نشرت صحيفة "بيلد" الألمانية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على آخر تحركات الرئيس
الإيراني السابق، محمود أحمدي نجاد، الذي أنشأ حسابا جديدا على موقع التواصل الاجتماعي "
تويتر" رغم أن عامة الشعب الإيراني لا يُسمح لهم بدخول هذا الموقع، في خطوة تعكس طموحاته السياسية المقبلة، قبل أشهر من
الانتخابات الرئاسية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، الذي يلقب "بمجنون طهران"، عاد للظهور على الساحة الإعلامية، من خلال خدمة التغريدات القصيرة على موقع "تويتر"، حيث أنشأ حسابا جديدا ووجه من خلاله رسالة لمتابعيه.
وأفادت الصحيفة أن نجاد قد ظهر في مقطع فيديو قصير على "تويتر"، واقفا بجانب العلم الإيراني ويتحدث باللغة الإنجليزية، ووجه الكلمات التالية لمتابعيه: "تابعوني تحت وسم أحمدي نجاد 1956، هذا أنا، السلام عليكم وكل المحبة والتمنيات بأن تكونوا بخير".
وذكرت الصحيفة أن فترة حكم أحمدي نجاد، الذي تولى رئاسة الجمهورية الإيرانية بين سنة 2005 و2013، قد شهدت خلالها إيران تغول التيار المتشدد في البلاد، واتسمت أيضا بسعي نظام الملالي الحاكم في إيران للدخول في مواجهة مباشرة مع الدول الغربية.
وأشارت الصحيفة إلى بعض المواقف التي أعلن عنها نجاد وأثارت سيلا من الانتقادات والجدل، على غرار نفيه القاطع لوقوع الهولوكوست في ألمانيا النازية، كما أنه دعا العديد من نشطاء اليمين المتطرف لحضور مؤتمرات في طهران. وخلال محاضرة ألقاها في جامعة كولومبيا في نيويورك في سنة 2007، نفى نجاد وجود اضطهاد للمثليين في إيران، حتى أنه نفى وجودهم أصلا.
وأوردت الصحيفة أن أحمدي نجاد قد فاز بالأغلبية المطلقة في الانتخابات الرئاسية في سنة 2009، علما أن تلك الدورة قد شابتها العديد من الاتهامات والتجاوزات. وفي الأثناء، خرج المعارضون المساندون لمير حسين موسوي ومهدي خروبي للشارع للاحتجاج ضد نتائج الانتخابات، واتهموا معسكر
المحافظين بالقيام بعمليات تزوير واسعة، إلا أن نظام الملالي سارع إلى قمع المتظاهرين بطريقة دموية.
وفي تلك الفترة من حكم أحمدي نجاد، قتل ما لا يقل عن 72 متظاهرا على يد قوات الأمن، فيما تعرض الآلاف للسجن والتنكيل.
واعتبرت الصحيفة أن الخطوة التي قام بها أحمدي نجاد على موقع "تويتر"، تعكس طموحاته السياسية، بعد أن كان قد أعلن عن رغبته في خوض سباق الانتخابات السياسية في شهر أيار/ مايو الماضي. في المقابل، أعرب المرشد الإيراني علي الخامنئي، الذي يعد السلطة الأولى في البلاد، عن موقفه المعارض لعودة نجاد لسدة
الرئاسة.
وأوضحت الصحيفة أن موقع "تويتر" لا يمكن أن يكون وسيلة تواصل مناسبة مع الشعب الإيراني، فعلى الرغم من أن ثلة من الشخصيات السياسية البارزة قد أنشأت حسابات رسمية على هذا الموقع، على غرار الرئيس حسن روحاني والمرشد علي الخامنئي، إلا أن "تويتر" لا يزال ممنوعا على المواطن الإيراني العادي، حيث قامت السلطات بحجبه داخل إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن استعمال أحمدي نجاد للغة الإنجليزية خلال تصوير مقطع الفيديو الأول الذي نشره على "تويتر"، يثبت أنه سيعتمد على هذا الموقع للتوجه إلى جمهور خارج إيران وليس داخلها.