رفضت الولايات المتحدة الأمريكية تعيين رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق
سلام فياض مبعوثا للأمم المتحدة إلى
ليبيا، مؤكدة أنها "لا تعترف بدولة فلسطين، وأن
الأمم المتحدة منظمة تنحاز بشكل غير عادل لصالح السلطة الفلسطينية"، حسب بيان لمندوبة واشنطن لدى الأمم المتحدة، الجمعة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أبلغ هذا الأسبوع مجلس الأمن عزمه على تعيين "فياض" خلفا للمبعوث الأممي الحالي مارتن كوبلر، وأمهل مجلس الأمن حتى مساء الجمعة؛ من أجل دراسة اقتراحه"، لكن "واشنطن" استخدمت حق الفيتو ورفضت التعيين.
شكوك
في المقابل، أبدى سياسيون ليبيون ريبتهم وشكوكهم إزاء نية الأمم المتحدة تعيين السياسي الفلسطيني "سلام فياض" مبعوثا لها إلى ليبيا.
وقال أمين عام حزب الجبهة الوطنية الليبي، عبدالله الرفادي، إن "الليبيين لا يرون هذا الرجل -فياض- هو الشخص المناسب للتعاطي مع ملفهم الشائك"، مضيفا لـ"
عربي21": "هناك شكوك كبيرة حول علاقة "فياض" بمجموعة "
دحلان"، التي ساهمت مساهمة كبيرة فيما يجري في ليبيا من حروب وتأزم سياسي"، حسب كلامه.
وأكد عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي، موسى فرج، أن "الرأي العام في ليبيا كان متوجسا من "سلام فياض"، لكن من السابق لأوانه تقييم ما يمكن أن يحققه
المبعوث المرشح للأزمة الليبية"، وفق قوله لـ"
عربي21".
دور مساند
الناشطة السياسية الليبية، ميرفت السويحلي، أكدت من جانبها أن "دور المبعوث الأممي هو الدعم والمساندة فقط، وهذا ما كان سيقدمه "فياض" حال تم اعتماده، ولن يكون له أي إضافات عن الذين سبقوه من مبعوثين"، حسب كلامها.
وأشار الناشط الفيدرالي من بنغازي، أبو بكر القطراني، إلى أنه "لا فياض ولا غيره قادر على حل الأزمة الليبية؛ لأنها أزمة جهوية بالأساس".
لكن الكاتب الصحفي الليبي، عبد الله الكبير، رأى أن "اعتراض واشنطن ربما لأن لديها تصورا للتعاطي مع الأزمة الليبية، و"فياض" ليس الشخص المناسب لتنفيذ المخطط الأمريكي في ليبيا"، مضيفا لـ"
عربي21": "كما أنه لا يحق لمجلس النواب الليبي الاعتراض على ترشح مبعوث جديد مثلما رأينا؛ لأنه طرف في الأزمة، فضلا عن انتهاء شرعيته".
إسرائيل وترامب
وقالت عضو منبر المرأة الليبية من أجل السلام، الزهراء لنقي، إن "القرار الأمريكي جاء لاعتبار عنصري وسياسي مقيت ومحابي لإسرائيل، وهو تدشين للسياسة الأمريكية القادمة في الأمم المتحدة وفي الشرق الأوسط".
وبخصوص ما كان سيقدمه المبعوث المرشح، قال لنقي لـ"
عربي21": "ليبيا بحاجة لما هو أكثر من إصلاح مؤسسي ومحاربة فساد، هي في حاجة للتركيز على قضايا جوهرية تم باستمرار تجاهلها في كل الحوارات السياسية التي تمت، مثل فوضى السلاح، والعدالة التصالحية، والتوزيع العادل للثروات، واللامركزية الإدارية ، ومسألة الهوية الليبية والمكونات الثقافية".
لكن أستاذ علم الاجتماع السياسي الليبي، رمضان بن طاهر، أكد لـ"
عربي21" أن "وساطة الأمم المتحدة عبر مبعوثيها إلى ليبيا لم تحدث تأثيرا إيجابيا في المشهد الليبي حتى الآن، وفشلها يعود إلى فشل الليبيين أنفسهم في إيجاد الحل؛ لذا لن يصنع "فياض"، حال تم إعادة ترشحه، ما عجز عنه سابقوه".