شكل إعلان تركيا رسميا عن انتهاء عملية "درع الفرات" مساء الأربعاء الماضي، مادة دسمة للنقاش والجدل بين الأوساط السورية، سيما وأن الإعلان جاء مفاجئا للجميع.
وبدا حديث تركيا عن نجاح عمليتها العسكرية التي نفذتها بمساندة فصائل من الجيش الحر، والتي بدأتها في آب/أغسطس الماضي ضد تنظيم الدولة، "غير مقنع" لدى البعض، عند الأخذ بعين الاعتبار بقاء مدن وبلدات خارج سيطرة درع الفرات، مثل منبج وتل رفعت ومناطق أخرى تسيطر عليها الوحدات الحماية الكردية.
وكما تركت تركيا الباب مواربا أمام احتمال تنفيذها لعمليات عسكرية أخرى ضد تنظيم الدولة أو أي تهديد لأمنها في الداخل السوري، لكن بمسمى آخر، بحسب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، ألمح رئيس المكتب السياسي في "لواء المعتصم"، مصطفى سيجري، إلى عودة الدور التركي العسكري في قادم الأيام، إن كانت المصلحة تقتضي بذلك.
اقرأ أيضا: تركيا تعلن رسميا عن نهاية عملية "درع الفرات".. ماذا بعد؟
ورغم الانطباع "السلبي" الذي أشاعه توقف المعركة عند الكثير من المراقبين، رأى سيجري في حديث لـ"
عربي21"، في هذه الخطوة "بداية لمرحلة جديدة وبأدوات مختلفة"، كما قال.
واستدرك سيجري قائلا: "أما حربنا كثوار على الإرهاب الأسدي والداعشي والانفصالي فلم ولن تتوقف".
وأضاف أن "هناك محاولات لحشر تركيا في الزاوية، وهناك توازنات دولية وإقليمية لربما تقوم تركيا بمراعاتها، إلا أننا كثوار لن نعجز في الاستمرار".
ورد سيجري على سؤال "
عربي21" حول البلدات التي كانت من ضمن أهداف معركة "درع الفرات"، ولم تتم استعادتها، مثل "منبج وتل رفعت ومنغ"، بالقول: "إن ما عجزت عنه العسكرة، لن تعجز عنه السياسة".
وفي ظل تعقد المشهد السياسي، يرى المراقب السياسي، درويش خليفة، في إعلان تركيا انتهاء درع الفرات بعد تحقيقها لأهدافها، "وجهة نظر تركية بحتة، مهتمة بأمنها القومي".
وبالمقابل استدرك خليفة: "لكننا كسوريين، كنا نأمل ألا تنتهي هذه المعركة، قبل تحرير منبج وحلب التي تم البت في مصيرها كجزء من مشروع دولي، كان أحد أثمانه معركة درع الفرات".
وأضاف لـ"
عربي21": "ليست مشكلتنا مع التسميات، مشكلتنا مع الأهداف"، وذلك في إشارة منه إلى حديث رئيس الوزراء التركي عن استعداد تركيا لبدء عمليات جديدة في الداخل السوري بمسمى آخر، غير درع الفرات.
ومن الواضح بحسب خليفة، أن ضغوطا دولية وقفت وراء انتهاء معركة درع الفرات، الذي ألمح إلى قيام الدول الفاعلة بخلط أوراق المنطقة، من خلال دعمها لقوى على عداء مع تركيا.
من جانب آخر، فتح انتهاء معركة درع الفرات، باب التساؤلات واسعا أمام عدة تساؤلات أخرى، من أهمها بقاء القوات التركية أو انسحابها من الداخل السوري، وفي هذا الإطار أفادت مصادر محلية، عن قيام قوات الجيش التركي بإنشاء المزيد من القواعد العسكرية في ريف حلب الشمالي، في محيط مدينة مارع، على مقربة من خطوط التماس مع وحدات الحماية الكردية، الأمر الذي يعني بحسب المصادر، بقاء هذه القوات في الداخل السوري.