سياسة عربية

حزن يلف مصر.. غضب شعبي والسيسي يستعين بالجيش (شاهد)

عشرات القتلى والجرحي بتفجير كنيسة مار جرجس بطنطا- تويتر
أدى تفجير كنيسة مار جرجس، بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، صباح الأحد، وما أسفر عنه، من وقوع نحو 27 حالة وفاة، 78 إصابة، إلى انتشار موجة عارمة من الغضب والحزن الشعبي بمصر، لامست احتفالات المسيحيين بأحد السعف "أحد الشعانين"، وعيد القيامة، الذي يستمر حتى الأحد المقبل.


وتضاربت الروايات حول سبب الحادث بين القول إن انتحاريا دخل الكنيسة وبحوزته عبوة ناسفة قام بتفجيرها داخلها، أو القول إن عبوة شديدة الانفجار وُضعت في الصف الأول بقاعة الصلاة، أو القول إنه كان هجوما فرَّ من قاموا به.

وأصدر رئيس الانقلاب، عبد الفتاح السيسي، العائد لتوه، الجمعة، من زيارة استمرت أسبوعا للولايات المتحدة الأمريكية، قرارا بفتح مستشفيات القوات المسلحة، أمام مصابي الحادث، بحسب فضائية "سي بي سي".

وأكدت مصادر حكومية، أن رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، سوف يعقد اجتماعا مع عدد من الوزراء، لبحث تداعيات الانفجار، والتعويضات اللازمة للضحايا، وحصر الخسائر.

وأكد مصدر أمني بمديرية أمن الغربية، أن رئيس الوزراء ووزير الداخلية، سيتوجهان إلى موقع الحادث، للوقوف على ملابساته، وزيارة المصابين.


ويأتي الحادث على الرغم من تشديد وزارة الداخلية المصرية ترتيباتها الأمنية في محيط الكنائس المصرية ودور العبادة الخاصة بالمسيحيين، استعدادا لاحتفالات "أسبوع الآلام"، التي تبدأ، الأحد، ولتجنب حدوث أي محاولات لاستغلال المناسبات المسيحية لتنفيذ تفجيرات، مثلما حدث في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بتفجير الكنيسة البطرسية في العباسية، الذي أسفر عن مقتل 25 شخصا.

ويأتي التفجير قبل أيام من زيارة مرتقبة للبابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان،  إلى القاهرة، نهاية نيسان/ أبريل الجاري، حيث بدأت الأجهزة الحكومية بالاستعداد لها.

الطائفة الإنجيلية: عمل إرهابي خسيس

وسيطر الغضب الشديد على أركان الكنيسة المصرية إزاء الحادث. وفيما لم تصدر الكنيسة الأرثوذكسية أي بيان حول الحادث، أكد رئيس الطائفة الإنجيلية، أندريا زكي، أن الانفجار عمل إرهابي "خسيس وجبان"، هدفه ترويع المصلين الآمنين، أثناء احتفالاتهم بـ"عيد السعف".

وشدد، في مداخلة لفضائية "اكسترا نيوز"، على "تمسك المسيحيين، بوحدتنا وبوطنيتنا".


الأزهر يدين: "جريمة بشعة"

ومن جهته، أدان الأزهر، بشدة، "التفجير الإرهابي الخسيس"، بحسب بيان له، مشددا على أنه يمثل جريمة بشعة في حق المصريين جميعا.

وأكد الأزهر، في بيانه، تضامنه مع الكنيسة المصرية في مواجهة الإرهاب، وثقته الكبيرة في قدرة رجال الأمن على تعقب الجناة، وتقديمهم للعدالة الناجزة.

وشدَّد على أن المستهدف من هذا التفجير الإرهابي الجبان هو زعزعة أمن واستقرار مصرنا العزيزة ووحدة الشعب المصري، وفق وصفه.

دفاع البرلمان: "خيانة عظمى"

وأعرب عدد من أعضاء "مجلس نواب ما بعد الانقلاب" عن غضبهم إزاء الحادث.

وعبَّر وكيل لجنة الدفاع والأمن القومي بالمجلس، النائب يحيى كدواني، عن استيائه، داعيا "الدولة" لاتخاذ اتجاه صارم في مواجهة الإرهاب.

وقال، في تصريحات صحفية، إن تلك الحوادث الإرهابية التغ تستهدف الكنائس المصرية تمثل خيانة عظمى لأناس تجردوا من الإنسانية والرحمة، على حد قوله.

تفجير يفسد الاحتفال والفرحة

ويتزامن التفجير الذي حدث، مع احتفال الكنائس المصرية، الأحد، بأحد "الشعانين"، باعتباره اليوم الذي دخل فيه السيد المسيح للقدس، حيث تم استقباله بـ"سعف النخيل"، وأغصان الزيتون، ويُعد مدخلا لـ"أسبوع الآلام"، إذ تُقام صلوات أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء، في حين يداوم المسيحيون على التواجد بكنائسهم من الخميس المعروف بخميس العهد، حتى الاحتفال بـ"عيد القيامة"، الأحد المقبل.

وقد رأس بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، تواضروس الثاني، الصلاة، صباح الأحد، بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية (الكنيسة المرقسية الكبرى)، وذلك للمرة الأولى منذ جلوسه على الكرسي البابوي، بعدما سبق أن اعتاد على إقامة هذا "القداس" بدير وادي النطرون.

وهنأ تواضروس، في كلمته، المسيحيين بالعيد، وقال إن الْيَوْمَ يوم فرح، موضحا أنه حدث مفرح، لذلك فإن كل الألحان التي تقال خلال الصلاة مفرحة ومبهجة، مضيفا أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش في فرح، إلا إذا توافرت به ثلاث صفات يتعلمها من أحد الشعانين، هي: "النقاوة والوداعة والتسبيح".


أكبر تفجير بعد "البطرسية"

ويُذكر أنه في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، فجَّر مهاجم انتحاري نفسه في قاعة للصلاة بالكنيسة البطرسية الملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة موقعا 25 قتيلا أغلبهم من النساء والأطفال.

وقبل ثمانية أيام قتل شرطي وأصيب 12 آخرون في انفجار أمام مركز تدريب لقوات الشرطة في طنطا، وأصيب ثلاثة مدنيين أيضا.