خصصت صحيفة "ديلي تلغراف" اليمينية افتتاحيتها للتعليق على تردي العلاقات التركية الهولندية، وقالت فيها إن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان "غير المستلطفة" عن
هولندا "النازية" لا ترحب بها السياسة الأوروبية.
وجاء في الافتتاحية، التي ترجمتها "
عربي21"، أن "الانتخابات الهولندية المنتظرة، التي ستعقد يوم غد الأربعاء، ستكون أول اختبار حقيقي لعام 2017، وما يطلق عليه الصعود السياسي للأحزاب الشعبوية في أوروبا، وهو الاتجاه الذي يتزعمه في هولندا السياسي اليميني المتطرف غيرت
فيلدرز".
وتقول الصحيفة إن "حزب (الحرية)، الذي يتزعمه فيلدرز، من المتوقع أن يفوز بأكبر عدد من الأصوات والمقاعد في البرلمان (150 مقعدا)، التي تتنافس عليها 28 حزبا، إلا أنه لن يتمكن من تشكيل الحكومة الجديدة، أو حتى المشاركة فيها، حيث أعلنت الأحزاب المشاركة كلها أنها لن تتحالف معه في تشكيل الحكومة، ولهذا فإن فيلدرز لن يكون قادرا على المشاركة".
وتذهب الافتتاحية إلى أن نتيجة الانتخابات الهولندية قد تؤدي إلى جولة جديدة وغير ضرورية من الانتخابات، خاصة أن هولندا مثلها مثل بقية دول الاتحاد الأوروبي، تعاني من انقسامات سياسية واجتماعية بسبب مشكلة الهجرة، مؤكدة أن أكثر الأمور المرفوضة في أوروبا في هذه المرحلة التدخل السياسي التركي.
وتشير الصحيفة إلى أن الرئيس التركي أردوغان يريد أن يحصل على أصوات 400 ألف مواطن تركي يعيشون في هولندا، ويسعى للحصول على دعمهم له ولحزبه في الاستفتاء على تعديل الدستور التركي المزمع عقده في نيسان/ إبريل القادم، ما أدى إلى منع هولندا دخول وزير الخارجية التركي، وإبعاد وزيرة أخرى، الأمر الذي فجر أزمة دبلوماسية بين البلدين.
وتنتقد الافتتاحية أردوغان، وتقول إن الحادث أعطاه فرصة للرد، لكن لا أحد يمكنه الحديث عن حرية التعبير في أوروبا وهو يحرم مواطنيه منها، في إشارة إلى حملة الاعتقالات والتطهير التي قامت بها الحكومة التركية بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة في صيف العام الماضي، التي طالت صحافيين وشملت إغلاق بعض الصحف المعارضة.
وتقول الصحيفة: "أصبح الآن بإمكان أردوغان استنكار منع حرية التعبير في أوروبا ليعزز سياساته القمعية في
تركيا".
وتجد الافتتاحية أن "الفائز الآخر من هذه الأزمة هو فيلدرز نفسه، حيث ينتظر أن تغذي المصادمات بين المحتجين الأتراك والشرطة الهولندية مخاوف الهولنديين من المهاجرين".
وتختم "ديلي تلغراف" افتتاحيتها بالقول: "من غير المستلطف أن نراقب هذين الشعبويين وهما يستخدمان مشكلات بعضهما، وعلى تركيا ألا تتدخل في السياسة الأوروبية".
يشار إلى أن العلاقة المتوترة مع هولندا جاءت بعد أسبوع من هجومه على ألمانيا، واتهم الزعيم التركي في 5 آذار/ مارس، حكومة أنجيلا
ميركل بالأفعال الفاشية، التي تذكر بزمن النازية، ولدى أردوغان تاريخ في التعليق على النازية وهتلر، في كانون الثاني/ يناير 2016 قال الرئيس التركي في مؤتمر صحافي إنه يرغب بسلطات كتلك التي تمتع بها هتلر، وقال في المؤتمر ذاته إن حكومة هتلر كانت مثالا للنظام الرئاسي الفعال.