دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الضربة الأمريكية التي قام بها الجيش الأمريكي في سوريا، بعد الانتقادات التي وجهها أعضاء الكونغرس الأمريكي وبعض المحللين العسكريين حول جدوى الضربة الجوية على قاعدة الشعيرات بريف حمص، والتي لم تجهز على المدارج رغم قصفها بـ59 صاروخ من طراز توماهوك واسع التأثير.
وقالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير لها ترجمته "عربي21"، " إن مسئولين في إدارة ترامب أكدوا أن المطار المستهدف خرج عن العمل بعد استهداف محطات التزود بالوقود وحظائر الطائرات وبعض الطائرات، لكن النظام السوري استخدم القاعدة مجددا لضرب المدنيين في أقل من 48 ساعة على ضربها ما يشكك في جدوى الضربة.
ودفعت الانتقادات ترامب للرد عبر تويتر حيث قال مغردا: "السبب الذي جعلك لا تصل إلى المدارج عموما هو أنها سهلة وغير مكلفة لإصلاحها بسرعة".
مخاطر كبيرة
وقال مساعدو ترامب إنهم لا يستبعدوا بشكل قاطع الضربات المستقبلية ضد قوات الأسد، لكنهم حذروا من أن قرار الرئيس (ضرب النظام السوري) لا يشير إلى زيادة انتشار القوات الأمريكية على الأرض.
ووجه ترامب رسالة السبت إلى الكونغرس قال فيها، إن هدف ضرب سوريا يتمثل في "تحطيم قدرة الجيش السوري على شن المزيد من الهجمات بالأسلحة الكيماوية، وثني النظام السوري عن استخدام أو انتشار تلك الأسلحة، وبالتالي تعزيز الاستقرار في المنطقة، وتجنب تدهور الكارثة الإنسانية الحالية في المنطقة ".
وبحسب الصحيفة فقد اعترف كبار المسؤولين في إدارة ترامب بأن العملية المستهدفة لم تقض على قدرة الأسد في شن هجمات كيميائية جديدة، وأشارت أن محللين في السياسة الخارجية قالوا، إن إصدار أمر بضربة عسكرية قبل وضع استراتيجية للتعامل مع الأوضاع في سوريا؛ يحمل مخاطر كبيرة على البيت الأبيض.
ولم يطلب البيت الأبيض من الكونجرس الإذن بالضربة على سوريا، ولم يقدم أي تفسير عام حتى بعد انتهاء المهمة.
وأدى ذلك إلى ردود فعل داخلية في الولايات المتحدة، حيث انتقد أعضاء من الحزب الجمهوري بالإضافة للعديد من الديمقراطيين، ترامب لتصرفه على نحو متهور و"خيانة" معارضته السابقة للتدخل الأميركي في سوريا.
وتساءلوا عما إذا كانت إدارة ترامب، في مداولاتها السريعة على مدى أقل من ثلاثة أيام، قد نظرت بشكل كامل في كيفية التعامل مع العواقب المجهولة للهجوم الصاروخي.
أولويات الإدارة
وحول مستقبل التعامل ترامب مع سوريا قالت واشنطن بوست، أن الإدارة الأمريكية ستنتهي قريبا من من مراجعة استراتيجية طويلة الأجل لمحاربة تنظيم الدولة في سوريا والعراق، كخطوة مقدمة على إزالة نظام الأسد من السلطة.
وكان وزير الخارجية ريكس تيلرسون قال في مقابلة مع صحيفة "سي بي اس" الإخبارية أن الأولوية تتركز في هزيمة تنظيم الدولة.
وأضاف: "بمجرد أن يتم تخفيض تهديد داعش أو إزالته، أعتقد أننا يمكن أن نوجه اهتمامنا مباشرة إلى استقرار الوضع في سوريا، ونأمل أن نتمكن من منع استمرار الحرب الأهلية وأن نجمع الطرفين على طاولة المفاوضات السياسية".