علي جمعة: هل كان في الأنبياء نساء "محل خلاف" (شاهد)
القاهرة- عربي 21- حسن محمود21-Feb-1702:51 AM
شارك
علي جمعة غوغل
قال المفتي السابق لمصر، الشيخ علي جمعة، إن قضية "هل كان في النساء أنبياء"، هي قضية "محل خلاف بين العلماء".
وأشار في لقائه ببرنامج "والله أعلم"، بفضائية "cbc"، إلى أنه ثبت في القرآن أن الوحي نزل على المرأة، موضحا أن أم موسى تلقت الوحي بقوله تعالى، الذي كلمها، وثبتها: "وَأَوْحَيْنَآ إِلَىَ أُمّ مُوسَىَ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي اليَمّ وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِيَ إِنّا رَآدّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ".
وأضاف أن السيدة مريم جاءها الملك، فقال تعالى: "وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ".
وتابع: "وكذلك السيدة حواء، أم البشر، كلَّمها الله، فقال: "قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"، كما أمرها الله بالتكليف، إلى جانب آدم، فقال: "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ".
وأردف: "نصَّ القرآن على أن كلا من حواء وأم موسى ومريم، وغيرهن، تلقين الوحي"، وهو ما رأى بعض العلماء معه أن النساء كان منهن أنبياء، حسبما قال.
لكنه استدرك بأن الرأي الثاني، وعليه الجمهور، هو أن البعثة لم تكن إلا للرجال، وأن الله تعالى لم يبعث رسولا من النساء، وقد استدلوا على ذلك بقوله تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ".
وأشار إلى أننا بالفعل "عندما نتأمل في التوراة، فلا نجد خبرا يقول بوجود وحي للمرأة، رغم أن أنبياء بني إسرائيل كانوا كُثرا".
وردا على شبهة انتقاص المرأة بعدم النبوة، علَّق جمعة بالقول إن هناك ثلاثة أمور يجب التفرقة بينها: "الخصائص، والوظائف، والمراكز القانونية"، فالرجل والمرأة يطلق عليهما لفظ إنسان، فالإنسان هو رجل وامرأة، والاثنان مكلفان، ولهما حقوق وواجبات، ويختلفان في الخصائص، فالرحم لدى المرأة وليس لدى الرجل، والمرأة يخرج من ذاتها الحياة؛ لذلك يُنسب المولود لأمه إن كان مجهول النسب.
واستطرد: "والمراكز القانونية تترتب على الاثنين في العلاقة الاجتماعية بين الرجل والمرأة في أن الأول يدفع، والثانية تحصل على المهر والميراث وغيره، وهذا لا يوجد فيه أي تحيز".
واستطرد بأن الله أمر الرجل بالسعي، وإعمار الأرض، بينما أمر المرأة بأن تكون مسؤولة عن بيتها، وهذا تقسيم وتخصيص في العمل، ويترتب على الخصائص والوظائف المراكز القانونية ومسائل كالإنفاق والميراث.
وأشار إلى أن وظائف الأنبياء تتناقض مع خصائص المرأة، وهذا ليس معناه الانتقاص من المرأة. وأكد وجود فارق بين التساوي "الذي يعني تساوي الكم بين الرجل والمرأة"، والمساواة، التي هي دعوة الإسلام إلى المساواة بينهما بالعدالة والإنصاف، وذلك بعدم تكليف المرأة خارج خصائصها، وفق قوله.
وتابع مؤكدا بأنه يجب أن تتسق وظائف المرأة مع خصائصها ومع مراكزها القانونية، لذلك قال الرسول، صلى الله عليه وسلم: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال".
وفي ختام حديثه، دعا المفتي السابق لمصر الجميع إلى الرضا بخلقة الله، مشددا على تكريمه للرجل والمرأة معا، إذ قال تعالى: "وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا".