي المحكم له، وبعد محاصرته، فجر سيارته بأحد الأزقة السكنية".
وتابع بأن "التفجير تسبب بمقتل سبعة رجال، و خمسة نساء، و أربعة أطفال، وتدمير منزلين سكنيين، وإعطاب أربعة سيارات مدنية كانت متوقفة في مكان الحادث".
وأشار إلى أن "القوات تسيطر على حي الثورة بالكامل، إلا أنها لم تقم بعد بعمليات تطهير له، الأمر الذي أخر رفع العلم
العراقي فوق مبانيه".
والموصل ذات كثافة سكانية سنية، وثاني أكبر مدن العراق، سيطر عليها تنظيم الدولة صيف 2014، وتمكنت القوات العراقية خلال حملة عسكرية بدأت في تشرين الأول/ تشرين الأول 2016، من استعادة النصف الشرقي للمدينة.
ثم بدأت القوات العراقية في 19 شباط/ فبراير الماضي مرحلة ثانية من الحملة العسكرية بهدف انتزاع الجانب الغربي للمدينة من قبضة تنظيم الدولة.
ويقول القادة العسكريون العراقيون إن قواتهم استعادت حتى الآن نصف مساحة الجانب الغربي للمدينة، لكنها تواجه صعوبات كبيرة بالتقدم في أحياء المدينة القديمة ذات الأزقة الضيقة المكتظة بالمدنيين.
نصف مليون نازح
وعلى صعيد ذاته، نزح حوالي نصف مليون شخص جراء المعارك التي انطلقت قبل ستة أشهر لاستعادة الموصل من قبضة تنظيم الدولة، حسبما أعلنت منظمة الأمم المتحدة الاثنين.
وبدأت القوات العراقية في 17 تشرين الأول/ أكتوبر، عملية واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على الموصل، وتمكنت مطلع العام الحالي من بسط سيطرتها على الجانب الشرقي للمدينة.
لكن الهجوم الذي بدأ في شباط/ فبراير لاستعادة الجانب الغربي من المدينة أدى إلى ارتفاع حاد في أعداد
النازحين.
ونقل بيان عن ليز غراند منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في العراق قولها إن "أعداد المدنيين الذين يواصلون الهرب من مدينة الموصل مذهل".
وأضافت أن "أسوأ فرضية عندما بدأ القتال كانت احتمال فرار مليون شخص من الموصل. وحاليا يبلغ عدد النازحين نحو 493 ألفا".
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى بقاء حوالي نصف مليون آخرين تحت سيطرة الجهاديين في الجانب الغربي من الموصل.
وأكدت غراند أن "الموصل استهلكت أقصى طاقاتنا العملانية".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش دعا خلال زيارة قام بها إلى مخيم قرب الموصل في 31 آذار/ مارس إلى مزيد من التضامن الدولي لأن جهود المساعدات تعاني نقصا في الموصل.
وتمكنت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن خلال الأشهر الماضية من استعادة غالبية المناطق التي سيطر عليها الجهاديون في العراق بعد هجومهم الواسع النطاق عام 2014.