نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا؛ سلطت من خلاله الضوء على مصير تيار
المحافظين الإيرانيين مع اقتراب
الانتخابات الرئاسية، خاصة بعد أن أعلن أعضاء التيار، الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، عن رغبته في العودة من جديد إلى الساحة السياسية.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن نجاد ظهر في فيديو، نشر منذ أيام على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يتحدث باللغة الإنجليزية داعيا مستخدمي الإنترنت إلى متابعته على موقع "تويتر".
وأكدت الصحيفة أن نجاد كان قد أعلن سابقا عن عدم دعمه لأي مرشح خلال الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها يوم 19 أيار/ مايو القادم. في المقابل، نشر فيديو آخر، يوم 5 آذار/ مارس، ظهر فيه إلى جانب نائبه السابق، حميد بقائي، أحد المرشحين لخوض غمار الانتخابات الرئاسية.
كما ظهر في الفيديو ذاته إسفنديار رحيم مشائي، أحد الأصدقاء المقربين من نجاد، والذي يعتبره الأخير بمثابة ذراعه الأيمن.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد تم رفض طلب ترشح رحيم مشائي للرئاسة خلال سنة 2013، بسبب مواقفه التي تعتبر غير متشددة بما فيه الكفاية.
ولم يوافق المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، على ترشح نجاد، حيث يرى في ترشحه من جديد "استقطابا" للمجتمع الإيراني، وعلى اعتبار أن هذا الترشح لا يصب في مصلحة البلاد. علاوة على ذلك، توترت العلاقات بين الرجلين، تحديدا خلال فترة ولاية نجاد الثانية، بسبب اختلافه مع خامنئي في عدة مواضيع، كما تقول الصحيفة.
وأضافت الصحيفة أن حميد بقائي سُجن لمدة سبعة أشهر في سنة 2015، بعد اتهامه "بالفساد"، وإقامته لعلاقة خارج إطار الزواج مع مدرسة لغة إنجليزية؛ عينها بنفسه في المتحف الوطني الإيراني. لذلك، فهو لا يُخفي إمكانية رفض ترشحه للانتخابات من قبل مجلس صيانة الدستور الإيراني. وفي هذا الإطار، أفاد الناطق الرسمي باسم وزارة العدل الإيرانية، أن ملف قضية حميد بقائي لا زال مفتوحا إلى حين اتخاذ القرار بشأنه.
وذكرت الصحيفة أن المحافظين يؤمنون بأن الأمل لا زال قائما بالفوز بالانتخابات القادمة، حيث أنهم يعملون على استغلال عثرات منافسهم، حسن روحاني، على غرار عدم وفائه بوعود كان قد قطعها بعد الاتفاق النووي، في الوقت الذي يتراجع فيه مستوى عيش الإيرانيين يوما بعد يوم.
لكن لا يزال المحافظون بعيدين كل البعد عن الاتفاق حول تعيين مرشح يمثلهم خلال الانتخابات. فعلى سبيل المثال، لا يتمتع حميد بقائي بالدعم الكافي داخل الشق المحافظ الذي يخضع لأوامر المرشد الأعلى الإيراني. أما بالنسبة لنجاد، فقد أدار المحافظون ظهورهم له منذ فترة طويلة.
وذكرت الصحيفة أن وسائل إعلام إيرانية أكدت أن الذي حصل على أغلب الأصوات داخل تيار المحافظين لتمثيلهم في الانتخابات، هو إبراهيم رئيسي، وهو رجل دين شيعي، يشغل منذ سنة منصب مدير مؤسسة "آستان قدس رضوي" التي تعنى بمرقد الإمام الثامن للشيعة، علي الرضا، في مدينة مشهد.
وأكدت الصحيفة أن الحزب الإيراني المحافظ الذي يدعى "المؤتلفة الإسلامية" قد حسم أمره وقدّم مرشحه لخوض غمار الانتخابات، وهو سيد مصطفى مير سليم، الذي كان يشغل منصب وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي بين سنتي 1993 و1997.