قال مسؤولون في هيئة تحرير الشام، إن لواء جند الأقصى، فجّر سيارة مفخخة، وأرسل انتحاريين فجروا أنفسهم قرب مقرات "الهيئة"، صباح الاثنين.
وذكر عناصر من "تحرير الشام" أن "السيارة المفخخة استهدفت مقرا للهيئة في قرية التمانعة بسهل الغاب في ريف حماة، وفجّر انتحاريان نفسيهما في مقر للهيئة بمنطقة كفرزيتا، شمال غربي حماة".
وأوضحت مصادر أن الاقتتال على أشده بين الطرفين في ريفي إدلب، وحماة، وسط أنباء غير مؤكدة عن اقتحام "جند الأقصى"، لمقر "الحسبة" لـ"تحرير الشام" في خان شيخون، وذبح السجانين، وإطلاق سراح الأسرى بداخله.
تأتي هذه التطورات بعد مناظرة مطوّلة انتهت في وقت متأخر من مساء الأحد، بين قيادات وشرعيين من "تحرير الشام" و"جند الأقصى".
الشرعي البارز في "تحرير الشام" زبير الغزاوي، أحد الحضور في المناظرة، أكد أن "جند الأقصى كفّرت قائد تحرير الشام هاشم الشيخ، وفصائل منضوية تحته مثل نور الدين زنكي وغيرها".
وقال في تصريح نشره على قناته الرسمية في "تليغرام"، إن "المناظرة شارك فيها ثلاثة من شرعيي تحرير الشام، وقادة عسكريون، مقابل أمير جند الأقصى أبي عبد الله الغزاوي، وشرعييه أبي أحمد حاس وأبي ذر الصوراني".
وبيّن الزبير الغزاوي، أن المناظرة امتدت نحو ست ساعات، ورفض قائد "جند الأقصى"، تسجيلها، قائلا إنه "مارس التقية والكذب بزعمه عدم مبايعته لتنظيم الدولة، وتبرؤهم من فكر الخوارج".
وأضاف: "عند سؤاله: ما قوالك في هيئة تحرير الشام؟ قال: أتوقف فيهم لا هم مسلمون ولا هم كفار، وعند سؤاله عن أبي جابر قال إنه مرتد كافر، وكذلك الأحرار والزنكي وجيش السنة؛ فكلهم كفار مرتدون، قال ذلك مرارا وتكرارا وأصر عليه، وعندما سألناه عن المناط في ذلك لم يعرفه؛ وكلما يذكر مناطا نلزمه بلازم فيرجع عن هذا المناط ويذكر غيره، حتى قال في النهاية: أنا لا أعرف لكن هؤلاء كفار مرتدون، وأنا مجتهد في ذلك".
وتابع: "حتى شرعيوهم؛ فأبو أحمد حاس قال إنه كفر الزنكي ردة مغلظة، وليس لهم عندنا إلا السيف!! وعند سؤاله عن المناط بدأ يلف ويدور ولا يثبت على رأي ثم اعتذر عن مقولته!! فيا للعجب يكفر القوم ثم يعتذر عن تكفيرهم في نفس المجلس".
الزبير الغزاوي، قال إن "تحرير الشام" وضعت ثلاثة شروط لـ"جند الأقصى"، وهي "التبرؤ من تنظيم الدولة، والتبرؤ من فكر الخوارج، والنزول إلى محكمة شرعية".
وقال إن "قائد جند الأقصى قبل بالأولى والثانية، ورفض الثالثة بحجة عدم وجود قاض يرتضيه في الساحة، قائلا إنه سيحاسب جنوده بنفسه حال وردت شكوى ضدهم، إلا أنه تراجع بعد تعنيفه من قبل الحزب الإسلامي التركستاني، ووافق بتعيين قاض للفصل، بشرط أن يكفّر أبا جابر الشيخ، وأحرار الشام".
وأكد الزبير الغزاوي رفض الهيئة لشروط جند الأقصى، متابعا: "بالأمس اشترط البغدادي على الفصائل تبيان حكم الأنظمة، واليوم يشترط الغزاوي (قائد جند الأقصى) على الهيئة قاضيا يكفّر الأحرار وأبا جابر الشيخ!".
وقال الزبير الغزاوي، إن قائد "جند الأقصى" صارحهم بتواصله مع تنظيم الدولة، وسعيه لعمل مشترك ضد النظام معهم، واعتقاده بأن الفصائل أشد خطرا من التنظيم كون "الفصائل مرتدة والدولة مسلمين".
يشار إلى أن جبهة
فتح الشام، أعلنت قبل أسابيع فصلها "جند الأقصى" بسبب عدم التزامهم بشروط البيعة، قبل أن تندمج "فتح الشام" مع فصائل أخرى في هيئة تحرير الشام.