يُعد
التجسس الالكتروني وأنظمة المراقبة العسكرية أحد أهم أسلحة الهجوم العسكرية الحديثة في ظل تطور التكنولوجيا وتقدمها، بحيث أصبح امتلاك تكنولوجيا التجسس مطلبا مهما لكل الدول، وبينما تطور
إسرائيل إنتاجها في هذا المجال، لا يزال زال هناك فقر شديد عند الدول العربية.
وعادت صورة الفرق في ميزان القوى في هذا المجال بين إسرائيل والدول العربية للأذهان قبل أيام، بعد حديث رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن اهتمام حكومته بالتقنيات الالكترونية وخاصة التكنولوجيا المتقدمة.
وكانت مجلة "انترسيبت" قد نشرت مقالا في نهاية العام الماضي تحدثت فيه عن وحدة (8200) الاسرائيلية التي تعتبر بمثابة وكالة الامن القومي الإسرائيلي. وأشارت المجلة إلى أن عددا كبيرا من أفراد هذه الوحدة المتقاعدين يتجهون للعمل في شركات خاصة اهمها "أن. أس. أو" التي طورت برنامج "بيغاسوس" الذي اخترق اجهزة الايفون والايباد.
واضافت "انترسيبت" في مقالها ان وحدة 8200 تعتبر مفرخة تغذي قطاع المراقبة والتجسس الخاص في اسرائيل، حيث تباع منتجات خريجي هذه الوحدة بعد ان يكونو انضموا او اسسو شركات خاصة للحكومات حول العالم التي بدورها تستخدمها للتجسس على شعوبها بحسب المجلة.
واضافت المجلة بمقالها انذاك أن هذه الشركة وغيرها من الشركات الاسرائيلية الموجودة في وادي السيليكون الاسرائيلي، تُصنع اجهزة مراقبة وبرامج تجسس تشتريها الحكومات في العالم العربي بعد موافقة وزارة الدفاع.
وحازت "مير للامن" -وهي احدى اهم الشركات التي تصدر منتجات تجسسية- على عقد مع الشرطة الاسرائيلية عام 1999 لتأسيس "مابات2000" الذي وضع كاميرات مراقبة في البلدة القديمة بالقدس، في مقابلة مع مجلة غيتواي الإسرائيلية، وهي نشرة اقتصادية، يفسر رئيس مجلس الإدارة والجندي السابق في الوحدة 8200 حاييم مير حاجة "الشرطة لنظام يستطيع من خلاله (الأخ الأكبر) التحكم والاطّلاع على سير الأحداث داخل المدينة القديمة".
و أصدرت مجموعة المراقبة "الخصوصية الدولية"، التي تحقق في الرقابة الحكومية، في شهر آب الماضي تقريرًا حول قطاع الرقابة الدولية. حدّدت المجموعة 27 شركة رقابة إسرائيلية، وهو الرقم الأعلى حسب نصيب الفرد على مستوى العالم.
وكانت وكالة "بلومبرغ" نشرت تقرير مطولا ترجمته ونشرته عربي21 سابقا حول نشاط شركات التكنولوجيا الاسرائيلية في السعودية، منها شركة " إنتوفيو" التي اسسها "شمويل بار" وهو احد العاملين السابقين في المخابرات الاسرائيلية.
بالمقابل لا يوجد ادنى اهتمام عربي رسمي بمجال التجسس الالكتروني او التحضير لاي حرب الكترونية مستقبلية، على الرغم من أن التقديرات كلها تشير الى ان حروب المستقبل ستكون نسبة كبيرة منها الكتروني وتعتمد على التكنولوجيا المتقدمة.
وبمقابل الفقر التقني الرسمي العربي، فإن هناك محاولات فردية يقوم بها شباب عرب واجانب لاقتحام مواقع الكترونية اسرائيلية، واهم هذه المجموعات مجموعة "انيموس" وهي مجموعة عالمية لقراصنة هاجموا مصالح الكترونية اسرئيلية.
حيث هاجمت "انيموس" عام 2013 مواقع الكترونية حكومية في اسرائيل أهمها موقع رئيس الوزراء ووزارة الدفاع الإسرائيلية وموقع الاستخبارات وموقع مجلس الوزراء الإسرائيلي وسوق الأوراق المالية والمحاكم الإسرائيلية وشرطة تل أبيب وحزب كاديما ووزارة التعليم وبنك القدس و 20000 حساب على الفيسبوك و 5000 حساب بنكي وغيرها.
ويضاف إلى ذلك أيضا، حركات المقاومة
الفلسطينية التي ادخلت الحرب الالكترونية ضمن عمليات المقاومة التي تشنها على الاحتلال الاسرائيلي، حيث استطاعت المقاومة اختراق عشرات الهواتف المحمولة لضباط وجنود في جيش الاحتلال الاسرائيلي.
يُذكر أن اسرائيل والمقاومة استخدمتا الهجمات الالكترونية بشكل مكثف في اخر حرب بينهما.