تناولت الصحف
الإسرائيلية انتخاب
يحيى السنوار قائدا لحركة
حماس في
غزة خلفا لإسماعيل هنية، وتساءلت: من هو، ولماذا يخشاه الجميع؟
من جهتها، تساءلت صحيفة "معاريف": "من أنت يا يحيى السنوار؟"، مبدية استغرابها بالقول إن "هناك من يخشاه في حماس ويرتعد منه".
وأوضح المعلق العسكري في "معاريف"، نوعم أمير، في مقاله، أن "المفاجأة الكبرى" في الانتخابات لقيادة "حماس" في قطاع غزة "أدهشت حتى أعضاء المنظمة أنفسهم"، مضيفة أن "السنوار يعدّ متطرفا حتى في حماس"، وأن انتخابه هو "انتصار مدو للذراع العسكرية في المنظمة.
ولكنه لفت في الوقت ذاته إلى أن "حماس" تولي للسنوار قدرات عليا، وفي الميدان تكن له الكثير من الاحترام.
وقال أمير وفق ما اطلعت عليه "
عربي21": "السنوار يتخذ موقفا لا هوادة فيه حيال السلطة الفلسطينية، ويعد أحد الزعماء البارزين في تعميق أيديولوجيا المقاومة لإسرائيل"، وفق قوله.
وأضاف أن السنوار "يؤمن بالحرب ضد الصهانية وليس بالتهدئة"، وأنه "يرى في كل زمن بأنه جيد للمواجهة العسكرية مع إسرائيل".
وأشار إلى أن القائد الجديد لحماس في القطاع، "لا يحب إسرائيل حقا. فقد مكث في السجن الإسرائيلي ما لا يقل عن 22 سنة، منذ عام 1989 حتى تحرر في إطار صفقة شاليط في 2011".
اقرأ أيضا: جنرال إسرائيلي يكشف أسباب القلق من انتخاب "السنوار"
وكان قد حكم على السنوار بأربعة مؤبدات، بتهمة تخطيط عمليات واختطافات لإسرائيليين.
ووفقا للمعلومات التي حصل عليها أمير، فإن السنوار مقدر جدا في القطاع، وهو جزء لا يتجزأ من حرب 2014.
ولفت إلى أن السنوار كان من مؤسسة الذراع العسكرية لحركة حماس، عز الدين القسام، وفي الأشهر الأخيرة أصبح الشخصية السياسية-العسكرية العليا في القطاع، إلى جانب محمد ضيف.
ووصف السنوار بالقول إنه "حبيب القيادة السياسية لحماس"، ويبدو أنه نجح في إعادة الاتصال بينها وبين القيادة العسكرية إلى مساره الطبيعي، بعد أن كان انقطع منذ حرب 2014.
وتخوف المعلق الإسرائيلي من انتخاب السنوار، مبررا ذلك بالقول إن "فكره هو فكر المواجهة العسكرية المستمرة، الأمر الذي يجعله خطيرا وغير متوقع".
خطورة السنوار
وأجاب أمير في مقاله عن سؤال "من هو السنوار؟" بالقول إن القيادي الحمساوي قبل لحظة من تحرره في صفقة شاليط، قاد من حجرته في قسم السجناء الأمنيين تمردا للسجناء، وادعى أن هذه صفقة سيئة وتشكل استسلاما لإسرائيل، وفق قوله.
وفي ضوء ذلك تقرر في المخابرات عزله إلى أن تخرج الصفقة إلى حيز التنفيذ. وتحرر السنوار من العزل مباشرة إلى قيادة "حماس" في قطاع غزة.
وقال: "منذ أن تحرر من السجن، صفى السنوار سلسلة من العملاء مع إسرائيل ممن فشلوا في اختبار الولاء، وخلق تعاونا مع جناح سيناء في تنظيم الدولة".
وأضاف أن الفلسطينيين في القطاع يرتعدون منه، وزعم أمير أنهم يفهمون أن من لا يتعاون معه فسيعدم.
وأشار إلى أن السنوار أثبت نفسه رئيسا ثانيا للأركان في "حماس" إلى جانب ضيف، وهناك من يقول إنه كان أقوى من زعيم المنظمة في القطاع، إسماعيل هنية.
وختم بالتساؤل: "هل نواصل الاستعداد للجولة التالية، أم نستبق الضربة بالعلاج؟".
وكتبت "إسرائيل اليوم" في مقال الثلاثاء، أن السنوار خلافا لرموز "حماس" الآخرين، ترعرع في القطاع، وشارك في كثير من العمليات ضد الإسرائيليين.
وقال المحلل الإسرائيلي رؤوبين باركو، إن السنوار خلافا لفترة مشعل، الذي كان يقود التنظيم من الفنادق في قطر، فالحديث هنا يدور عن مقاتل نشأ داخل القطاع.
وأضاف أن أصدقاء السنوار في غزة يصفونه بأنه شخص عنيد وبارد المزاج، ويكره اليهود إلى درجة الهستيريا. ولكنه في الوقت ذاته قائد حكيم كاريزماتي.
اقرأ أيضا: ماذا يعني انتخاب حماس "السنوار" قائدا للحركة بقطاع غزة؟
وأشار إلى أن السنوار تربى على يد الشيخ أحمد ياسين، وشارك في قتل عملاء إسرائيل، وتنفيذ العمليات ضد الاحتلال.
وبحسب باركو، فإن مقربين من السنوار يقولون إنه كان مسؤولا عن محمد ضيف في كتائب عز الدين القسام التي تشكلت في خان يونس.
وقال إن هذه العلاقة والتجربة للرجل تفسر مكانته منسقا أعلى، وكيف أصبح الآن مسؤولا عن الذراع العسكرية والسياسية معا.
وعدّ السنوار الآن بمثابة رئيس حكومة "مجلس الشورى" لحركة حماس، وأنه هو الذي سيحسم الأمور السياسية والداخلية والأمنية والدينية والاقتصادية للمنظمة.