قدم "بوريس دولغوف" المستشرق الروسي بأقدم مركز للدراسات العربية والإسلامية بالأكاديمية الروسية للعلوم، قراءة في واقع
تنظيم الدولة ومستقبله بالمنطقة.
وتوقع "دولغوف" في حوار له مع صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" انهيارا سريعا لتنظيم الدولة، في مقابل ذلك اعتبر القضاء على التنظيم في سوريا والعراق لن يحل مشكلة الإسلاموية المتطرفة، حسب وصفه.
وحول تحرير مدينة
تدمر وتوقعاته، زعم "دولغوف" أن هذا التحرير سيكون الأخير لتدمر، خاصة بعد سلسلة من الإخفاقات العسكرية لتنظيم الدولة، واتحاد القوى العسكرية المتواجدة في سوريا والعراق خاصة الجيش الحكومي السوري، والقوة الجو-فضائية الروسية، الوحدات الكردية، الجيش السوري الحر، وعدد من جماعات المعارضة المسلحة، بالإضافة إلى الجيش العراقي.
واعتبر "دولغوف" أن كل تلك المجموعات العسكرية قوية إلى حد كاف، وفي الوقت الراهن، وأنها تمتلك زمام المبادرة والسيطرة على الموقف في مواجهة تنظيم الدولة، كما أن "تحرير تدمر هو نجاح مهم جدا، وليس عسكريا فقط، بل سياسي أيضا. وهو يؤكد أن النظام السوري يسيطر على الوضع في البلاد".
وأوضح المستشرق الروسي أن الأهمية العسكرية-الاستراتيجية لتدمر تكمن في تقاطع للطرق، التي تصل أجزاء مختلفة من البلاد بعضها ببعض، مما يعني أن المدينة مركز ثقل مهم من الناحية الاستراتيجية.
كما أن تدمر تقع في حقول النفط، التي تستخدم بنشاط من قبل المسلحين؛ ما يعني كذلك أن فقدانهم لهذه المنطقة سوف يقوض القاعدة المالية–الاقتصادية للتنظيم.
وأشار إلى أن تحرير تدمر، هو أكبر من كل ذلك فهو انتصار معنوي-نفسي؛ حيث من المعروف أن تدمر تعدُّ أحد المراكز الثقافية والتاريخية الأكثر أهمية في سوريا، وتحريرها يجب أن يرفع الروح المعنوية، ويعزز من صمود السوريين، وهذا بحد ذاته أمر له أهميته الكبيرة.
وعن انعطاف في الحرب ضد تنظيم الدولة "
داعش"، قال "بوريس دولغوف"، إنه "يمكن الحديث عن بداية انعطاف. أما الانعطاف الحقيقي، فيمكن انتظاره بعد القضاء على المجموعات العسكرية الأساسية لتنظيم الدولة في الموصل ومنطقتي الرقة ودير الزور".
وبخصوص المدة الزمنية، التي يفترض فيها بقاء تنظيم الدولة، فأوضح "دولغوف" أنه إذا كنا نتحدث عن التدمير العسكري لتنظيم "داعش" كبنية سياسية-عسكرية، فأنا أعتقد أن هذا لن يستغرق وقتا طويلا، وأنها مسألة بضعة أشهر.
وأشار "بوريس دولغوف" في حواره مع الصحيفة الروسية إلى أن زعيم تنظيم الدولة أبا بكر البغدادي حث أنصاره المحاصرين في الموصل على الخروج والتراجع نحو المناطق الوعرة في الجبال، مما يوحي باستمرار حرب العصابات سنوات عديدة، بعد تدمير هيكليات التنظيم.
وشدد على الانتباه والأخذ بالحسبان أن أنصار التنظيم المسلح، ينتشرون في مناطق أخرى من العالم، في ليبيا ومصر، في أوروبا وحتى في
روسيا...، وهذا يعني أن القضاء على تنظيم الدولة في سوريا والعراق، قضية مديدة وأكثر تعقيدا.