في خطوة غير مسبوقة، أعلنت روسيا الخميس أنها تعترف بـ"
القدس الغربية" عاصمة لـ"
إسرائيل"، و"القدس الشرقية" عاصمة للدولة الفلسطينية، وهو ما يجعلها أول دولة في العالم تعترف بأي جزء من مدينة القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت وزارة الخارجية الروسية، في بيان لها بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، أن "القدس الشرقية هي العاصمة للدولة الفلسطينية، بينما القدس الغربية فقط عاصمة لإسرائيل"، وفق ما نقله موقع "I24" الإسرائيلي.
وقالت: "موسكو تشعر بقلق عميق إزاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مؤكدة أن "الحالة على أرض الواقع آخذة في التدهور، في الوقت الذي لم تعقد بين فلسطين وإسرائيل مفاوضات سياسية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات".
وأضافت: "لقد أدى توقف عملية السلام إلى خلق ظروف للتحركات من جانب واحد تقوض إمكانية التوصل إلى حل مقبول دوليا للمشكلة الفلسطينية، الذي يمكن بموجبه لدولتين (إسرائيل وفلسطين) أن تعيشا في سلام وأمن مع بعضهما البعض ومع جيرانهما".
وجددت الخارجية الروسية "تأييدها لحل الدولتين كخيار أمثل يفي بالمصالح الوطنية للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وكلاهما له علاقات ودية مع روسيا، ومصالح جميع البلدان الأخرى في المنطقة والمجتمع الدولي كله".
وقالت في بيانها: "نؤكد من جديد التزامنا بالمبادئ التي وافقت عليها الأمم المتحدة من أجل تسوية فلسطينية - إسرائيلية، تشمل وضع القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية العتيدة، وفي الوقت نفسه، يجب أن نعلن أننا نرى في هذا السياق القدس الغربية عاصمة لإسرائيل".
وبصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، وهي أحد المشاركين في رعاية عملية السلام وعضو نشط في المجموعة الرباعية للوسطاء الدوليين في الشرق الأوسط، أكدت روسيا أنها "ستواصل تقديم المساعدة لتحقيق الاتفاقات الإسرائيلية الفلسطينية، مع ضمان حرية الوصول إلى الأماكن المقدسة في القدس لجميع المؤمنين".
وتأتي خطوة موسكو المفاجئة بينما يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية نقل السفارة الأمريكية من "تل أبيب" إلى مدينة القدس المحتلة.
ورفض مسؤولون إسرائيليون في القدس في بداية الأمر التعليق على بيان الخارجية الروسية، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية عمانوئيل نحشون: "نحن ندرس المسألة".
وقال موقع "تايمز أوف إسرائيل" في تقرير له: "في الوقت الحالي ما زال من غير الواضح إن كانت الحكومة الإسرائيلية ترحب بالاعتراف الروسي، حيث إنها تعتبر كامل القدس عاصمتها الأبدية الموحدة".
وأشار الموقع إلى أن الاعتراف الروسي هذا قد "يبدو كرفض لسيادة إسرائيل في الجزء الشرقي، الذي سيطرت عليه عام 1967 وقامت بعدها بضمه"، منوها بأن "الخطوة الروسية تعطي إسرائيل الشرعية لإعلان القدس عاصمتها"، وفق زعمه.
ووصفت صحيفة "جيروزاليم بوست" هذه الخطوة بـ"المفاجئة"، مشيرة إلى أنه "ليست هناك أي دولة أخرى في العالم تعترف بأي جزء من القدس عاصمة لإسرائيل".
وفسرت الصحيفة ما ورد في بيان الخارجية الروسية بشأن ما يمكن أن يكون عليه وضع القدس الغربية في المستقبل كـ"تحول حاد" في الموقف الروسي من قضية القدس، إلا أن الاتحاد السوفيتي، ومن ثم روسيا، أكدتا مرارا في وقت سابق دعمهما لفكرة تقسيم القدس لجزأين، لكي تمثل غرب المدينة عاصمة الدولة الإسرائيلية وشرقها عاصمة للدولة الفلسطينية.
وتحدث، الخميس، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هاتفيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "ولكن يبدو أنه لم يتم الحديث عن اعتراف موسكو بـ"القدس الغربية" عاصمة لإسرائيل".