برزت في السنوات الأخيرة العديد من المؤشرات التي تؤكد حيازة حركة المقاومة الإسلامية "
حماس" التي تسيطر على قطاع غزة على اهتمام المراقبين والمتابعين للشأن الفلسطيني والعربي؛ وبدت لاعبا مهما في الساحة العربية وخاصة الفلسطينية.
وأوضحت "حماس" في بيان لها وصل "
عربي21"، نسخة منه؛ أنها "تعكف على إصدار وثيقة سياسية جديدة تعكس نهجها وفكرها" والتي تتضمن العديد من القضايا الجدلية التي تحيط بالحركة ورؤيتها السياسية وعلاقتها بجماعة
الإخوان المسلمين.
وأشارت الحركة؛ إلى أنه "وجهت لها الكثير من الاتهامات بأن هذه الوثيقة (من المتوقع صدورها قريبا) تضمن تغييرا في مواقف الحركة خاصة في بعض القضايا الشائكة والجدلية"، منوهة إلى أن هذه القضايا "كانت مثارة منذ نشأة الحركة؛ ولم يتغير موقف حركة حماس منها؛ وأجاب عنها مؤسسها الشيخ الشهيد
أحمد ياسين في مقابلات تلفزيونية أجريت معه في العامين 1998 و1999".
وفي ما ياتي أهم القضايا ورأي الشيح ياسين فيها:
العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين
قال مؤسس حركة "حماس" الشيخ أحمد ياسين؛ "إن الحركة خرجت فكريا من رحم الإخوان المسلمين، لكن لا يوجد بينها وبين الإخوان في مصر أي علاقات أو ارتباطات تنظيمية"، لافتا إلى أن حركة "حماس تواجه واقعا فلسطينيا وتتصرف بحسب هذا الواقع، وليس بحسب أي واقع عربي".
وأضاف الشيخ: "الحركة لا تتدخل في شؤون الدول العربية"، موضحا أن "حماس مستقلة في سلوكها وقرارها بما يخدم شعبها ووطنها".
دولة فلسطينية على حدود 1967
وعن موقف "حماس" من إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967؛ أكد ياسين "قبول الحركة بذلك بشكل مرحلي؛ إذا تحققت شروط التهدئة التي طرحها الشيخ سابقا؛ والمتمثلة بزوال آثار الاحتلال من مستوطنات ومعتقلات والضغوط الداخلية والاقتصادية والحدود المغلقة بعد الانسحاب الكامل من الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967".
وتابعت: "كما أنه اشترط أن تكون
القدس الشريف هي العاصمة، إضافة إلى عدم تدخل إسرائيل في شؤوننا وأمننا وحركتنا، وأن يأخذ شعبنا حقه في تقرير مصيره كاملا".
من يحكم حركة حماس
شدد مؤسس "حماس"، الشيخ ياسين؛ "على عدم تداخل أدوار القيادة في حركة حماس؛ فالقيادة السياسية ترسم الخطوط العامة في المواجهة بما يجب أن يكون وألا يكون، في حين تحدد قيادة الجناح العسكري للحركة الطريقة التي يراها مناسبة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي".
وأضافت على لسان مؤسسها الشهيد: "فمهمة اختيار الزمان والمكان منوطة بهم، والظروف المحيطة بهم هي التي تعطيهم كيفية الحركة والمقاومة".
هنية: مبادئ خمسة رسخها ياسين
بدوره؛ أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في كلمة له خلال زيارته برفقة وفد من قادة الحركة لبيت الشيخ ياسين؛ أن "قيادة الحركة ستظل وفية للمبادئ والقيم التي رسخها الشيخ أحمد ياسين خلال مسيرة حياته الطويلة".
وأشار هنية إلى خمسة مبادئ زرعها الشيخ ياسين، شدد أولها على أن "فلسطين كل لا تتجزأ، ولا يمكن التفريط أو التنازل عن شبر منها"، منوها إلى أن "غزة لن تكون خارج فضاء فلسطين، ولا دولة فلسطينية بدون غزة ولا دولة داخلها".
وأوضح أن المبدأ الثاني؛ هو أن "المقاومة خيار استراتيجي، تحقق فيه الحركة تطلعات شعبنا بالحرية والعودة والاستقلال"، لافتا إلى أن "هذه المقاومة العظيمة عصية على الكسر وهي مستمرة حتى تكون الأرض حرة".
وأضاف هنية: "وحماية الوحدة الوطنية الفلسطينية هي المبدأ الثالث الذي علمنا إياه الشيخ، وهذا يوم نسعى فيه جاهدين لتحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام؛ فنحن نريد سلطة واحدة وحكومة واحدة ونظاما سياسيا واحدا وبرنامجا وطنيا نتفق عليه"، منوها إلى أن المبدأ الرابع تمثل في "أن قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل قضية العرب والمسلمين".
وأكد أن "حماس حريصة على عمقها الاستراتيجي؛ العربي والإسلامي، وتعمل على بناء علاقات سياسية منفتحة مع الدول العربية والإسلامية كافة"، مضيفا أن "الخامس؛ هو أن قضية فلسطين ذات بعد إنساني، وهذا ما عشناه خلال سنوات الحصار على غزة عبر القوافل والمبادرات والمؤتمرات، وحتى عبر الشهداء الذين ارتقوا من أجل كسر الحصار عن غزة، شهداء أسطول الحرية".